عكس ما كانت عليه المبعوثة الأميركية السابقة مورغان أورتاغوس إلى لبنان، يحاول المبعوث الأميركي إلى لبنان توم باراك أن يكون <أكثر لطفا> في ايجاد المخارج للأفكار التي تضمنتها <ورقته> ، التي كان ناقشها مع الرؤساء الثلاثة، من دون أن يطرح فترة زمنية لتنفيذها.
توم باراك يسير على خطى رئيسه ترامب، معتمدا سياسة < العصا والجزرة «. فسيد البيت الأبيض نجح في <تطويع> رئيس الحكومة «الاسرائيلية» نتنياهو، لمصلحة الرؤية الأميركية القائمة على رسم خريطة الشرق الأوسط، وفقا للمصالح الأميركية وليس <الرؤية الاسرائيلية». وهو أي ترامب يحتاج إلى تكريس سريع للاستقرار في المنطقة. ومفاتيح هذا الاستقرار تحتاج إلى < تفاهمات> مع حماس في غزة، وغير كافية ومطمئنة في سورية مع الرئيس الشرع بحكم غموض موقف الشارع السوري.
أما في لبنان فحزب الله يحتاج إلى <ضمانات أميركية> غير متوافرة بشكل مطمئن في <ورقة باراك» ... وأبعد من ذلك الاستقرار في المنطقة يفترض بالضرورة تفاهمات أميركية – ايرانية، تملي حوارا يصر الرئيس ترامب أن يكون بينه وبين الرئيس الايراني مسعود بزشكيان وبين وزيري خارجية البلدين. والواضح أن ايران تملك الوقت وتستثمره، وليس من المفاجئ أن يكون هناك تنسيق حقيقي في الخيارات المقبة بين طهران وحزب الله.
أما تلويح المبعوث الأميركي باراك باستخدام الجيش اللبناني لمصادرة سلاح حزب الله، فإنه لا يتمشى مع الحذر الذي يلتزم به كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، وخصوصا أن الرئيس اللبناني راهن على <وعود الخارج> ، والتي بقيت حبرا على ورق.
والواقع أن سياسة < العصا والجزرة> التي يعتمدها المبعوث الأميركي مصحوبة بابتسامة عريضة منه، تكشف أن هناك <ثقوبا> في هذه السياسة مكشوفة لحزب الله. والعصا هي <اسرائيلية، < ولا تنتج ما تبتغيه السياسة الأميركية الحقيقية. فالعبث «الاسرائيلي» في الوضع اللبناني لن يبقي المقاومة هادئة إلى وقت طويل، وهي تأخذ ذلك في أجوبتها على ورقة توم باراك. فمثل هذا العبث قد يمتد سريعا إلى الجوار السوري، خصوصا مع الاغتيالات المستمرة لشخصيات علوية ومسيحية، ومع سياسات الخوة المفروضة على القرى، ومع رسائل اليمين الديني السوري المتطرف بتهجير المسيحيين وهدم الكنائس، وأخيرا مع هدم منحوتات تاريخية وحضارية، تحت عنوان اعتبارها <أصناما> على <الطريقة الأفغانية>.
والمستغرب أن المبعوث الأميركي باراك الذي يمتدح الرئيس السوري على سياساته باتجاه تكريس وحدة سورية، واحترام الأقليات كما يستنتج، لا يرى ما يحصل من حقائق تناقض هذه السياسات، التي بدأت تعطي مردودا باستثارة مخاوف اللبنانيين جميعا، بمعرفة الأخطار التي تحملها هذه السياسات على لبنان وعلى المسيحيين تحديدا، ومعهم الشيعة والأقليات، وكذلك الانفتاح السني.
صحيح أن الفاعل الرئيسي في المنطقة هو الولايات المتحدة الأميركية، لكن هذا الفاعل يحتاج إلى تفهم الأدوار الممكنة لكل من حلفائه وخصومه على السواء. فسياسات التهويل لا تخدمه، ودعوته مجددا لاستعمال <العصا الاسرائيلية < هي في غير مكانها. ولبنانيا المصلحة الأميركية الفعلية تبدأ بانسحاب من النقاط الخمس المحتلة، وأن تساند واشنطن الحوار بين الرئيس العماد جوزاف عون وحزب الله ،لا أن تطرح أسئلة تشكيكية.
أيا يكن الأمر، الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتوقع نجاح مساعيه في غزة، وكذلك فتح الحوار مع ايران. وكل ذلك يوحي بضرورات التنازلات المتبادلة لا الفرض القسري. وخيارات أميركا العميقة هي في هذا الاتجاه.
يتم قراءة الآن
-
الرد اللبناني امام "الروتوش الاخير"... اجتماع مطول للجنة الثلاثية والضمانات عقدة العقد اميركا تبلغ المعنيين : السير بالورقة أو تصعيد اسرائيلي لن نلجمه
-
ردّ لبناني مُوحّد بانتظار بارّاك: الكرة في الملعب «الإسرائيلي» حزب الله يُؤكد الاستعداد للسلم كما للمواجهة... مصير غزة يتحدّد باجتماع نتنياهو ــ ترامب اليوم
-
دروز سوريا في قلب العاصفة... تفاهمات مُعلّقة واحتمالات الانفجار
-
هل نجح بن فرحان في إنجاز مُهمّته؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
17:02
الرئيس الإيراني: لا نرى أي مشكلة في العودة إلى المفاوضات، والرئيس ترامب قادر على قيادة المنطقة والعالم نحو السلام والهدوء أو إلى حروب أبدية.
-
16:42
سلام: طلبنا إحياء لجنة تنسيق وقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار 1701، وسيتم درس الملاحظات التي تقدمنا بها وسيعودون إلينا بالردّ.
-
16:41
سلام: حزب الله جزء لا يتجزأ من الدولة اللبنانية ونوابه صوّتوا على البيان الوزاري، أما الدرون والاعتداءات في الجنوب والبقاع فمستنكرة من الجميع ونسعى لتجنيد الدعم الديبلوماسي العربي والدولي لوقف الاعتداءات.
-
16:37
سلام: جميعنا يعلم أن القرار يتخذ في مجلس الوزراء وقرار مجلس الوزراء وحده يلزم لبنان.
-
16:36
رئيس الحكومة نواف سلام بعد لقائه الموفد الأميركي توم باراك: الشيخ نعيم قاسم ملتزم باتفاق الطائف وترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار ولا أعتقد أنه قرر الخروج عن تلك المسلّمات.
-
16:28
حركة المرور كثيفة من ساحل علما باتجاه جونية وصولا حتى صربا.
