اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا بعنوان: كيف اصبحت الجماعات "المتمردة" السورية صانعة طائرات دون طيار وصواريخ موجهة؟ وجاء في المقال " منذ خمس سنوات, كانت "هيئة تحرير الشام" قد تعرضت لقصف عنيف من النظام السوري المدعوم روسيا فضلا انها كانت محاصرة تفتقر لقدرة القتال بوجه الجيش العربي السوري.

اما اليوم, وفي معقلها في محافظة ادلب, اصبحت "هيئة تحرير الشام" جماعة متمردة متجددة ولديها قدرات في صناعة اسلحة محلية كما ظهرت نفذت غارة جريئة عبر شمال سوريا تركت مراقبي الدولة السورية في حالة ذهول. وتفتخر "هيئة تحرير الشام" بانها تمتلك اكاديمية عسكرية وقيادة مركزية ووحدات متخصصة سريعة الانتشار من بينها المشاة والمدفعية والعمليات الخاصة والدبابات والمسيرات والقناصين.

وفي هذا المجال, قال آرون زيلين, الخبير في معهد واشنطن للابحاث:" لقد تحولت هيئة تحرير الشام على مدى اربعة او خمس سنوات الى جيش اولي "مصقول".

ومن جهته, قال الباحث في الصراعات من كلية "كينجز" لندن برودريك مكدونالدز انه تعقب استخدام هيئة تحرير الشام للمسيرات هذا الاسبوع التي ارسلتها اولا للمراقبة ولاشتهداف النظام قبل ارسال المسلحين الى المعركة. ولفت الى ان الهيئة بحوزتها صواريخ ضخمة وذخيرة. وعليه استبدلت الحاجة الى استدام شاحنات مفخخة انتحارية التي كانت هيئة تحرير الشام قد لجات اليها منذ حوالي خمس سنوات. واستولت هذه الجماعة على كميات هائلة من المعدات من بينها دبابات وناقلات جنود مدرعة اما الاهم انها بات في حوزتها انظمة دفاع جوي معروف بنظام بانتسير وهو نظام روسي الصنع. واذا تمكن المسلحين في هيئة تحرير الشام تشغيل انظمة الدفاع الجوي فسيخفف ذلك واحدة من اكبر التحديات التي واجهتها هيئة تحرير الشام بغياب الدفاع ضد الضربات الجوية الروسية.

في الوقت ذاته, يصر الخبراء المخضرمين في شؤون الشرق الاوسط, ان تركيا هي الداعم الرئيسي لكل الفصائل المتمردة ورغم تصنيف انقرة وواشنطن هيئة تحرير الشام بالجماعة الارهابية غير انه على الارض الواقع تبين ان مخزون الاسلحة الحالي لهيئة تحرير الشام تم توفيرها من قبل الجماعات "المتمردة" التي تدعمها انقرة في شمال غرب سوريا. كما تحافظ هيئة تحرير الشام وبعض الجماعات "المتمردة" المدعومة من تركيا على تنسيق وثيق فضلا الى نقل الاسلحة بين الجماعات, بما في ذلك الهجوم الحالي على مواقع الجيش السوري.

في اطار اخر عن المقال الذي جاء في صحيفة الفايننشال تايمز, تساءل خبراء ملمون بالشأن السوري ان كانت هيئة تحرير الشام غيرت استراتيجيتها ام انها مناورة لجذب السكان في حلب وادلب وربما حماة.

والحال ان تاريخ هيئة تحرير الشام  ليس بتاريخ جيد في التعامل مع السوريين عام 2015 في ادلب. ذلك ان هذه الجماعة تعاملت بوحشية مع سكان ادلب حيث اجبرتهم على الاختيار بين الموت او التوبة عن خطاياهم المزعومة.

اليوم في عام 2024, عدلت هيئة تحرير الشام استراتيجيتها مظهرة تسامحا اكثر دينيا كما سمحت للسوريين المسيحيين باقامة قداس في كنائس حلب بعد ان سيطرت عليها وممارسة طقوسهم المسيحية.

ولكن هل من المعقول ان تنتقل جماعة متطرفة دينيا واجتماعيا الى جماعة حضارية منفتحة بين ليلة وضحاها ام انها تلعب دورا لتلميع صورتها الى حين في الصراع ضد النظام السوري والجيش العربي السوري؟ من الصعب ان تكون جماعة كانت مرتبطة بالقاعدة الارهابية ان تصبح منظمة مدنية منفتحة على جميع الاديان والاعراق في سوريا. احذروا هذه المسرحيات المزيفة التي تقوم بها هيئة تحرير الشام لان قريبا سيسقط القناع عن وجهها وتظهر حقيقتها بالكامل.


الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين