اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعد الأيبوبروفين من الأدوية الأكثر شيوعًا في العالم لتخفيف الألم والالتهابات وخفض الحرارة. وهو متاح بوصفات طبية أو بدونها في معظم البلدان، مما يجعله الخيار الأول للكثير من الأشخاص لعلاج الصداع، وآلام العضلات، والتهاب المفاصل، وغيرها من الحالات الشائعة. ومع ذلك، فإن استخدام هذا الدواء لفترات طويلة أو بجرعات زائدة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الصحة الجسدية.

من أبرز المضاعفات التي قد يسببها تناول الأيبوبروفين لفترات طويلة هو الضرر الذي يلحقه بالجهاز الهضمي. يؤثر الأيبوبروفين على بطانة المعدة عن طريق تقليل إفراز المواد التي تحميها من الأحماض الهضمية. نتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي الاستخدام المزمن إلى تهيج المعدة وحدوث التهابات، وفي بعض الحالات، قد يسبب قرحة المعدة أو النزيف المعوي. هذه المضاعفات تزداد خطورتها لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي متعلق بالمعدة أو يتناولون جرعات كبيرة من الدواء.

الأيبوبروفين ينتمي إلى مجموعة من الأدوية تعرف بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على وظائف الكلى عند الاستخدام طويل الأمد. يعمل الدواء على تقليل تدفق الدم إلى الكلى، مما يؤدي إلى إجهادها ويزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي. الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة أو يتناولون الأيبوبروفين مع أدوية أخرى تزيد الضغط على الكلى يكونون أكثر عرضة لهذه المضاعفات.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الاستخدام المفرط للأيبوبروفين قد يزيد من خطر الإصابة بمشكلات خطيرة في القلب والأوعية الدموية. الأيبوبروفين يمكن أن يرفع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص ويزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، خصوصًا عند تناوله بجرعات عالية لفترات ممتدة. لذلك، يُنصح المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي مع أمراض القلب أو يعانون من ارتفاع ضغط الدم بالتشاور مع الطبيب قبل استخدام هذا الدواء.

كما إنّ تناول الأيبوبروفين لفترات طويلة قد يسبب أضرارًا في الكبد، خاصة إذا تم استخدامه بجرعات تتجاوز الجرعة الموصى بها. الكبد هو العضو المسؤول عن معالجة الأدوية في الجسم، والاستخدام المفرط للأيبوبروفين قد يؤدي إلى تراكم المواد السامة التي تسبب التهاب الكبد أو حتى تلفه في بعض الحالات النادرة.

على الرغم من أن الأيبوبروفين يُعتبر آمنًا نسبيًا عند استخدامه بشكل معتدل، إلا أن بعض الأبحاث أشارت إلى أن الاستخدام المزمن قد يؤثر على الصحة النفسية. يعاني بعض الأشخاص من أعراض مثل القلق، أو الاكتئاب، أو حتى اضطرابات النوم نتيجة تناول الدواء لفترة طويلة.

ولتجنب المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالأيبوبروفين، من الضروري الالتزام الصارم بالتوصيات الطبية وعدم تجاوز الجرعات المحددة من قبل الطبيب أو المدونة على العبوة. الجرعات الزائدة أو الاستخدام العشوائي قد يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة، لذلك يُفضل استخدام هذا الدواء فقط عند الضرورة القصوى ولمدة قصيرة قدر الإمكان، مع التأكد من تناول أقل جرعة فعالة تحقق الهدف المطلوب، مثل تخفيف الألم أو خفض الحرارة.

لا يُنصح أبدًا بتناول الأيبوبروفين بشكل ذاتي أو من دون وصفة طبية لفترات طويلة. بدلاً من ذلك، يمكن البحث عن بدائل غير دوائية لتخفيف الألم أو الالتهابات، مثل التمارين الخفيفة، أو جلسات العلاج الطبيعي، أو استخدام كمادات ساخنة أو باردة، حسب الحالة. الالتزام بهذه التوصيات لا يحمي فقط من مخاطر الأيبوبروفين، بل يساهم أيضًا في تعزيز الصحة العامة والوقاية من المضاعفات طويلة الأمد.

 

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية