اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ420 من العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد العشرات وأصيب آخرون في أنحاء القطاع مع تصعيد الجيش الإسرائيلي غاراته على النصيرات والمغازي ودير البلح وبيت لاهيا مدينة غزة. وقال مصدر طبي للجزيرة إن نحو 75 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، استشهدوا في مجزرتين منفصلتين ببيت لاهيا شمالي القطاع.

كما قالت مصادر طبية إن 45 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية ، 24 منهم بمخيم النصيرات، بينما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وسّع نطاق عملياته في شمال القطاع.

وفي الضفة الغربية، تبنّت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية(حماس) كمينا استهدف دورية للاحتلال وحافلة قرب مستوطنة أرئيل بشمال الضفة، وأدى إلى إصابة 9 إسرائيليين بينهم جنود.

فقد قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يعتقد أنه بالإمكان تحقيق مزيد من التقدم في الشرق الأوسط، فيما استبعد مسؤولون أميركيون أن تقدم إسرائيل تنازلات بمفاوضات غزة، وسط تقارير تتحدث عن انتظار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تولي دونالد ترامب منصبه.

وكان مستشار الأمن القومي جاك سوليفان أكد في وقت سابق أن الرئيس بايدن ينوي البدء بالعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، عبر تواصل مبعوثيه مع تركيا وقطر ومصر. وأضاف «نعتقد أن هذه بداية فرصة لشرق أوسط أكثر استقرارا، حيث أمن إسرائيل مضمون ومصالح الولايات المتحدة مؤمّنة».

ونقلت صحيفة «تايمز أو إسرائيل» عن مسؤول أميركي أن إدارة بايدن لا تزال تدرس خطوات قبل نهاية الفترة الانتقالية لتعزيز حل الدولتين.

أما وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش فأكد أن تل أبيب حصلت على وعد بعدم صدور قرار في مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطينية خلال الفترة الانتقالية بأميركا.

إسرائيل «غير مهتمة”

في الأثناء نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين غربيين قولهم إن «إسرائيل» لا تبدو مهتمة بتقديم تنازلات، وإنها لا تزال متشككة في الأفكار الأميركية والعربية لإدارة غزة بعد الحرب.

ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤولين الغربيين تأكيدهم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر تولي ترامب منصبه قبل تغيير موقفه من المحادثات مع حركة حماس، وأن الحركة تسعى للبقاء في السلطة بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.

تغيير شروط الصفقة

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه بعد اغتيال (رئيس المكتب السياسي لحماس)يحيى السنوار وفصل الجبهات بين غزة ولبنان، تغيرت شروط صفقة التبادل لصالح «إسرائيل».

واتهم حماس بأنها هي من كانت تُفشِل الصفقة، مشيرا إلى أن ثمة الآن فرصة للتبادل، مؤكدا أنه قد يوافق على وقفٍ لإطلاق نار بقطاع غزة وليس إنهاء الحرب.

أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير فقال إن لدى «اسرائيل» فرصة تاريخية للقضاء على حماس، واستعادة الردع وإعادة احتلال قطاع غزة.

وأضاف بن غفير -خلال مشاركته في مراسم وضع حجر أساس لبناء مركز الشرطة الجديد في سديروت- أن تشجيع الهجرة الطوعية في غزة هو ما سيجلب الهدوء لجنوب «إسرائيل».

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التشيكي- إن «إسرائيل» ستنهي الحرب في غزة عندما تحقق أهدافها، وإنها بحاجة إلى شريك فلسطيني موثوق به، يكون بعيدا عن سياسات التحريض والقتل في غزة.

لكن صحيفة واشطن بوست نقلت عن مصدر مطلع أن مسؤولين إسرائيليين يأملون اغتنام الفرصة بعد وقف إطلاق النار بلبنان لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

ووفق المصدر ذاته فإن المسؤولين الإسرائيليين قد يحاولون التوصل إلى صفقة محدودة لإحداث زخم قد يؤدي إلى اتفاق أوسع.

ونقلت الصحيفة عن والد أسير إسرائيلي قلقه من أن وزراء حكومة نتنياهو يخططون لاستيطان غزة ونسيان المحتجزين هناك.

في السياق، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن الجيش سيحتاج إلى سنوات من العمل داخل غزة لضمان عدم عودة حماس للسلطة.

على الصعيد الميداني تبنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كمينا استهدف دورية للاحتلال وحافلة قرب مستوطنة أرئيل شمال مدينة سلفيت بالضفة الغربية، وأدى إلى إصابة 9  إسرائيليين بينهم جنود.

وقالت كتائب القسام، في بيان، إن «منفذ العملية البطولية قرب مستوطنة أرئيل هو الشهيد سامر حسين الذي باغت عددا من الجنود الصهاينة داخل حافلة في أرئيل فأصاب 9، جراح 3 منهم حرجة».

وأضاف البيان أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ستدفع ثمن قراراتها التي تستهدف الضفة من دم جنودها.

من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن «منفذ عملية أرئيل من قرية عينبوس جنوب نابلس ويبلغ من العمر 46 عاما، وتمكن من إفراغ 3 مخازن رصاص نحو الحافلة قبل إطلاق الجيش النار عليه».

وأفادت منصات فلسطينية باستشهاد منفذ العملية تلك قرب سلفيت.

من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المنفذ وصل من نابلس عبر طريق دون حواجز أو تفتيش وترجل من سيارته بسلاح «إم 16». وأضافت الإذاعة أن المنفذ قضى سابقا عقوبة في السجون الإسرائيلية على خلفية أمنية.

وأضافت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش يرجح أن جهات عدة تعمل على تحويل الضفة الغربية إلى جبهة حرب مركزية وأن التقديرات تشير إلى أنه في الأسابيع المقبلة سيرتفع حجم البلاغات بشأن شن هجمات مماثلة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.

