حلّ العقد الحكوميّة يتوالى..."السنيّة "على الطريق بعد اجتماعات وردود عاصفة
مُسودّة التشكيلة وُضعت في بعبدا بإنتظار بعض التعديلات والموافقة عليها

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بدا ليل الثلاثاء - الاربعاء مزدحماً بالاتصالات والمحادثات لحل العقد الحكومية، وقد دخل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على الخط، لإنهاء العقبات وخصوصاً العقدة "القواتية"، بنيل اربع حقائب وزارية من ضمنها حقيبة الخارجية، وقد سُمّي وزيرها سفير لبنان في الاردن يوسف رجيّ بالتفاهم مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نواف سلام، مع حقائب الاتصالات كمال شحادة، الطاقة والمياه جو صدّي، الصناعة جو عيسى الخوري. كما ُطرح إسم من سيتولى الحقيبة الشيعية الخامسة لكنه غير نهائي.

وافيد بأنّ حلحلة العقبات تتوالى وقد وعد الرئيس المكلف الكتل النيابية السنيّة، وخصوصاً كتلتي "الاعتدال الوطني" و" التوافق الوطني" بحلحلة قريبة لمطالبهما بالتفاهم مع الرئيس عون، بعد اجتماعات عقدها مع النائبين وليد البعريني ومحمد سليمان لم تصل الى اي نتيجة، بل وُصفت بالسلبية والعاصفة، بالتزامن مع رفض سلام إعطاء التكتل المذكور حقيبة الزراعة، بالتزامن مع طلب النائب البعريني إيداع سلام بعض السير الذاتية لمرشحين مقرّبين، لكن سلام لم يظهر اي حماسة للاسماء المقترحة، مفضّلاً أسماء من خارج لائحة التكتل، الامر الذي رفضه نواب "الاعتدال الوطني"، واعتبروه تخطياً لهم، واصفين ذلك بعدم التعاطي معهم بجدّية، ما أنتج " زعلاً" يبدو انه سيزول في الساعات المقبلة وفق التطورات الايجابية، التي تشير الى إمكانية إعطائهم حقيبة الزراعة، مع الاشارة الى انّ حقيبة الداخلية سيتولاها العميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي أحمد الحجار.

وإنطلاقاً من هنا تكون الحكومة قد أمّنت نيل الثقة، ومهدّت طريق الحل امام الافرقاء الآخرين المعترضين، لانّ الاتصالات الليلية وفق المعلومات جاءت إيجابية، وسوف ترضي كل الافرقاء، بهدف إنطلاقة حكومية جامعة بعيدة عن الخلافات والانقسامات، التي كانت تجري في الحكومات السابقة.

وسط هذا المشهد الايجابي الفجائي، زار سلام قصر بعبدا مساء امس حاملاً مسودة التشكيلة لإستكمال النقاش مع الرئيس عون، وافيد وفق آخر المعطيات بأنّ إعلانها سيكون قريباً جداً، وتحتاج لبعض" الروتوش"، وسط غياب العقد الدرزية بعد التفاهم الجنبلاطي مع سلام، واعلان الاول تسهيله لمهمة الرئيس الثالث، فيما تبقى الحصص المسيحية الاخرى ضمن إطار العقد، اي "التيار الوطني الحر" الذي قد يتجه الى عدم المشاركة في حال لم يوافق على الحقائب المعطاة له، إلا اذا حصلت مفاجأة لإرضاء "التيار"، حقيبة الدفاع لشخصية عسكرية من حصة رئيس الجمهورية، اما حزب"الطاشناق" سيتولى وزارة الشباب والرياضة من خلال كريستين خاتشيك بابكيان.

وعلى خط باقي الحقائب فوضعها مسهّل، التربية ريما كرامي، السياحة لـ "تيار المردة"، مع إمكانية التعديل وموافقة المعنيين في الدقائق الاخيرة، ووضع اللمسات النهائية عليها.

الى ذلك، ثمة مقرّبون من الرئيس المكلف ينقلون عنه تسهيله للمهمة الصعبة التي تولاها، وهو يعرف مسبقاً انه سيحمل تركة ثقيلة، لكن نفسه السياسي طويل وقادر على التحمّل، وهو الذي تبوأ اعلى المناصب، لذلك لن" تكعى" عليه المهمة الحكومية في لبنان، وإن كانت توصف دائماً بالمجهود الصعب المطوّق بالصعوبات والانقسامات التي لا تنتهي، وذكّر المقرّبون بكلمته الأولى في قصر بعبدا، التي بدت تكملة لخطاب رئيس الجمهورية، الامر الذي شكّل ثنائية واعدة لمستقبل لبنان، على الرغم من كل التحديات الداخلية والإقليمية.

ودعا المقربون من سلام الى إعطائه الفرص، حيث دعا منذ اليوم لتكليفه الى بناء دولة القانون والعدالة والمؤسسات، دولة المواطنين المتساوين بالحقوق والواجبات، وأشاروا الى وعوده بإعادة الإعمار وتنفيذ الاصلاحات السياسية، وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، والى ما هنالك من مطالب لطالما دعا المواطنون الى تحقيقها لتسهيل امورهم، مع ضرورة مراعاة المعنيين بالتشكيلة الحكومية لمهمته الصعبة وراء كل هذه التناحرات السياسية الموروثة.