اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


رُفعت في الشوارع ذات الاغلبية السنية في لبنان صور يحيى السنوار والناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة، وكان الشارع السني من أشد المؤيدين لجبهات الإسناد وعلى رأسها الجبهة اللبنانية، التي فتحها حزب الله لدعم حركة حماس، كذلك كانت الجماعة الإسلامية في لبنان المقربة والمؤيدة لحركة "الإخوان المسلمين" ناشطة في العمليات العسكرية خلال الأسابيع الاولى لبدء الحرب، ولكن مع سقوط النظام في سوريا كل شيء تبدل، وهذا له دلالاته وانعكاساته.

مع سقوط النظام سوريا غابت صور قادة حركة حماس واستبدلت بعلم سوريا الجديد على وقع الاحتفالات في بيروت، فهذا الشارع الذي خسر قائده سعد الحريري منذ سنوات لم يشعر بعدها بأن له قائد، حتى في الاستحقاقات اللبنانية باتت تؤخذ القوة السنية "بالمفرّق"، واليوم في الملف الرئاسي يكاد يكون هناك غياب تام للقوة السنية النيابية، رغم بعض التحركات التي تقوم بها كتلة "الاعتدال الوطني" النيابية.

في لبنان لطالما كان الشارع السني يميل إلى المملكة العربية السعودية، ولكن بعد انكفاء المملكة مع بدء عهد ميشال عون عام 2016، دخل التركي المشهد من طرابلس والشمال، وما زاد المشهد تعقيداً هو غياب سعد الحريري وتعليق العمل في "تيار المستقبل"، ليضيع الشارع السني بين اتجاهات متعددة، وانطلاق محاولات السيطرة عليه من قبل كل القوى السياسية في لبنان، لذلك بعد سقوط النظام في سوريا قد يشعر السنة أن لهم من يمثلهم في دمشق، وهو ما يوجب تحركاً سريعاً من قبل السعوديين والإماراتيين والمصريين لتدارك الأمر.

هذا التحرك بحسب مصادر سياسية متابعة قد ينطلق من الملف الرئاسي، حيث لا تزال القوى السنية المختلفة داخل المجلس النيابي عاجزة عن التوافق والتفاهم على إسم مرشح، مشيرة إلى انه حتى الساعة لم تأت كلمة السر السعودية بعد، في ظل وجود محاولات من قبل النواب السنة، للإتفاق على إسم رئيس يدعمونه في أي جلسة مقبلة، كاشفة أن باكورة اللقاءات بدأت من خلال اجتماع عُقد بين النواب فيصل كرامي وفؤاد مخزومي وعبد الرحمن البزري للبحث في الملف الرئاسي.

وتُشير المصادر إلى أن كرامي بصدد توسيع مروحة النقاشات لتشمل نواباً سنة آخرين، على رأسهم كتلة "الاعتدال الوطني"، بحيث يكون الهدف الوصول إلى أكبر تأييد سني لشخصية مرشحة، بدل التشرذم والرمادية التي كانت سائدة خلال جلسات الانتخاب السابقة.

كذلك، فإن البحث في الشارع السني لا ينحصر بملف الرئاسة، بل إن الحديث عن رئيس الحكومة المقبل قد بدأ أيضاً، وقد يكون خيار سعد الحريري هو الخيار الأنسب عربياً بعد سقوط النظام السوري وتمدد النفوذ التركي، على أن يكون ذلك متوقفاً على القرار السعودي وكيفية مقاربته لما يجري في سوريا، وتأثيره في لبنان.

وتكشف المصادر أن البحث في ملف رئاسة الحكومة تحول بعد التغييرات في المنطقة إلى سياسيّ بامتياز، فهذا المنصب سيكون مهماً وحساساً لرسم مستقبل الطائفة السنية في لبنان، وتحديد توجهاتها الاستراتيجية.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين