اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعتبر  قرحة المعدة من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الكثير من الأشخاص حول العالم، وتنتج غالبًا من تآكل بطانة المعدة بسبب زيادة إفراز الأحماض أو الإصابة بعدوى بكتيرية مثل هيليكوباكتر بيلوري. وتعتبر العوامل الأخرى مثل التوتر، التدخين، تناول الكحوليات، واستخدام بعض الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية من المسببات الشائعة لهذه الحالة. وقد أظهرت الأبحاث أن التغذية السليمة تؤدي دورًا رئيسيًا في الوقاية من القرحة وعلاجها، ومن بين العناصر الغذائية التي تُساهم في تحسين صحة المعدة فيتامين B5، المعروف أيضًا بحمض البانتوثنيك.

فيتامين B5 هو أحد الفيتامينات الأساسية التي تنتمي إلى مجموعة فيتامينات B المركبة، ويؤدي دورًا حيويًا في عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة. كما أنه يساهم في تكوين الإنزيمات والهرمونات التي تدعم صحة الجهاز الهضمي. وقد أظهرت الدراسات أن هذا الفيتامين يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في علاج قرحة المعدة من خلال تعزيز التئام الأنسجة وتقليل الالتهابات، مما يساعد على استعادة التوازن الصحي في الجهاز الهضمي.

أحد أهم أدوار فيتامين B5 في علاج قرحة المعدة هو تحفيز إنتاج المخاط الواقي في بطانة المعدة، والذي يعمل كحاجز طبيعي يحمي الأنسجة من تأثير الأحماض الهاضمة. فالأشخاص الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالقرحة نتيجة ضعف قدرة المعدة على تجديد الخلايا وتعافي الأنسجة التالفة. وعلاوة على ذلك، فإن وجود مستويات كافية من فيتامين B5 يُساعد على تقليل خطر تطور القرحة إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل النزيف أو الانثقاب.

إضافة إلى ذلك، يُعتبر فيتامين B5 ضروريًا لإنتاج الكورتيزون، وهو هرمون مضاد للالتهابات يساعد في تقليل تهيج بطانة المعدة. وبذلك، يمكن أن يُخفف أعراض القرحة مثل الألم والحرقان، ويساهم في تسريع عملية الشفاء. كما يؤدي دورًا في تعزيز استجابة الجهاز المناعي لمكافحة العدوى البكتيرية التي تُعد أحد الأسباب الرئيسية للقرحة. ولأن الالتهابات المزمنة قد تزيد من تفاقم الأعراض، فإن تناول فيتامين B5 قد يكون وسيلة فعالة للحد من تلك الالتهابات.

يمكن الحصول على فيتامين B5 من مصادر غذائية طبيعية مثل اللحوم، والبيض، والحبوب الكاملة، والأفوكادو، والبقوليات، والمكسرات، مما يجعله متاحًا بسهولة ضمن النظام الغذائي اليومي. كما يمكن تناوله على شكل مكملات غذائية بعد استشارة الطبيب، خاصة للأشخاص الذين يعانون من نقصه أو يحتاجون إلى دعم إضافي في علاج القرحة. ومن الضروري أيضًا دمج فيتامين B5 مع نمط حياة صحي يشمل تجنب الأطعمة المهيجة للمعدة مثل الأطعمة الحارة والدهنية والمقلية، بالإضافة إلى تقليل مستويات التوتر الذي يؤدي دورًا في تفاقم الأعراض.

في الختام، يُعد فيتامين B5 عنصرًا مهمًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي والمساهمة في علاج قرحة المعدة من خلال دعم تجديد الخلايا وتقليل الالتهابات وتعزيز إنتاج المخاط الواقي. كما أنه يساهم في تحسين الاستجابة المناعية وتقليل الأضرار الناجمة عن الالتهابات المزمنة. ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد عليه كعلاج وحيد، بل يجب أن يكون جزءًا من نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والعناية بصحة الجهاز الهضمي تحت إشراف طبي لضمان أفضل النتائج العلاجية.

 

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية