اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على مدى ثلاث سنوات، أعمل كمستشار للوزير مصطفى بيرم، وتجربتي معه تمثل رحلة ملهمة، تميزت بعمق الالتزام والتحديات التي نواجهها سويًا. في المرحلة الأولى، قبل اندلاع الحرب، يملأني الفخر كوني رفيق دربه. هو ذاك الرجل الذي يعمل بجهد لا يكل ولا يمل من أجل تحويل وزارة العمل إلى نموذج يُحتذى به، حيث يقدم خدمات متميزة للمواطنين، معززًا حقوقهم ومكافحًا الفساد بكل قوة. يؤمن بأن حق المواطن في الخدمة ليس تفضلاً، بل هو واجب يستوجب الالتزام به.

إصراره على تحسين واقع الناس يلهمني يوميًا. هو دائمًا يقول: "نحن هنا لخدمة الشعب، وعلينا أن نتجاوز أي عقبات." رؤية هذا الالتزام في العمل تجعلني أشعر بأنني جزء من شيء عظيم، وأنني أساهم في تغيير حقيقي في حياة المواطنين. هو يخصص كل وقته وجهده لخدمة الناس، ولا يتردد في الاستماع إلى همومهم ومشاكلهم. هذا الالتزام يجسد نموذجًا للقائد الذي يتعامل مع المسؤوليات الملقاة على عاتقه بكل جدية وإخلاص.

ومع اندلاع الحرب، دخلنا مرحلة جديدة تمامًا، وهي اختبار حقيقي لقوة الشخصية وعمق الالتزام. هو ذاك الرجل الذي يظهر كقائد فولاذي في خضم القتل والدمار والاغتيالات وكم الأفواه، يتحلى بالشجاعة والإصرار. في أوقات الأزمات، يواجه التحديات اليومية، يحثّ الناس على الصمود، ويمنحهم الأمل في زمن يفتقر إلى الأمن والسلام. هو ليس فقط وزيرًا، بل هو صوت للضعفاء والمهمشين، يجسد الوطنية والإنسانية بشكل عميق.

في هذه المرحلة، أشكر الله على نعمة أن أكون رفيق درب هذا الرجل. فهو لا يتحدث من مكاتب فاخرة، بل ينزل إلى الشارع، يتفاعل مع النازحين، ويستمع لمأساتهم ويعمل على تقديم الدعم لهم. كلماته وتوجيهاته أصبحت رمزًا من رموز صمود لبنان وشعبه، حيث تنتظر الناس إطلالته بفارغ الصبر لتستمد منه المعنويات، وتتغنى بعباراته القوية. يتحدث بحماس عن أهمية الصمود والوحدة، ويحث الجميع على تجاوز الصعوبات بكل إصرار.

كم أشعر بالسعادة عندما ألتقي بالناس، فيحدثونني بفرح واعتزاز عن ما قاله الوزير بيرم في الإعلام، وكيف تأثروا بكلماته التي تحمل الأمل وتعزز من روح المقاومة. كلما اتصل بي أحدهم ليقول: "الله يحميه، بكبر القلب"، أشعر بمدى التأثير الذي يحدثه في نفوسهم، وكيف أصبحت كلماته مرجعًا لهم في زمن الشدائد. الناس تروي لي كيف أن حديثه يجدد فيهم الأمل ويحفزهم على الاستمرار، وهذا الأمر يعزز من إحساسي بقيمة العمل الذي نقوم به.

أبو حسين... على الرغم من أنني أعلم أنكم لن تتقبلوا كلامي هذا، لتواضعكم وإيمانكم بأن العمل لله، وأنكم لستم ممن يستهويهم المدح، إلا أنني أكتب ما أكتب من منطلق إيماني بأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق. أعذروني سلفًا إن بدت كلماتي خارج حدود التواضع، لكنها تعبر عن اعتزازي العميق بعملكم وبما تمثلونه لهذا الوطن.

ما يميز الوزير بيرم خلال هذه الفترة هو قدرته على تحويل المعاناة إلى قوة، فهو لا يتراجع أمام التحديات، بل يواجهها بعزيمة وإرادة. يتنقل بين الاجتماعات السياسية والمحافل الدولية والمجتمعات المتضررة، ليضمن أن صوت اللبنانيين مسموع في كل مكان. هذا التواصل مع المجتمع يعكس إحساسه العميق بمسؤولياته ويعزز من ثقته في أن العمل الجماعي يمكن أن يحقق التغيير.

من خلال تجربتي معه، أدرك أن قيادة الرجل ليست مجرد منصب أو سلطة، بل هي مسؤولية حقيقية تجسد الالتزام بالخدمة والإنسانية. شعوري بالفخر الذي يملأني في كل لحظة أعمل معه، يتعزز يومًا بعد يوم، ويزداد حبي واحترامي لهذا الرجل الذي يجسد قيم النضال والإصرار.

إنه هو ذاك الرجل الفولاذي الذي يُلهم الجميع، ويحول المحن إلى دروس في الأمل والصمود. وأنا ممتن لأنني جزء من هذه المسيرة، حيث أتعلم كيف يمكن أن يتجسد الإخلاص والوطنية في أسمى معانيها. إن مصطفى بيرم هو بالفعل النموذج الذي يحتاجه لبنان في هذا الزمن العصيب، والشرف لي أن أكون رفيقًا له في هذا الطريق. إن وجودي بجانبه في هذه الأوقات الحرجة يجعلني أشعر بأنني أساهم في بناء مستقبل أفضل لوطني، وهو أمر لا يقدّر بثمن.