وأكد الإسعاف الإسرائيلي أن 3 من المصابين الـ9 حالتهم خطيرة، في حين أوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك جنودا جرحى من بين مصابي إطلاق النار، وأن دورية للشرطة تعرضت لإطلاق نار في ذلك الهجوم.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تأكد بعد عمليات التمشيط عدم وجود مسلح ثان، وإن الهجوم نفذه مسلح واحد فقط، بعد أن أوردت يديعوت أحرونوت أن الجيش يطارد مشاركا ثانيا في عملية إطلاق النار تلك.

من جهتها، أوردت هيئة البث الإسرائيلية أن الحافلة التي تعرضت لإطلاق النار قرب مستوطنة أرئيل كانت قادمة من تل أبيب.

وقال رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي داغان إن وقوع عملية صعبة جدا في شارع مركزي تظهر ارتفاع مستوى حرب ما وصفه بالإرهاب التي تشنها وتمولها السلطة الفلسطينية بحسب تعبيره، وطالب داغان حكومة بنيامين نتنياهو وكبار قيادات الجيش بإغلاق جميع الحواجز الأمنية وشن عمليات عسكرية على جميع البنى التحتية للسلطة الفلسطينية وجمع السلاح والمس باقتصادها لأنها تسمح بهذه العمليات.

كما قال رئيس مجلس مستوطنة كدوميم -تعليقا على إطلاق النار بأرئيل- إن «الوقت مناسب الآن لدخول مدن الضفة بقوة كبيرة وتفتيشها منزلا -منزلا وتطهيرها من الأسلحة ومن وصفهم بالإرهابيين، «، بحسب تعبيره.

الى ذلك قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أحياء سكنية في غزة مما أسفر عن استشهاد العشرات، في حين استهدفت المقاومة إمداداته شمالي القطاع. وأفادت مصادر طبية عن استشهاد 32 فلسطينيا منذ فجر اليوم، 24 منهم في مخيم النصيرات.

كما أفيد عن انتشال جثث 19 شهيدا بعد تراجع آليات الاحتلال من مناطق شمالي مخــيم النصيرات وسط القطــاع.

وفي وسط القطاع أيضا، أصيب 8 جراء غارة جوية استهدفت استراحة بحرية غربي مدينة دير البلح.

وشمالي القطاع، أفيد عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مشروع بيت لاهيا، كما استشهد رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان في قصف منفصل.

وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال يواصل نسف المباني في مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا.

وفي تطور ميداني آخر شمال غزة، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها قصفوا مع كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خط إمداد قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق جباليا بقذائف هاون من العيار الثقيل.

وفي خان يونس جنوبي القطاع، ارتفع عدد الشهداء إلى 5 أشخاص إثر قصف إسرائيلي استهدف الليلة الماضية خيمة تؤوي نازحين.وفي مدينة غزة، استشهد 4 وأصيب عدد آخر في قصف الاحتلال منزلين في شارع الوحدة وحي الزيتــون.

وكانت تحدّثت منصة إعلامية إسرائيلية عن حدث أمني صعب في شمال غزة، مؤكدةً مقتل جندي إسرائيلي واحد على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة، بعد استهداف جرافة عسكرية من نوع “D9” بقذيفة مضادة واستهداف قوة الإجلاء بقذيفة أخرى.

يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها عند محاور القتال كافة في قطاع غزة، اليوم الجمعة، ضمن معركة «طوفان الأقصى».

وأكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قصفها خط إمداد قوات العدو الصهيوني شرق جباليا بعدد من قذائف «الهاون»، في عملية مشتركة مع كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

ونشر الإعلام الحربي للسرايا مشاهد توثقّ دك المجاهدين بحمم «الهاون» تمركزاً لجنود وآليات الاحتلال المتوغلين، وسط مخيم جباليا، شمالي القطاع.

بدورها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى قصفها تمركزاً لجنود الاحتلال وآلياتهم العسكرية في محاور القتال شمال قطاع غزة، بوابل من قذائف «الهاون».

من جهتها، أكدت كتائب المجاهدين دكها موقع «فجة» العسكري الإسرائيلي بعدد من صورايخ «حاصب 111».

تحذيرات متصاعدة

على صعيد آخر أكد مدير المستشفيات في وزارة الصحة بغزة أن الوضع الصحي في القطاع كارثي، وأن عددا كبيرا من المستشفيات خرجت عن الخدمة جراء استهدافات الاحتلال ونفاد الوقود، قائلا «فقدنا نحو 75% من الطاقة الاستيعابية لمستشفيات القطاع».

كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن قطاع غزة، لا سيما شماليه، يعاني نقصا حادا في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة «إسرائيل» بالسماح بدخول مزيد من المساعدات وتسهيل العمليات الإنسانية.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب على قطاع غزة قبل أكثر من عام لجأ تقريبا جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقاربهم، مضيفا أن 90% منهم يعيشون في خيــام.

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفسي وغيرها، في حين يتوقع أن يؤدي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذر غيبريسوس من أن الوضع مروع بشكل خاص في شمال غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق منذ مطلع تشرين الأول الماضي.

بدورها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل لنحو 65 إلى 75 ألف شخص يقدر أنهم ما زالوا في شمال قطاع غزة.

وقالت الوكالة -على موقع إكس- إن «من بين 91 محاولة أممية لإيصال المساعدات إلى شمال غزة المحاصر في الفترة من السادس من تشرين الأول إلى 25 تشرين الثاني الجاري، رفضت إسرائيل الموافقة على 82 محاولة وعرقلت 9 محاولات أخرى». 

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية