اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أطلق فلسطيني النار على موقع عسكري للجيش الإسرائيلي في بلدة تياسير شرقي جنين بالضفة الغربية، مما أدى لمقتل جنديين اثنين وإصابة 8.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مسلحا تسلل إلى داخل المجمع العسكري قرب حاجز تياسير شمال الضفة الغربية، وبدأ بإطلاق النار واندلعت اشتباكات بينه وبين الجنود.

وأضافت الإذاعة أن المواجهات المسلحة عند حاجز تياسير استمرت دقائق قبل أن يتمكن الجنود من تصفية المسلح الذي كان يرتدي سترة واقية من الرصاص.

وأوضحت أن منفذ عملية تياسير كان يملك معلومات استخبارية دقيقة بشأن الموقع وتحركات الجنود وأماكنهم.

وحلقت، خلال العملية، مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، لكن جيش الاحتلال قرر عدم استخدامها خشية إصابة جنوده داخل المجمع العسكري.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل رقيب أول احتياط وجندي وإصابة 8 بجروح بينهم اثنان حالتهما خطرة.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن تحقيقا أوليا يؤكد أن منفذ عملية تياسير اقتحم البرج العسكري وأطلق النار منه على الجنود، بينما ذكرت القناة 13 أن منفذ العملية نجح في السيطرة على الطابق العلوي من البرج وإدارة الاشتباك مع الجنود.

من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن قوة إضافية وصلت إلى مكان إطلاق النار، وقتلت المسلح بعد الاشتباك معه.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش أغلق الحاجز وأرسل قوات كبيرة إلى المنطقة التي تشهد عملية عسكرية إسرائيلية ضد المقاومة الفلسطينية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن عملية إطلاق النار وقعت قرب منطقة ينتشر فيها الجيش، وينفذ عمليات عسكرية.

حماس والجهاد تباركان

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عملية حاجز تياسير تأكيد على أن جرائم الاحتلال وعدوانه على شمال الضفة المحتلة لن يمر دون عقاب.

وأضافت حماس أن "جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا في الضفة ومخيماتها في جنين وطولكرم وطوباس لن توهن عزمه". ودعت إلى تصعيد الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه في الضفة.

بدورها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي "بالعملية النوعية البطولية في منطقة تياسير"، وقالت إنها "تأكيد على مقاومة شعبنا وإصراره على التصدي لجرائم الاحتلال".

في غضون ذلك يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مخيمات جنين وطولكرم بالضفة الغربية المحتلة لليوم الـ15على التوالي، ملحقا تدميرا وتخريبا ممنهجا للبني التحتية والمنازل، وإجبار السكان بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن على الخروج من منازلهم، واعتقال عدد من الأهالي، وسط تردي الأوضاع المعيشية هناك.

وفي بلدة طمون جنوب مدينة طوباس قالت مصادر للجزيرة إن الاحتلال يحاصر منزلا في البلدة وسط إطلاق نار كثيف فلسطينية  وذكرت أن قوات الاحتلال تنكل بمسن فلسطيني خلال التحقيق الميداني معه في البلدة، كما اعتقل امرأتين وشابا من أهاليها.

وأوضح مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، بأن الاحتلال اعتقل السيدة كوثر علي صادق عبد الرحيم بشارات للضغط على زوجها لتسليم نفسه، والسيدة رنين سليمان بني عودة، والشاب محمد عبد الرحمن بشارات للضغط على شقيقه لتسليم نفسه.

ويواصل الاحتلال حملة اعتقالات ومداهمة لمنازل في طمون ومخيم الفارعة، لليوم الثالث على التوالي، فيما اعتدت جرافات الاحتلال على البنية التحتية وممتلكات المواطنين، وأغلقت الطرقات بالسواتر الترابية.

وأعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عمل الطواقم الطبية في بلدة طمون جنوب طوباس. وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال احتجز مركبة تابعة للهلال الأحمر، أثناء عملها في بلدة طمون جنوب طوباس.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة رمانة غرب جنين. وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، ودفعت بفرق من المشاة إلى شوارع البلدة، وبين أحيائها.

يذكر أن بلدات محافظة جنين وقراها تشهد اقتحامات متكررة، بشكل يومي، منذ بدء عدوان الاحتلال غير المسبوق على مدينة جنين ومخيمها قبل 15 يوما، أسفر عن 25 شهيدا حتى اليوم الثلاثاء، إلى جانب عشرات الإصابات والاعتقالات، وتفجير أكثر من 100 منزل، فضلا عن التدمير الواسع في الممتلكات والبنية التحتية، ونزوح قسري لمئات الآلاف.

