اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في إنجاز وصفه أنصاره بالأسطوري، كسب دونالد ترامب الرهان الرئاسي وحقق «عودة عظيمة» إلى البيت الأبيض، بعد تحقيقه فوزا خاطفا وكاسحا على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، وترك متابعي النتائج محليا وعالميا في حالة ذهول، تزامنا، استعاد الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي بعد أن خسر الحزب الديموقراطي الأغلبية بفارق مقعد واحد، وحقق الجمهوريون ما وصف مسبقا بأنه الهدف الأكثر قابلية للتحقق في انتخابات هذا العام.

فقد عرفت حملة المرشح الجمهوري في زحفه الثالث نحو أسوار سكنه القديم الجديد في العاصمة واشنطن، محطات وتقلبات كانت فارقة في مسيرة الرجل «الثمانيني»، وتخللتها محاولتا اغتيال نجا من إحداهما بشكل أقرب إلى الأفلام الهوليودية.

وخلال ساعات قليلة اكتسح ترامب الولايتين الحاسمتين كارولاينا الشمالية وجورجيا، قبل أن تمنحه كل من بنسلفانيا وويسكونسن بطاقة العبور النهائية، وحتى قبل إعلان فوزه رسميا، تلقى الملياردير المثير للجدل سيلا من التهاني من رؤساء وزعماء عبر العالم.

وبعد انجلاء غبار المعركة، غرق ملايين الأميركيين من ذوي القبعات الحمراء في مهرجان من الفرح العارم بانتخاب زعيمهم، في حين غرق آخرون في حالة من الخوف والريبة بسبب وعيد ترامب خلال حملته الانتخابية بملاحقة المهاجرين غير النظاميين وطردهم من البلاد.

وخلال حملة انتخابية صاخبة، توعد قطب العقارات بتنفيذ أكبر عملية على الإطلاق لترحيل المهاجرين الذي وصفهم بالمجرمين وباثي السموم في بلاده، منذ اليوم الأول من تسلمه مفاتيح البيت الأبيض.

وفي خطاب النصر الكبير الذي ألقاه اليوم أمام أنصاره في فلوريدا، وجّه صاحب شعار «سأجعل أميركا عظيمة مجددا (MAGA)» رسالة واضحة للمهاجرين بقوله صراحة «سنغلق الحدود أمام المجرمين».

وخلال الخطاب الذي ظهر فيه محاطا بأفراد عائلته وعقيلته ميلانيا، أطلق الرئيس الـ47 لأميركا دعوة إلى الوحدة وحض الأميركيين على وضع الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية جانبا، والمضي قدما إلى الأمام، قائلا إن «الله أنقذني لينقذ البلاد وسنغير أوضاعها».

ولدى أدائه اليمين في 20 كانون الثاني المقبل خلفا لغريمه المنتهية ولايته جو بايدن، سيكون ترامب أمام تحديات كبرى لتضميد جراح بلد بات يعاني انقسامات اجتماعية حادة وأزمات اقتصادية متفاقمة.

وخلافا لدونالد ترامب الذي قاطع حفل تنصيب بايدن الفائز بانتخابات 2020، وما تلاها من أعمال عنف دموية فيما بات تعرف بأحداث «الكابيتول»، فقد التزم الرئيس الديموقراطي المشاركة في حفل تنصيب عدوه اللدود و»الانتقال السلمي للسلطة».

وإضافة إلى الفوز الخارق بالرئاسة، سيتمكن ترامب من الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي استعاده الجمهوريون من الديمقراطيين، وسيكون الانتصار كاملا إذا تمكن الحزب الجمهوري من الاحتفاظ بمقاعد مجلس النواب.

ولم ترشح تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارة ترامب المقبلة، مع استثناء واحد لافت يتمثل في «إهداء حقيبة مهمة» لحليفه الملياردير الآخر إيلون ماسك، الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري.

وكان فاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـالانتخابات ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، بحصوله على 277 صوتا مقابل 224 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس التي تستعد للاتصال به والاعتراف بالهزيمة، حسب أحد مساعديها.

وفي وقت سابق، قال ترامب في كلمة من مقر حملته الانتخابية بولاية فلوريدا «حققت فوزا تاريخيا، لقد فزنا في الولايات المتأرجحة وفي التصويت الشعبي وحققنا 315 صوتا، وهذا شعور رائع يدل على محبة الشعب».

وأضاف أمام حشد من أنصاره «الرب أنقذني لينقذ البلاد، هذا فوز سياسي لم ير بلدنا مثيلا له من قبل، انتصاري توافق سياسي تاريخي، ونشكر الشعب الأميركي على هذا الشرف بانتخابي رئيسا مجددا، اليوم انتصار للديمقراطية، لقد صنعنا التاريخ وتخطينا عقبات كثيرة».

وفي المعسكر المقابل، نقلت شبكة «إن بي سي» عن مساعد للمرشحة الديمقراطية أنها تعمل حاليا على تحرير خطاب الهزيمة، وستتصل بالرئيس المنتخب دونالد ترامب اليوم للاعتراف بهزيمتها.

