عادة الأكل بسرعة: ماذا يحدث للجسم؟ وما الحل؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هل تجد نفسك تتناول طعامك بسرعة وكأنك في سباق مع الزمن؟ إذا كنت من أولئك الذين ينهون وجبتهم في دقائق معدودة، فقد يكون لهذه العادة تأثير سلبي على صحتك. ففي مقابلة خاصة أجرتها جريدة الديار مع أخصائية التغذية رولا سروع، كشفت عن الأضرار الصحية الناتجة عن الأكل السريع، كما قدمت حلولًا فعالة لتجنب هذه العادة وتحسين جودة حياتنا الغذائية.

تؤكد رولا سروع أن تناول الطعام بسرعة لا يقتصر فقط على خسارة متعة التذوق، بل يمتد ليؤثر على صحة الجهاز الهضمي ويسبب العديد من المشاكل على المدى الطويل. وأضافت: "عندما تأكل بسرعة، لا تمنح جسمك الوقت الكافي لمعالجة الطعام بشكل صحيح، مما يؤدي إلى عسر الهضم وزيادة خطر السمنة".

الأضرار الناتجة عن الأكل السريع

تقول الكاتبة لوسي روسال، في تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن الدماغ يحتاج إلى حوالي 20 دقيقة لإرسال إشارات الشبع. وعندما نتناول الطعام بسرعة، فإننا غالبًا ما نستهلك كميات كبيرة من الطعام قبل أن يشعر الدماغ بالشبع، مما يؤدي إلى زيادة في الوزن. وتضيف أن الأشخاص الذين يأكلون ببطء لديهم فرصة أفضل للشعور بالشبع مبكرًا، مما يقلل من تناولهم للسعرات الحرارية الزائدة.

وأوضحت سروع خلال المقابلة أن الأكل السريع يؤدي إلى اختيار أطعمة غير صحية، مثل المأكولات الغنية بالسكريات والدهون، وتجنب الخيارات الصحية كالفواكه والخضروات. "تناول الأطعمة غير الصحية يسبب مشاكل صحية طويلة الأمد، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول، وهو أمر شائع بين من يعتادون الأكل بسرعة"، أضافت.

كما أشارت إلى أن الأكل بسرعة يفقد الشخص متعة الطعام، حيث يتم طهي الطعام لساعات، لكن استهلاكه خلال دقائق يحرم الإنسان من تذوق النكهات وتقدير الجهد المبذول في التحضير. بالإضافة إلى ذلك، يحذر الأطباء من خطر الاختناق، حيث يمكن أن تدخل قطع الطعام الكبيرة إلى مجرى الهواء، مما يعيق التنفس.

ما الحل؟

من وجهة نظر سروع، تغيير العادات الغذائية يبدأ بخطوات بسيطة ولكنها مؤثرة للغاية. وتشير إلى أن أول ما يجب التركيز عليه هو طريقة مضغ الطعام، إذ تنصح بأن يستغرق الشخص حوالي 30 ثانية لمضغ كل لقمة. تقول سروع: "عملية المضغ البطيء تساعد على تهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام، مما يخفف من الشعور بالثقل ويعزز الهضم السليم".

وتضيف سروع أن التوقف أثناء تناول الطعام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير. فمن المفيد أخذ فترات راحة قصيرة خلال الوجبة، مثل شرب القليل من الماء أو التنفس بعمق، مما يمنح الجسم فرصة لمعالجة الطعام بشكل أفضل. هذا التوقف يساعد أيضًا على تقليل الكميات المستهلكة، حيث يمنح الدماغ الوقت لإدراك الشعور بالشبع.

كما تؤكد الأخصائية على أهمية تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة. "عندما تقسم الطعام إلى أجزاء أصغر، يصبح من السهل تناوله ببطء، وهذا يؤدي إلى استهلاك كميات أقل من الطعام خلال فترة أطول"، توضح سروع.

وأشارت أيضًا إلى أن التوقيت يلعب دورًا كبيرًا في التحكم بالعادات الغذائية. فالأكل عند الشعور بالجوع المعتدل، بدلاً من الانتظار حتى الجوع الشديد، يساعد على تناول الطعام بهدوء ودون إفراط. وتضيف: "عندما تكون جائعًا جدًا، يصبح من الصعب السيطرة على السرعة، مما يدفعك لتناول الطعام بسرعة كبيرة ودون وعي بالكميات".

من خلال هذه النصائح العملية، تدعو رولا سروع إلى تبني أسلوب حياة صحي أكثر، حيث يتم التركيز على الاستمتاع بالطعام وتحسين جودة النظام الغذائي، مما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة.

ختاماً فان تناول الطعام بسرعة ليس مجرد عادة بسيطة؛ بل هو عامل يؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية. لذا، دعت سروع جميع القراء إلى التمهل عند تناول الطعام، ليس فقط لتجنب المشكلات الصحية، بل أيضًا للاستمتاع بكل لقمة. وتذكّر أن العادات الصغيرة مثل الأكل ببطء والمضغ الجيد يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتك وجودة حياتك.