معاناة

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن رئيس بلدية طمون ناجح بني عودة اليوم قوله إن الوضع يزداد سوءا مع استمرار الحصار المشدد على البلدة.

وأضاف أن المياه انقطعت عن بلدة طمون بالكامل بسبب قطع الخط الرئيسي الناقل للمياه وتدميره، كما أن المياه بدأت تنفد من خزانات المنازل، وبالتالي هناك عائلات دون مياه، مشيرا إلى أن العائلات تحتاج إلى المواد التموينية الأساسية، خاصة الخبز وحليب الأطفال.

وأشار رئيس لجنة خدمات مخيم الفارعة عاصم منصور، إلى أن خطوط إمداد المياه انقطعت عن جميع منازل المخيم، كما أن مياه خزانات المنازل بدأت تنفد، إضافة إلى احتياج العديد من العائلات إلى المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال.

وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد في بيان له" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أحكمت إغلاقها للمحافظة، وقطعت الطريق الواصل بين المحافظة ببقية المحافظات وعزلت منطقة الأغوار الشمالية بشكل كامل.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية وآليات إلى طمون التي تعمد إلى تدمير البنى التحتية ومنع حركة المواطنين، في حين منعت وصول مئات المواطنين إلى مزارعهم ومواشيهم، مما سيعرضهم لخسائر مادية جمة.

وأكد الأسعد أنه في ظل استمرار عملية الاجتياح الكامل لمخيم الفارعة وبلدة طمون، فإن الوضع الإنساني لأهالي المنطقتين يزداد سوءا، لا سيما في ظل قطع المياه عن المخيم ومنع دخول الأدوية ونقل المرضى، وهو الحال تماما في بلدة طمون المحاصرة.

وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع الطواقم الطبية من الوصول إلى الحالات المرضية، وإدخال الأدوية والعلاجات اللازمة إليها.

ولفت إلى أنه نتيجة لتشديد الإجراءات التعسفية عند الحواجز المحيطة بالمحافظة، لم يستطع المئات من المواطنين والعمال والموظفين الدخول إلى المحافظة أو الخروج منها، في حين تعرقل سير العملية التعليمية في مدارس المحافظة بسبب الوضع الأمني في جميع المناطق، وعدم تمكن عشرات المعلمين من الوصول إلى مدارسهم في مناطق الأغوار الشمالية.

وأشار الأسعد إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع عشرات المعتمرين من العودة إلى منازلهم في طمون ومخيم الفارعة، إلى جانب مرضى غسيل الكلى الذين ما زالوا يُمنعون من العودة إلى منازلهم بعد عمليات غسيل الكلى التي يخضعون لها في المستشفى التركي، مشيدا بدور المجتمع المحلي ومؤسسات المحافظة التي عملت على توفير الإيواء بكل ما يشمل المعتمرين ومرضى الكلى.

اعتقالات

وقال نادي الأسير، إن أعداد المعتقلين ومن تعرضوا للاحتجاز في جنين ومخيمها على مدار 15 يوما من العدوان بلغ ما لا يقل عن 110، هذا فضلا عن العشرات الذين خضعوا للتحقيق الميداني.

وفي محافظة طوباس، فقد بلغت حالات الاعتقال 28، أفرج عن 11 منهم، وأبقى على اعتقال 17، علما أن جزءا ممن تم الإفراج عنهم من طمون عند الحاجز العسكري المسمى بحاجز "الحمرا"، لم يتمكنوا من العودة إلى بلدة طمون بسبب حصارها.

وفي طولكرم التي تشهد تصاعدا ملحوظا -في غضون أيام- فقد بلغت حالات الاعتقالات 20 حالة على الأقل، من بينها جريح جرى اعتقاله من سيارة الإسعاف، وقد تعرض أغلبية المعتقلين للضرب المبرح وعمليات التنكيل الممنهجة، هذا فضلا عن التهديدات التي تشكل إرهابا منظما للمواطنين، وتحديدا في المناطق المذكورة.

وحسب نادي الأسير انتهج الاحتلال جملة من السياسات في مختلف المناطق التي تصاعد فيها العدوان، خاصة في جنين ومخيمها، وكذلك طوباس، وتحديدا بلدة طمون، ومخيم الفارعة، حيث يواصل حصار البلدة لليوم الثالث على التوالي.

وضع كارثي

في غضون ذلك، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة يأخذ "منحى كارثيا" جراء الدمار الذي لحق بالعديد من المساكن والمباني فيه جراء العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة.

وقالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما للصحفيين في جنيف إن الوضع في "المخيم يتخذ منحى كارثيا"، مضيفة أن أجزاء كبيرة منه "دُمرت بالكامل في سلسلة من التفجيرات التي نفذتها القوات الإسرائيلية".

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان