اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


استهلكت حركتا "فتح" و"حماس" نحو عشرة لقاءات، شاركت في بعضها فصائل فلسطينية، وحصلت في عدد من الدول، وهي بدأت منذ عام 2007 في مكة بالمملكة العربية السعودية، بعد ان ظهر الخلاف بين التنظيمين الفلسطينيين، اثر فوز "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية وحصولها على اكثرية اعضاء المجلس التشريعي، مكّنها من تشكيل حكومة برئاسة رئيس المكتب السياسي "لحماس" الشهيد اسماعيل هنية، لكن الوضع تفلت الى صدامات عسكرية في غزة، فخرجت قيادات "فتح" من القطاع الذي سيطرت عليه "حماس".

ومنذ نحو 17 سنة، واللقاءات كما الحوارات تتواصل بين "حماس" و"فتح" واحدها حوار دمشق في 9 تشرين الثاني 2010، مهد له رئيس المخابرات المصرية آنذاك عمر سليمان، واثمر بعد سبع سنوات اتفاقاً بين الطرفين في القاهرة سمي "اتفاق القاهرة"، الذي لم يُعمل به كما غيره، بسبب التباعد السياسي بينهما، والصراع على السلطة التي تحولت الى سلطتين، واحدة في الضفة الغربية برئاسة محمود عباس والثانية في غزة برئاسة هنية.

وخلال العام الماضي، وكانت الحرب الاسرائيلية التدميرية على غزة، قد بدأت، بعد عملية "طوفان الاقصى" في 7 تشرين الاول 2023، تدخلت روسيا على خط الحوار بين "فتح" و"حماس"، والذي توسع الى عقد لقاء ضم جميع الفصائل الفلسطينية، وصدرت عنه وثيقة وقع عليها 14 ممثلا للفصائل في نهاية شباط من العام الحالي، وتضمن احد بنودها تشكيل حكومة كفاءات واختصاصيين، فلم يحصل التزام بالوثيقة، التي تكرر الاعلان عنها في "لقاء بكين" خلال شهر تموز الماضي، لكن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (ابو مازن) شكلت حكومة، اعتبرتها "حماس" وفصائل فلسطينية اخرى وقعت على "اعلان بكين"، بان "فتح" نقضته وعملت من خارجه مما زاد الشرخ داخل البيت الفلسطيني، في ظل حرب ابادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، لم يشهد لها مثيل في الحروب مع العدو الاسرائيلي، الذي يعتمد سياسة الارض الفارغة من السكان، وفق مصدر فلسطيني، الذي يرى ان الحرب الوجودية التي تخاض ضد الشعب الفلسطيني كما اللبناني، تفرض على كل الفصائل الفلسطينية ان تضع الوحدة الفلسطينية في اولوياتها، لكن ما يحصل هو لمن تكون السلطة، التي يجري الصراع عليها؟

وكانت آخر مبادرات الحوار لتعزيز الوحدة الوطنية، جاءت من مصر التي قدمت ورقة لمناقشتها بين "فتح" و"حماس" حول تشكيل "لجنة مجتمعية لاسناد غزة"، فعقد لقاء بينهما في القاهرة برعاية مصرية، فطرح ممثلو الطرفين اسئلة حول دور اللجنة ومهامها وصلاحياتها ومرجعيتها، فسأل ممثلو "حماس" في الاجتماعين اللذين عقدا نهاية الاسبوع الماضي، حول تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات وغير فصائلية، كان اتفق عليها في موسكو وبكين، فلم يرد ممثلو "فتح" على الاسئلة، وفق ما كشف مصدر قيادي في "حماس" الذي اكد على اهمية استمرار الحوار بين كل مكونات الشعب الفلسطيني الذي يتحمل الجرائم الصهيونية والتدمير الممنهج والتهجير، ليرى من ممثليه تماسكهم في ظل هذه الحرب المصيرية.

فالتوافق على تشكيل لجنة لادارة غزة، حصل بين التنظيمين، لكن ما بقي عالقاً هو اجوبة "فتح" على الورقة التفصيلية التي طرحتها "حماس"، ورد عليها ممثلو "فتح" بمبادىء عامة لم تقنع "الحمساويين"، لا سيما في مسألتي الامن ومن يديره في القطاع، اضافة الى التمويل الذي يشمل اعادة البناء والاعمار والاغاثة والصحة والتعليم، فكشفت مصادر شاركت في لقاء القاهرة، بان ممثلي "فتح" شددوا على مرجعية منظمة التحرير الفسطينية، والسلطة الفلسطينية برئاسة عباس، الذي اعلن ممثلو "فتح" في اللقاء، بانه ستتم مراجعته لجهة الورقة المصرية وما ورد في الورقة التفصيلية "لحماس".

فتشكيل لجنة لادارة غزة واسناد شعبها في كل نواحي الحياة، لاقت القبول المبدئي بها، لكن توقف الاعلان عنها بسبب التفاصيل وهي اسئلة ضرورية، لم يتمكن لقاء القاهرة من الاجابة عنها وهو ما علق الحوار حول المبادرة المصرية، التي يرى مصدر في حركة "فتح"، ان الظروف التي يمر بها الفلسطينيون في غزة وهي الاكثر تدميراً، كما في الضفة الغربية، تفرض الخروج من الترف والتنظير، الى العمل الاغاثي والاستشفائي والتربوي والاعماري، اما السياسة فان مرجعيتها هي منظمة التحرير التي على كل الفصائل الانضواء تحتها، واعترفوا بانها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.

فاللجنة التي اقترحتها مصر لاسناد غزة مجتمعياً، لم تبصر النور، وهي تركت للقاءات اخرى يتم فيها استكمال الحوارات حول تشكيل اللجنة وصلاحياتها ومهامها ومرجعيتها كما تمويلها وادارتها للامن، وهل هي بديل عن تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات ومن خارج التنظيمات والفصائل.

ففي ظل الحرب التدميرية على غزة، التي باتت منكوبة وخالية من كل الخدمات الصحية والتربوية، وتمر بحصار يمتد الى نحو عشرين سنة، فان الفصائل الفلسطينية، تناقش حول "جنس الملائكة" وفلسطين قد تضيع كليا.

الأكثر قراءة

صواريخ نوعيّة من الحافة الأماميّة تربك العدو وتفضح أكاذيبه «إسرائيل» تبدّد أوهام وقف العداون... الهمجيّة «الاسرائيليّة» تصل الى عكار... قمّة الرياض انتظار «الأفعال لا الأقوال»