ثريا عاصي
بدأ الهجوم على سوريا غداة موافقة الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" نظرياً وليس فعليا، على وقف إطلاق النار على جبهة جنوبي لبنان، في حين أن القتل والتدمير ما يزالان مستمرين في قطاع غزة، بالرغم من الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدها الشعب الفلسطيني، حيث تجاوز على الأرجح عدد القتلى والجرحى والمفقودين مئتي ألف، بحسب تقديرات منظمات العمل الإنساني.
لا شك في أن الإعداد لهذه الحرب جرى في شمال سوريا، تحت إشراف السلطات التركية بمشاركة عملية من الدول الغربية، التي أظهرت منذ 2011 صداقتها المزيفة للشعب السوري ولغيره من الشعوب العربية في العراق وليبيا وسوريا ولبنان. وبالتالي نحن حيال تتابع حربين، في قطاع غزة ولبنان ثم في سوريا.
فمن المعروف أن السلطة في سوريا لا تقف عادة متفرجة على الاعتداءات التي تبادر إليها الدولة الصهيونية، ينبني عليه أن تركيا والدول الغربية يشنون حرباً على سورية، باسم صداقة مزيفة وبواسطة تنظيم "القاعدة"، بينما هذه البلاد السورية تحاول منذ عام ونيف، صد عدوان صهيوني ضدها وضد فلسطين ولبنان، كما تدل على ذلك الغارات المتتالية على المواقع العسكرية والطرقات في سورية نفسها، بوتيرة تكاد أن تكون أسبوعية.
ليس من حاجة إذن إلى براهين وأدلة لإظهار التواصل الموضوعي بين ما تشهده الساحات الثلاث: فلسطين ولبنان وسوريا، والتنسيق القائم فعلاً بين تركيا والدول الغربية "الصديقة" من جهة، والدولة الصهيونية من جهة ثانية. تجدر الملاحظة هنا إلى أن السلطات التركية تحاول بأساليب واهية التعمية عن مشاركتها "إسرائيل" في اعتداءاتها على سوريا، كما تحاول الدول الغربية ان تصور المسألة كما لو انها هبة شعبية في سياق "الثورة"، أي انها مسألة سورية ـ سورية. وفي السياق نفسه لم يشذ تنظيم "القاعدة "عن هذا الإنكار، حيث نُسب إلى زعيمة انه ينوي حل تنظيمه.
مجمل القول استنادا إلى هذا كله، ان الذين يهاجمون سوريا اليوم، ليسوا تركيا وليسوا الدول الغربية وليسوا مرتزقة "القاعدة"!
بالعودة إلى موضوع الحرب تحديدا،ً نتساءل عما إذا كانت ستتوقف في سوريا أم أنها ستتسع إلى العراق وصولاً إلى إيران؟ يمكننا القول بهذا الصدد ان الأهداف المتوخى بلوغها في سوريا نفسها تتلخص بما يلي:
1ـ وأد العروبة في سوريا، تمزيق الجغرافيا السورية الطبيعية، بما هي ضرورة لتحقيق سيطرة الحركة الصهيونية على المدى الحيوي، الذي تدعي أحقيتها فيه. ينجم عنه تقسيم سورية بحسب خريطة الانتداب الفرنسي، بعد إرضاء تركيا.
2ـ استدراج المقاومة اللبنانية إلى سوريا، بغية تصفيتها نهائيًا.
3ـ يتبعه استدراج إيران إلى مصيدة في سوريا، تمهيداً لحرب عربية ـ إيرانية ثانية.
يتم قراءة الآن
-
من الكهوف الى الملاهي الليلية
-
ورقة الرئاسة مستورة الى جلسة الإنتخاب .. ومُرشح رابع يدخل السباق بقوة قنبلة جنبلاط تحدث "نقزة" عند جعجع وباسيل .. والثنائي مُلتزم بفرنجية حتى اشعار آخر
-
رغم المخاوف على اليمن والعراق... العين على البقاع
-
أوروبا في سوريا: شراكة مع وقف التنفيذ! هل ترفع أوروبا العقوبات عن سوريا؟!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
17:47
رويترز عن مصادر في أذربيجان: الطائرة الأذربيجانية التي تحطمت في كازاخستان أمس أسقطتها منظومة دفاع جوي روسية.
-
17:43
معاريف عن مصدر عسكري: سلاح الجو "الإسرائيلي" استهدف مقاتلات كانت في مطار صنعاء.
-
17:42
الجيش "الإسرائيلي" يرفع حالة التأهب لدى منظومات الدفاع الجوي وسلاح الجو تحسبا لرد حوثي محتمل.
-
17:42
إذاعة الجيش "الإسرائيلي" عن مصدر عسكري: الغارات الجوية على اليمن لا تزال متواصلة.
-
17:41
الناطق باسم أنصار الله في اليمن: استهداف مطار صنعاء الدولي وغيره من البنى التحتية المدنية إجرام صهيوني بحق الشعب اليمني، وإذا فكر العدو أن إجرامه يوقف اليمن عن مساندة غزة فهو واهم ولن يتخلّى اليمن عن ثوابته.
-
16:54
واللا عن مصدر أمني: أبرز العقبات في مهاجمة الحوثيين تكمن في صعوبة جمع المعلومات بشأنهم، وهليفي أوعز بتطوير القدرة على التحذير من الصواريخ والمسيرات خشية هجوم يمني على "إسرائيل".