وإلى جانب الانتخابات الرئاسية، يصوت الناخبون أيضا لاختيار 34 عضوا بمجلس الشيوخ الأميركي (من أصل 100) وجميع أعضاء مجلس النواب الأميركي البالغ عددهم 435 عضوا. وبالإضافة إلى ذلك، ستجرى انتخابات حاكم الولاية في 11 ولاية ومنطقتين (بورتوريكو وساموا الأميركية).

في غضون لك، استعاد الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي بعد أن خسر الحزب الديموقراطي الأغلبية بفارق مقعد واحد، وحقق الجمهوريون ما وصف مسبقا بأنه الهدف الأكثر قابلية للتحقق في انتخابات هذا العام.

ويتألف مجلس الشيوخ من 100 عضو، ويمثل كل ولاية أميركية عضوان اثنان، وتمتد العضوية في المجلس 6 سنوات بموجب دستور الولايات المتحدة.

وحصل الجمهوريون على مقعدين جديدين في مجلس الشيوخ، إذ فاز بيرني مورينو رجل الأعمال المدعوم من قبل مرشح الحزب الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على السيناتور الديموقراطي شيرود براون في أوهايو، وفاز جيم جاستيس (حليف ترامب) بالمقعد الذي كان يشغله سابقا جو مانشين في فرجينيا الغربية.

كما دافع الجمهوريون عن مقاعدهم أمام التحديات الديموقراطية، إذ فاز تيد كروز في تكساس على كولين أولريد، وتفوق ريك سكوت في فلوريدا على ديبي موكارسيل-باول.

وفي نبراسكا، شن المنظم النقابي دان أوزبورن حملة مستقلة ناجحة بشكل مفاجئ للإطاحة بالسيناتورة الجمهورية ديب فيشر، لكن فيشر تمكنت في النهاية من الاحتفاظ بمقعدها.

وإذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الاقتراع الرئاسي فقد تمنحه السيطرة على مجلس الشيوخ دفعا كبيرا في تطبيق برنامجه وتعيين قضاة جدد في المحكمة الأميركية العليا النافذة جدا، وفي حال فازت الديمقراطية كامالا هاريس فقد يعني ذلك تعطيل النشاط التشريعي. ويضع هذا الفوز الحزب الجمهوري في موقع قوي لتثبيت كبار المسؤولين الذين ستعينهم الإدارة الجديدة القادمة، وكذلك لتعيين قضاة جدد في المحكمة العليا الأميركية إذا فتحت شواغر جديدة.

ومن المتوقع أن يتقاعد قاضيان محافظان على الأقل هما كلارنس توماس وصامويل أليتو خلال السنوات القليلة المقبلة، كما تحيط التكهنات بشأن صحة القاضية الليبرالية سونيا سوتومايور إحدى القضاة الثلاثة الليبراليين في المحكمة.

ويزيد انتقال السيطرة على مجلس الشيوخ إلى الجمهوريين زخم السباق لخلافة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي أعلن أنه سيتقاعد بعد الانتخابات.

ومن بين المتنافسين الرئيسيين لخلافته جون ثون من داكوتا الجنوبية، والسيناتور جون كورنين من تكساس، وريك سكوت من فلوريدا، وسيحصل الفائز على المنصب كزعيم للأغلبية في مجلس الشيوخ.

وأعلن كورنين ترشحه للقيادة فور فوز الجمهوريين بأغلبية مجلس الشيوخ، بحسب وكالة أسوشيتد برس، مؤكدا في بيان على خبرته بالعمل مع أعضاء الحزب الجمهوري وتقديمه الدعم كعداد الأصوات للحزب خلال فترة رئاسة ترامب الأولى.

وقال الجمهوري من تكساس «كما قلت، هذه الانتخابات ليست عنا، بل عما هو أفضل للمؤتمر وللأمة، أتطلع للعمل مع الرئيس ترامب وأغلبيتنا المحافظة الجديدة لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى من خلال إعادة عمل مجلس الشيوخ».

ويواجه الديموقراطيون خريطة انتخابية صعبة، خاصة مع تقاعد عدد من أعضائهم أو ترشحهم في ولايات ذات نزعة جمهورية. ومن بين أبرز المؤشرات على هذا التحدي هو تقاعد السيناتور جو مانشين عن ولاية فرجينيا الغربية، والذي كان ديمقراطيا وسطيا قبل أن يعلن استقلاله مؤخرا.

وقد فاز بالمقعد المرشح الجمهوري لمنصب حاكم الولاية جيم جاستس الذي هزم الديمقراطي جلين إليوت عمدة مدينة ويلينغ.

الأكثر قراءة

ترامب رئيسا لاميركا... المنطقة الى اين ؟ الشيخ قاسم : التفاوض غير المباشر أساسه وقف العدوان وحماية السيادة كاملة فاتح 110 يهزّ تل ابيب وصفد وحيفا بأربعين الشهيد حسن نصرالله