اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أسبوع بعد آخر يثير فنسنت كومباني الإعجاب بفضل النتائج والمستويات المميزة التي يقدمها بايرن ميونيخ تحت قيادته.

فبعد خروج البايرن بموسم صفري من البطولات الموسم الماضي وعانى من الأخطاء الدفاعية الكارثية وغياب الهوية الهجومية، تحول الفريق بشكل واضح مع المدرب البلجيكي هذا الموسم، والذي كان من أبرز النقاط التي طورها في العملاق البافاري هي الجانب الدفاعي.

إرث توخيل

عانى بايرن ميونيخ كثيرا مع مدربه السابق توماس توخيل من افتقار التماسك سواء عند امتلاك الكرة أو بدونها إضافة إلى غياب العمل الجماعي.

وكان الجانب الدفاعي هو المشكلة الأكبر لتوخيل، فبعد أن اشتهر بتقوية خط دفاع تشيلسي بسرعة كبيرة مكنته من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في غضون 5 أشهر من وصوله، كان الألماني تحت الضغط لتكرار نفس الأمر رفقة بايرن ميونيخ.

وبعدما أصبحت وظيفته على المحك، بحث توخيل عن الحلول في شهر كانون الثاني الماضي بضم إريك داير وساشا بوي، لكن انقلبت الأمور سريعًا على توخيل، فكيم مين جاي الذي كان المدافع الأفضل في الدوري الإيطالي والفائز بلقب السكوديتو رفقة نابولي، أصبح بمثابة الكارثة.

وأتت صفقة ضمه بنتائج عكسية بعد سلسلة من العروض الباهتة، وألقى توخيل باللوم عليه في التعادل (2-2) أمام ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

كما ظلت التساؤلات قائمة حول دايو أوباميكانو، الذي لم يظهر بالشكل المأمول مع البافاري على الرغم من بعض العروض الواعدة مع منتخب فرنسا.

دور كومباني

كان دور كومباني واضحًا عند توليه المهمة الفنية للبايرن، وهو منح الفريق هوية هجومية ومنح الفرص لبعض الشباب إضافة إلى تعديل المشاكل الدفاعية للفريق خاصة أنه كان مدافعًا في مسيرته كلاعب.

وبدأ كومباني إعادة تشكيل خط دفاع البايرن بالتعاقد مع هيروكي إيتو من شتوتغارت وحسم ضم داير بصورة نهائي بعدما كان ضمه على سبيل الإعارة، وأعاد جوسيب ستانيسيتش بعد إعارته لبايرن ليفركوزن وأعاد جوشوا كيميتش إلى مركزه المفضل في وسط الميدان.

ولم تستمع إدارة البايرن لرغبة الجماهير التي طالبت باستمرار المدافع الهولندي ماتياس دي ليخت، الذي رحل إلى جانب نصير مزراوي لصفوف مانشستر يونايتد.

نقطة تحول

بدأ بايرن ميونيخ الموسم بشكل مميز للغاية ونجح في الفوز بالمباريات بنتائج عريضة ولم تستقبل شباكه الكثير من الأهداف، حتى أتت ضربة برشلونة في دوري أبطال أوروبا، حينما سقط العملاق البافاري بنتيجة (4-1).

وتعلم كومباني الدرس جيدًا بعد صدمة برشلونة، ونجح بعدها في الحفاظ على نظافة شباكه في 7 مباريات متتالية في جميع المسابقات، وكانت تلك المسيرة الأفضل للفريق منذ عام 2011 عندما حافظ البايرن على نظافة شباكه في 10 مباريات متتالية.

وقال كومباني عن ما تعلمه من مباراة برشلونة عقب الفوز على باريس سان جيرمان (1-0) في دوري الأبطال: "بدلًا من التغيير، يمكن القول أننا كنا بحاجة إلى تعديل الأمور والتكيف معها، كنا بحاجة للنظر إلى التمركز الفردي وسلوك كل لاعب وكيفية التعافي عند فقدان الكرة، أردنا أن نكون متماسكين وتكون المسافة بين الخطوط صغيرة".

وبعد السقوط أمام برشلونة، سأل المدرب الجميع داخليًا وجمع الآراء وأجرى تعديلًا بسيطًا لكنه مهم للغاية، حيث يعتمد البايرن على الضغط العالي وبقوة عند خسارة الكرة للقضاء على الهجمات المرتدة في بدايتها.

