اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

"يكفي أننا تخلصنا من (عقدة) نصرالله لنتخلص من حزب الله". كلام يؤاف غالانت لم يقنع بنيامين نتنياهو بوقف الحرب في تلك اللحظة، في ظل الاقتراح الأميركي ـ الفرنسي حول هدنة تفاوضية، وقد اختار تفجيره بتلك الطريقة الهوليوودية، وهو في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كتعبيرعن اللوثة النرجسية في شخصيته.

حتى الآن لا أحد تمكن من استيعاب غياب السيد حسن نصرالله. كثيرون يسألون ما كان موقفه لو كان بيننا وشاهد ما نشاهد؟ ما حال محور الممانعة؟ ولماذا لبنان وحده على فوهة البركان؟ خلال كلمته الأخيرة، حاولنا أن نقرأ وجهه لنستقرئ ما ينتظرنا. أجل وجهه الذي كان يتكلم أكثر من أي شيء آخر. الألم والاحساس بأن الأهوال وراء الباب. عملية "البيجرز" رآها كما يفترض أن يراها رجل بتلك الشخصية الفذة. هل هي "التراجيديا الشيعية" في لبنان؟ أم هي "التراجيديا الشيعية" في كل زمان ومكان؟

رئيس الحكومة "الاسرائيلية" كان يصف وزير دفاعه بـ "الصنيعة الأميركية"، كما لو أن الدولة العبرية نفسها ليس بالصنيعة الأميركية. كم كانت ضحكاته مدوية حين قال له صديقه الملياردير النيويوركي شلدون ادلسون، قبل رحيله عام 2021، "أنت من يليق بك عرش داود، لأنك جعلت من أميركا صنيعة اسرائيلية". الفضل في ذلك لجو بايدن أم لدونالد ترامب؟ أم حتى لهاري ترومان؟

ليست عقدة نصرالله فقط، عقدة حزب الله وعقدة لبنان، دون اغفال عقدة الثأر من النتائج الكارثية لحرب تموز 2006. الآن حديث عن الانتقال من الدوامة العسكرية الى الدوامة السياسية فالدوامة الاستراتيجية، بعدما رفع شعاره الدونكيشوتي بـ"تغيير الشرق الأوسط"، واصفاً بايدن الذي أمدّه بكل المستلزمات العسكرية التي يحتاجها، للذهاب في حربه الى حدودها القصوى، بـ"السلحفة العرجاء" لأنه لم يؤازره عملانياً في تحقيق شعاره، بذريعة الخشية من السقوط في مستنقعات المنطقة، بعدما خرج بتلك الطريقة المذلّة من المستنقع الأفغاني.

هل الغارات الهائلة التي دمرت المدن والبلدات التي تحتضن "البيئة الحاضنة"، انعكاساً لعقدة القوة أم لعقدة الضعف؟ انها ثقافة الغيتو، وحيث ازالة كل ما يمت بصلة الى الحياة لدى "الغواييم"، أي الأغيار، ما حمل استاذ التاريخ في جامعة ميتسشيغان جون كول على التساؤل اذا كان "هناك في الشرق الأوسط من يريد تفجير العالم"؟

حقاً، ماذا اذا انفجر الشرق الأوسط، وهو ما يبدو حلبة الصراع بين الحزام الصيني (طريق الحرير)، والحزام الأميركي ـ الهندي (طريق الأفاويه). الآن مع "انبعاث" دونالد ترامب، ثمة ديناميكية أو رؤية مختلفة للاستراتيجية الأميركية. رهان الرجل هو الضرب على رأس التنين. ألم تقل "وول ستريت جورنال" الاقتصاد هو رأس التنين...؟

نحاول قراءة ما يجول في رأس الرئيس المنتخب، وهو يشاهد كيف تتناثر الأشلاء في العراء، أو تحت الأنقاض. هذه لحظة الاستثمار في الدم وفي الاستراتيجيا، في ظل تلك الغيبوبة العربية، وحيث القصور المروع في وعي ما يحدث على الأرض. الآن، دونالد ترامب على المسرح في المنطقة، وها أن فلاديمير بوتين يظهر أيضاً على المسرح اياه. يا للمفارقة المذهلة...!

وزير الشؤون الاستراتيجية "الاسرائيلي" رون ديرمر زار موسك سرأ قبل أن يتوجه الى موسكو، ما يشي بشيء ما يختص بكل من سوريا وايران، وعلاقتهما بأي اتفاق يتعلق بوقف الحرب، وليس فقط بوقف النار، ليبدو جليّاً ألاّ مجال لفرض أي اتفاق لا يكون متوازناً.

محمد عفيف، مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله ، والذي نعرف ما يعنيه بالنسبة الى قيادة الحزب، اذ قال "لسنا فصيلاً لأحد"، وركّز على العلاقة بين الحزب والجيش، أكد على دور المقاومة، الدور الأسطوري، في حماية كل حبة تراب من تراب لبنان.

دونالد ترامب يريد تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، تبعاً لرؤيته لـ"صراع القرن". التهدئة عبر توسيع نطاق "ميثاق ابراهيم"، ليبدو أن دعوة الأمير محمد بن سلمان الى القمة العربية الاسلامية (أمس) ترمي الى بلورة خطة وقائية ولو بالحد الأدنى، وان من تلك الدول التي، في غالبيتها اما متهالكة أو متناثرة، للحد من أي ضغوط أميركية للدفع الفوري نحو التطبيع، دون أي اعتبار لتلك الكائنات البشرية التي تدعى "الفلسطينيون".

دونالد ترامب امبراطوراً. أي عالم؟ أي شرق أوسط بعد الآن؟ لا تدعوا رؤوسكم تسقط أمامه...

الأكثر قراءة

الرئيس المنتظر: هل تُحسم التسوية قريباً؟ اردوغان ينتظر ثمن ما في سوريا: هل تكون حلب الجائزة؟