تركيا و«هيئة تحرير الشام»: تحالف مُعقد... وأهداف استراتيجيّة
تعد تركيا لاعبًا رئيسيًا في الشمال السوري، حيث تبنت سياسة مزدوجة تجمع بين التدخل المباشر، والدعم غير المعلن لبعض الفصائل المسلحة مثل «هيئة تحرير الشام». الأمر المثير للاهتمام هو أسباب توجيه تركيا هذه الجماعة بالهجوم، والتي يمكن تحليلها من خلال عدة عوامل:
تعزيز النفوذ التركي في الشمال السوري
1 - تسعى أنقرة إلى تحويل المناطق الحدودية إلى مناطق نفوذ مباشر أو غير مباشر، ما يسمح لها بمواجهة أي تهديد كردي محتمل وخلق منطقة عازلة.
2 - الضغط على روسيا وإيران:
تركيا تستخدم «هيئة تحرير الشام» كورقة ضغط ضد حلفاء النظام السوري، خاصة في إدلب ومحيطها. الهدف هو الحصول على تنازلات في ملفات أخرى، مثل الملف الأوكراني والعلاقات مع «الناتو».
3 - استغلال الفوضى السياسية في سوريا:
بغياب حل سياسي شامل، ترى تركيا فرصة لإعادة رسم الخريطة بما يضمن مصالحها طويلة المدى.
أسباب غياب الدفاع الفعّال
عن حلب وحماة
تعرض الجيش العربي السوري لانتقادات متكررة بسبب خسارته لبعض المناطق، أو عدم الدفاع عنها بقوة، ومنها حلب وحماة. يمكن تفسير هذا الغياب بعدة أسباب استراتيجية وتكتيكية:
1 - إرهاق الجيش السوري:
الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد استنزفت القوات المسلحة السورية، حيث فقدت العديد من الجنود المحترفين والضباط ذوي الخبرة.
2 - أولوية الحفاظ على مراكز الثقل:
ركز الجيش على حماية المناطق الأكثر أهمية مثل دمشق وحمص، مفضلًا التراجع عن مناطق قد تتطلب معارك مكلفة لاستعادتها.
3 - العامل الدولي:
التدخلات الدولية، خاصة من قبل تركيا والولايات المتحدة، أضعفت قدرة الجيش على التصدي بفعالية للهجمات المنظـمة.
لماذا ترك الجيش “هيئة تحرير الشام”
تصل إلى محيط حمص؟
وصول «هيئة تحرير الشـام» إلى مناطق قريبـة من حمـص يعتبر خرقًا خطيرًا في الاستراتيجية الدفاعية السورية. ولكن هذا الاختراق يمكن تفسره من خلال عدة عوامل:
1 - تكتيكات غير تقليدية للفصائل المسلحة:
«هيئة تحرير الشام» تعتمد على حرب العصابات، وهو أسلوب صعب المواجهة بالنسبة للجيوش النظامية، خاصة في مناطق ذات تضاريس معقدة.
2 - نقص الموارد البشرية والمادية:
الجيش السوري يعتمد بشكل كبير على الدعم الروسي والإيراني، وأي تراجع في هذا الدعم يؤثر على قدرته على حماية كامل الأراضي السورية.
3 - التحديات الاقتصادية:
الوضع الاقتصادي الصعب في سوريا أدى إلى تقليل الاستثمار في الجيش والبنية التحتية الدفاعية، مما أثر على استجابته للهجمات.
مصير دمشق والرئيس بشار الأسد
العاصمة دمشق، ورغم صمودها خلال سنوات الحرب، تبقى في دائرة الخطر. فيما يتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد، هناك عدة سيناريوهات محتملة:
1 - استمرار الأسد بدعم من الحلفاء:
طالما استمر الدعم الروسي والإيراني، فإن الأسد قادر على الحفاظ على قبضته على الحكم.