وحرص كومباني على سحب الخط العالي إلى الوراء بعض الشيء وأبطأ عملية الضغط قليلًا، وبالتالي في حالة خسارة الفريق أي ثنائية في الثلث الهجومي، يكون هناك المزيد من الحماية في الخلف لتجنب المساحات الكبيرة والتعرض بسهولة لهجمات مرتدة كما كان الحال أمام برشلونة.

تألق بعد نقد

وارتفع مستوى الثنائي كيم وأوباميكانو بشدة مع كومباني بعدما تعرض الثنائي لانتقادات واسعة الموسم الماضي مع توخيل.

وقال كومباني عن ذلك: "بالطبع لا يدافع كيم وأوباميكانو وحدهما، هاري كين نفسه يشارك في الدفاع، كل لاعب يدافع وهذا سبب نجاحنا".

بدوره قال أوباميكانو عن السر وراء تألقه هو والكوري الجنوبي: "تأقلمنا بشكل جيد مع أسلوب اللعب، أصبحنا نلعب كفريق واحد، وإذا نظرت لمبارياتنا تجد أن المهاجمين يلعبون دورًا في الدفاع أيضًا".

وأضاف: "سبق وأن لعب (كومباني) في مركزي لسنوات عديدة وبالتالي يملك الكثير من الخبرة، نجري معه العديد من الفيديوهات التحليلية، وتعلمت بدوري منه الكثير داخل وخارج الملعب".

وتابع: "أحب اللعب إلى جانب كيم، هو هاديء ويظهر الشخصية في أرض الملعب، ولا يجب نسيان أنه كان المدافع الأفضل في إيطاليا، لم نحظ بموسم مثالي الموسم الماضي، ولكن هذا العام أصبح التفاهم أفضل بيننا".

وواصل: "عندما أتواجد في أرض الملعب، يحرص كومباني كثيرًا على تصحيح تمركزي وتشجيعي على التواصل بصوت مرتفع كقائد في الفريق، حرصت على مشاهدته عندما كان لاعبًا في مانشستر سيتي وتعلمت منه الكثير، هو يحرص على تعديل تمركزي وتعليمي كيفية الدفاع بصورة أفضل في كل موقف".

واستكمل: "هو يهدف إلى أن أتواجد بالقرب من المهاجم دائمًا وأن أضغط عاليًا واستهدف موقف لاعب إلى لاعب، يجب أن تتحلى بالشجاعة في تلك المواقف".

التأثير

بعد التعلم من درس برشلونة ومواصلة العمل على منح أوباميكانو وكيم الثقة وتحسين تمركزهم، والتأكيد على الدفاع كفريق ككتلة واحدة بدء من هاري كين، تحسنت أرقام البايرن الدفاعية بشكل تدريجي حتى وصلت إلى ذروتها بالحفاظ على نظافة الشباك في 7 مباريات متتالية.

لكن المسيرة توقفت في التعادل أمام بوروسيا دورتموند (1-1)، ولكن أتى هدف أصحاب الأرض من مهارة فردية عالية من غيتينز في التلاعب بكونراد لايمر.

وتظهر الأرقام تطور البايرن دفاعيًا بعدم سماحه سوى بـ49 تسديدة فقط في أول 9 مباريات من البوندسليغا هذا الموسم، وهو الرقم الأقل لأي فريق في الدوري منذ موسم (1993- 1994)، ولم يتعرض مرمى بايرن لأي تسديدة في مباراة سانت باولي بالكامل أمام جماهيرهم، ولم يسدد أوغسبورغ سوى كرتين فقط في الجولة 11 مقابل 32 تسديدة للبايرن.

وفي أول 6 جولات من الدوري تعرض البايرن لثماني فرص كبرى لينخفض الرقم إلى فرصة واحدة فقط في المباريات الخمس التالية، وانخفض معدل الأهداف المتوقع أن تسكن شباك البايرن من 5,2 هدف إلى 1,39 هدف في نفس الفترة.

وبالتالي أصبح بايرن يملك صلابة دفاعية بارزة، ومن يملك القوة الدفاعية يصبح منافسًا حقيقيًا على الألقاب، وهذا هو حال البايرن حتى الآن بعد مرور قرابة ثلث الموسم. 

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية