اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يصنّف الفتق السري ضمن المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الأطفال حديثي الولادة والبالغين على حد سواء. يحدث هذا الفتق عندما يندفع جزء من الأمعاء أو الأنسجة الدهنية عبر فتحة ضعيفة في عضلات جدار البطن بالقرب من السرة، مما يؤدي إلى ظهور انتفاخ أو بروز مرئي في تلك المنطقة. وعلى الرغم من أن الفتق السري غالبًا ما يكون غير مؤلم ولا يسبب مضاعفات خطرة، إلا أنه في بعض الحالات قد يتطلب تدخلاً طبيًا لمنع حدوث مشكلات صحية مستقبلية.

ينشأ الفتق السري عادةً نتيجة لضعف في جدار البطن، والذي قد يكون خلقيًا أو مكتسبًا بمرور الوقت. عند الرضع، يُعتبر الفتق السري حالة طبيعية تحدث عندما لا تُغلق فتحة السرة بشكل كامل بعد الولادة، وغالبًا ما يختفي تلقائيًا في السنوات الأولى من الحياة دون الحاجة إلى علاج. أما عند البالغين، فقد ينشأ نتيجة لمجموعة من العوامل مثل السمنة، الحمل المتكرر، رفع الأوزان الثقيلة، أو حتى حالات السعال المزمن التي تؤدي إلى زيادة الضغط داخل البطن، مما يسبب توسع الفتحة السُرِّية وخروج الأنسجة من خلالها.

تختلف أعراض الفتق السري من شخص لآخر حسب حجمه وشدته، ولكن العرض الأساسي هو بروز أو انتفاخ في منطقة السرة يصبح أكثر وضوحًا عند الوقوف أو السعال أو بذل مجهود بدني. في بعض الحالات، قد يشعر المصاب بألم خفيف أو عدم ارتياح، خاصة عند الضغط على الفتق. أما في الحالات الأكثر تعقيدًا، فقد يؤدي الفتق إلى مضاعفات مثل الاختناق، حيث ينحصر جزء من الأمعاء داخل الفتق، مما يمنع تدفق الدم إليه، ويؤدي إلى ألم شديد، غثيان، وتورم في المنطقة، وهي حالة تستدعي التدخل الجراحي العاجل.

هذا ويعتمد تشخيص الفتق السري على الفحص السريري الذي يجريه الطبيب، حيث يقوم بتقييم حجم الفتق وما إذا كان بالإمكان إعادته إلى داخل تجويف البطن باليد. في بعض الحالات، قد تُستخدم تقنيات التصوير الطبي مثل الأشعة فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على رؤية أوضح، خاصة إذا كان هناك شك في حدوث مضاعفات.

أما فيما يتعلق بالعلاج، فإن الفتق السري لدى الرضع عادةً لا يتطلب أي تدخل طبي، إذ يختفي تلقائيًا مع نمو الطفل وتقوية عضلات جدار البطن. ولكن في حال استمرار الفتق بعد سن الرابعة أو الخامسة، قد ينصح الأطباء بالتدخل الجراحي لإصلاحه. أما بالنسبة للبالغين، فإن العلاج يعتمد على حجم الفتق والأعراض المصاحبة له. في الحالات البسيطة التي لا تسبب ألمًا أو مضاعفات، قد يُنصح المريض بمراقبة الفتق دون الحاجة إلى الجراحة الفورية. ومع ذلك، إذا كان الفتق كبيرًا أو مؤلمًا أو معرضًا للاختناق، فإن الجراحة تُعد الخيار العلاجي الأمثل.

إلى ذلك، تُجرى جراحة الفتق السري عادةً بطرق تقليدية أو باستخدام المنظار، حيث يتم إعادة الأنسجة المنفتقة إلى مكانها وتقوية جدار البطن باستخدام غرز طبية أو شبكة داعمة. وتتميز الجراحة بالبساطة والفعالية، حيث يعود معظم المرضى إلى حياتهم الطبيعية في غضون أيام قليلة بعد العملية، مع ضرورة اتباع التعليمات الطبية لتجنب تكرار الفتق.

للوقاية من الفتق السري أو الحد من احتمالية عودته بعد العلاج، يُنصح بالحفاظ على وزن صحي، تجنب رفع الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة، ومعالجة أي حالات صحية تؤدي إلى زيادة الضغط داخل البطن مثل السعال المزمن أو الإمساك. كما يُعد تقوية عضلات البطن من خلال التمارين المناسبة وسيلة فعالة لدعم جدار البطن ومنع حدوث الفتق.

في الختام، يُعد الفتق السري حالة شائعة لا تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا في معظم الحالات، ولكنها قد تتطلب التدخل الطبي إذا كانت مصحوبة بأعراض مزعجة أو مضاعفات خطرة. لذا فإن التشخيص المبكر واتباع الإرشادات الطبية المناسبة يُساهمان في تجنب أي مشكلات مستقبلية، مما يساعد على الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وجودة الحياة بشكل عام.

الأكثر قراءة

نتنياهو يعلن الحرب على السعودية