اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تصلب الشرايين هو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الشرايين نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول على جدرانها الداخلية، مما يؤدي إلى تضيقها وفقدان مرونتها. يُعتبر هذا المرض من أبرز أسباب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن تأثيره لا يقتصر فقط على صحة القلب بل يمتد ليشمل الصحة الجنسية لدى الرجال بشكل مباشر وغير مباشر.

تعتمد الصحة الجنسية بشكل كبير على تدفق الدم بشكل طبيعي إلى الأعضاء التناسلية. عندما يحدث تصلب الشرايين، يتأثر تدفق الدم نتيجة تضيق الأوعية الدموية وعرقلة مرور الدم بسلاسة. هذا التأثير يبرز بشكل واضح في ضعف الانتصاب، حيث يصبح من الصعب على العضو الذكري الوصول إلى حالة الانتصاب الكاملة أو المحافظة عليها. إذ تشير الدراسات إلى أن ضعف الانتصاب قد يكون أحد المؤشرات الأولية لتصلب الشرايين، مما يستدعي الانتباه الطبي المبكر.

إنّ تصلب الشرايين لا يؤثر فقط في تدفق الدم، بل يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في مستويات بعض الهرمونات، مثل التستوستيرون، وهو الهرمون المسؤول عن الرغبة الجنسية والوظيفة الجنسية عند الرجال. انخفاض تدفق الدم إلى الخصيتين نتيجة تصلب الشرايين قد يسبب تراجعاً في إنتاج هذا الهرمون، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية ومشكلات أخرى تتعلق بالخصوبة.

هذا وهناك العديد من العوامل التي تربط بين تصلب الشرايين وضعف الصحة الجنسية، وتشمل:

- ارتفاع الكوليسترول: يعتبر الكوليسترول الضار (LDL) من أبرز الأسباب التي تسهم في تصلب الشرايين، وهو أيضاً مرتبط بضعف الانتصاب.

- ارتفاع ضغط الدم: يؤدي ضغط الدم المرتفع إلى إجهاد جدران الشرايين، مما يساهم في تفاقم التصلب وضعف الأداء الجنسي.

- داء السكري: يسبب السكري أضراراً للأوعية الدموية والأعصاب التي تتحكم في الانتصاب، مما يعزز العلاقة بين تصلب الشرايين والمشكلات الجنسية.

ضعف الانتصاب الناتج من تصلب الشرايين ليس مشكلة يجب تجاهلها، إذ يمكن أن يكون علامة تحذيرية على أمراض القلب والأوعية الدموية. الفحص الدوري لمستويات الكوليسترول وضغط الدم والسكري ضروري لتحديد عوامل الخطر المرتبطة بتصلب الشرايين ومعالجتها في وقت مبكر. علاوة على ذلك، هناك علاجات متاحة لتحسين تدفق الدم، سواء من خلال تغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، أو من خلال استخدام الأدوية تحت إشراف طبي.

هذا ويمكن التغلب على تأثير تصلب الشرايين في الصحة الجنسية من خلال تبني نمط حياة صحي. التوقف عن التدخين، وتقليل استهلاك الدهون المشبعة، وزيادة النشاط البدني، كلها عوامل تساعد على تحسين صحة الأوعية الدموية. كما أن تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والألياف مثل الفواكه والخضراوات يمكن أن يساهم في تقليل تراكم الدهون على جدران الشرايين.

أخيراً، إنّ تصلب الشرايين ليس مجرد مرض يؤثر في القلب والأوعية الدموية، بل له تأثير مباشر في الصحة الجنسية لدى الرجال. ضعف الانتصاب يمكن أن يكون أولى العلامات على وجود مشكلة في الشرايين، مما يجعل من الضروري الاهتمام بصحة الأوعية الدموية والتعامل مع عوامل الخطر بشكل جدي. من خلال الفحوص الدورية، وتبني نمط حياة صحي، واستشارة الأطباء عند الحاجة، يمكن للرجال تحسين نوعية حياتهم الجنسية وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بتصلب الشرايين.

الأكثر قراءة

دعم دولي وعربي غير مسبوق وماكرون: مؤتمر دولي للتمويل والإعمار موقف الثنائي بعد الاطلاع على التشكيل والأجواء ايجابية بري لإعلاميين: الأجواء جيدة والأمور نحو الحل