اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اذا كان علينا أن نكون في الطبقة الدنيا من القرن ـ وربما في الطبقة الدنيا من الجحيم ـ كل ما يمكننا قوله، تعقيباً على نتائج الانتخابات الرئاسية في أميركا، “يا للهول... انه دونالد ترامب”!

ولكن ألم يكن شبح دونالد ترامب من يحكم البيت الأبيض على مدى السنوات الأربع المنصرمة؟ ما فعله جو بايدن أنه كان يعمل لحساب الرئيس السابق. أن يشق الطريق بالدم نحو تنفيذ خطة السلف والخلف، المضي في دينامو التطبيع، بعدما قام بنيامين نتنياهو بالمهمة على أفضل وجه. ها أن لبنان الحطام، وها أن غزة الحطام. ماذا عن سوريا التي فعل فيها رجب طيب اردوغان، حصان أميركا (الحصان الخشبي) في المنطقة ما فعله.

هل نسأل خليفة المسلمين أليس بقاؤك على الأرض السورية خدمة استراتيجيةk لمن اعتبرت أنهم يهددون حتى الأرض التركية؟ ولكن متى لم يكن المسلمون أعداء المسلمين، ومتى لم يكن العرب أعداء العرب؟ نحن في نظر أركان “الدولة العميقة” في الولايات المتحدة، الطبق الذهبي على المائدة. وقد ورثوا ثقافة الشوكة والسكين من أساتذتهم الانكليز. ألم يكن ونستون تشرشل استاذ فرنكلين روزفلت، أثناء مؤتمر يالطا (1945 ) يعمل على تركيب الشرق الأوسط على طريقة “الديزني لاند”؟

ولكن حين لا نكون سوى الطبق الفارغ، وان كان الطبق الذهبي على المائدة الأميركية، لاحظنا ما قاله نتنياهو حين قفز فوق البيت الأبيض، ليلقي كلمته أمام الكونغرس في تموز الفائت. قلب المعادلة رأساً على عقب، وقال “لولا اسرائيل لما كانت أميركا”. كل ما فعلته وتفعله القاذفات “الاسرائيلية” في غزة وفي لبنان، أنها تحول دون البرابرة والزحف لتحطيم الحضارة

الغربية...

الأكثر غرابة من ذلك، تحذير بعض منظّري المحافظين الجدد، من أن المسلمين يعملون لتحطيم أميركا من الداخل. واقعاً، هل هناك من مسلمين في العالم، ليكون هناك مسلمون في أميركا؟

ما أمامنا، كلبنانيين (ضحايا لمحور الممانعة) الا أن نستغيث بالقاتل من القاتل. مَن غير أميركا يستطيع اخراجنا من هذا الجحيم. نتنياهو الآن، بعد ازاحة بني غانتس ويؤاف غالانت، وغداً هرتسي هاليفي، “ملك اسرائيل”، تماماً كما تم تتويج دونالد ترامب ملكاً على أميركا (بالمناسبة جورج واشنطن رفض تنصيبه ملكاً على غرار ملوك أوروبا).

اذا، الطريق مفتوح أمامه لتحقيق “حلمه التوراتي”، بأن يصبح ملك الشرق الأوسط. هنا المفارقة. هل يقبل ترامب بذلك؟ اسألوا ابنته ايفانكا التي توارت عن الضوء، ولطالما قلنا انها تتجول في رأس أبيها بالكعب العالي؟

رهاننا الآن على دور صهر ترامب اللبناني (مايكل مسعد يونس) في مواجهة دور صهره “الاسرائيلي” (جاريد كوشنر)، بعدما وعدنا الأب مسعد بولس بأن لبنان سيكون في أولويات الرجل العائد بعربة ملكية الى المكتب البيضاوي، وبلغة ثأرية توحي بأن أشياء كثيرة ستحدث في أميركا وفي العالم.

في المعلومات، أن شخصيات مارونية تعتبر نفسها من “الطاقم الأميركي”، ترى أنها باتت على قاب قوسين من قصر بعبدا. هل حقاً أن الطريق الى الشرق الأوسط، وكذلك الطريق الى الشرق الأوروبي، سيكون مرصوفاً بالورود أمام دونالد ترامب، الذي، وكما ذكرت “فوكس نيوز” “ذلك القديس الذي يغرز نصله في قلب التنين”. لا خطر هناك سوى أمبراطورية كونفوشيوس.

الطريف أن تنقل عنه القناة اياها ان فلاديمير بوتين يخاف من الصين أكثر من خوفه من أميركا، التي تبقى أميركا ان كان جو بايدن أو كان دونالد ترامب في البيت الأبيض. دائماً استعادة لشخصية كاليغولا...

ونبقى داخل ذلك المشهد السريالي. مثلما هناك فلسفة اللامعقول، هناك سياسة اللامعقول. مشكلتنا (الوجودية) اذا كنا مع أميركا أو ضد أميركا. لا دور للحليف (مصر مثالاً) ولا دور للعدو (ايران مثالاً). أيام، وأيام في انتظارنا. من يستطيع التكهن بأحداثها، وبتحولاتها. لكنه الشرق الأوسط الذي رأى فيه برنارد لويس “العربة العتيقة التي تجرها آلهة مجنونة”.

اله في واشنطن، واله في أورشليم. اين مكاننا؟ بين حجارة حضرة الهيكل أم في أروقة الكابيتول؟ سيّان... 

كاد بنيامين نتنياهو أن يعلن فوزه في الانتخابات الأميركية. لكن ترامب قال “أميركا أولاً”. بايدن قال “اسرائيل أولاً”. لقد ضعنا بين المعقول واللامعقول... 

الأكثر قراءة

الرئيس المنتظر: هل تُحسم التسوية قريباً؟ اردوغان ينتظر ثمن ما في سوريا: هل تكون حلب الجائزة؟