2 - حل سياسي مشروط:
قد تضطر الحكومة السورية للقبول بتنازلات سياسية تحـت ضغط دولـي، ما قد يؤثر علـى دور الأسـد في المسـتقبل.
3 - تهديدات المعارضة المسلحة:
إذا استمرت الفصائل في تحقيق تقدم ميداني، قد تواجه الحكومة صعوبة في الحفاظ على الاستقرار في دمشق والمناطق المحيطة.
هل تتحرك روسيا بقوة لدعم الأسد؟
رغم أن روسيا كانت الحليف الأكثر قوة ووضوحًا في دعمهــا للحكومة السـورية منذ 2015، إلا أن هنــاك تراجعـًا نسبيًا في التزامها في الفترة الأخيرة، للأسـباب التالية:
1 - الانشغال بالصراع في أوكرانيا:
أولويات روسيا تغيرت بسبب الصراع في أوكرانيا، ما أدى إلى تقليل تركيزها على سوريا.
2 - تغير المعادلات الإقليمية:
قد ترى روسيا أن الوضع في سوريا أصبح مستقرًا نسبيًا، ما يقلل من حاجتها لتدخل مباشر وقوي.
3 - الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية:
روسيا تركز على حماية قواعدها العسكرية، مثل قاعدة حميميم، أكثر من التوسع في العمليات الميدانية.
الدور الإيراني:
عمق استراتيجي ودعم ميداني
إيران تُعتبر شريكًا أساسيًا في دعم الحكومة السورية، وتقدم دعمًا على عدة مستويات:
1 - الدعم العسكري:
حزب الله يدعم سوريا عسكريا، ويلعب دورًا مباشرًا في المعارك، خاصة في المناطق الحدودية مع لبنان.
2 - الدعم الاقتصادي:
تقدم إيران مساعدات اقتصادية تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن الحكومة السورية.
3 - التأثير السياسي:
إيران تسعى لضمان بقاء سوريا كحليف استراتيجي في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، ما يجعلها مستمرة في دعم الأسد بشكل كامل.
يتم قراءة الآن
-
نزع السلاح ثم نزع الأرواح
-
اورتاغوس تشيد برئيس الجمهورية: قائد مصمّم على تعافي وطنه لبنان يترقب التسوية الأميركية ــ الإيرانية كواليس الانتخابات البلدية... بري حريص على المناصفة في بيروت
-
قلق اوروبي من تصعيد «اسرائيلي»: احذروا نتانياهو! الطائفية تجهض التعديلات... والرهان على وطنية «البيارتة» المطالب المعيشية الى الشارع... وجولة اميركية جنوبا
-
صوت المقاومة يعود... فهل يتبدل مسار التفاوض؟ علامات استفهام حول استدعاء أماني والحملة على جنبلاط القلق يتجاوز السلاح... خصوم المقاومة في سباق مع الوقت
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
07:21
"بلومبرغ "عن مصادر: الصين تدرس تعليق الرسوم الجمركية على واردات أميركية في ظل التكاليف الاقتصادية للحرب التجارية
-
07:20
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لشبكة "سي بي إس": واشنطن وموسكو تسيران في الاتجاه الصحيح لإنهاء الحرب في أوكرانيا
-
07:20
لافروف: بيان الرئيس ترامب يشير إلى اتفاق ونحن مستعدون للتوصل إليه لكن لا تزال هناك بعض النقاط المحددة بحاجة إلى تفاهم
-
07:17
التحكم المروري: 4 جرحى في 3 حوادث سير خلال الـ 24 ساعة الماضية
-
23:06
الخارجية الأميركية: نراقب الوضع عن كثب بين الهند وباكستان ولم نتخذ موقفا بعد بشأن وضع جامو وكشمير، ونقف إلى جانب الهند وندين بشدة جميع أعمال الإرهاب.
-
23:05
الخارجية الأميركية: الرئيس ترامب أكد أنه لا يزال يعتقد أن السلام ممكن بين روسيا وأوكرانيا.
