اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تسعى فنلندا إلى حل مشكلة النفايات النووية من خلال مشروع مميز على جزيرة أولكيولو، حيث سيتم دفن النفايات النووية في موقع يسمى "أونكاليو"، ويُفترض أن يبقى مغلقًا لمدة طويلة تتجاوز الـ100 ألف عام.

على الرغم من أن الطاقة النووية تُعد أكثر نظافة وأقل تلوثًا من الوقود الأحفوري، إلا أنها تواجه مشكلة كبيرة تتعلق بالنفايات النووية. حوالي 90% من النفايات النووية تُعتبر "منخفضة المستوى"، مثل الملابس والأدوات الملوثة بشكل طفيف، بينما 7% منها تكون نفايات متوسطة المستوى. لكن المشكلة الكبرى تكمن في النفايات عالية المستوى، التي تمثل نسبة ضئيلة من الحجم الإجمالي للنفايات ولكنها تحتوي على معظم النشاط الإشعاعي.

تستغرق النفايات النووية حوالي 10,000 عام حتى تنخفض مستويات إشعاعها إلى نفس مستوى خام اليورانيوم الذي تم استخراج الوقود النووي منه، ما يجعل الأمر يشكل تحديًا طويل الأمد في كيفية التخلص منها.

منذ عام 2016، قررت فنلندا إنشاء منشأة لتخزين النفايات النووية في أعماق الأرض. تقع المنشأة على عمق 430 مترًا في صخور قاع البحر، وستتلقى النفايات النووية في المستقبل القريب. حيث سيتم تخزين النفايات في حاويات من النحاس والحديد الزهر، ثم إغلاقها بإحكام قبل دفنها.

ومن المتوقع أن يبدأ العمل في المنشأة بشكل رسمي في غضون السنوات القليلة المقبلة، بحيث يُغلق الموقع نهائيًا في عشرينيات القرن القادم، ما يُعد خطوة مهمة لمعالجة النفايات النووية لعقود طويلة قادمة. ورغم أن العام 2120 قد يبدو بعيدًا، إلا أن هذا الأمر ليس سوى جزء بسيط مقارنة بالوقت الذي سيظل فيه النشاط الإشعاعي للنفايات مستمرًا.

يعد التحدي الأكبر في هذا المشروع هو كيفية تحذير الأجيال القادمة من مخاطر المنشأة. حيث لا يمكن ضمان أن المجتمع البشري سيظل كما هو على مر العصور، وقد يصبح من الصعب التواصل بلغة مشتركة مع الأجيال المقبلة. ولذلك، تم اقتراح عدة أفكار لتحذير البشر، مثل جعل الموقع يبدو مرعبًا وغير صالح للسكن، أو ابتكار حيوانات لونية تشير إلى الخطر. ومن بين الأفكار المثيرة كان اقتراح تربية قطط تتغير ألوانها عند اقترابها من النفايات النووية، لنقل رسالة عن الخطر عبر الأجيال.

رغم ذلك، ستظل المنشأة تحت إشراف الإنسان في الوقت الحالي، مع وجود إشارات تحذيرية وأشخاص مختصين لإعلام المجتمع بالمخاطر. وفي السنوات القادمة، قد تصبح أونكاليو جزءًا من حل طويل الأمد لمشكلة قد تستمر لآلاف السنين.

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية