اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في تاريخها الكروي، تميزت ألمانيا بقدرتها على التنافس على أعلى مستوى في المسابقات العالمية والأوروبية، على صعيدي المنتخبات والأندية.

منذ خروجها من الحرب العالمية الثانية، لم تتخلف المانيا كثيراً، لكن غياب المنشآت الرياضية التي تدمرت، صعّب مهمة الرياضي الالماني في الوصول الى مستويات عالية، والتألق واحراز الميداليات والألقاب.

لم ينتظر الرياضيون الألمان كثيراً حتى فاجأوا العالم بمنتخب كروي صنع تاريخاً مجيداً للكرة الألماني باحرازه لقب كأس العالم عام 1954 في سويسرا، في أول مشاركة له بعد انتهاء الحرب، بعدما حرم من اللعب في مونديال 1950 في البرازيل.

وسرعان ما بدأت ألمانيا بإنجاب أبطال رياضيين، وكان لرياضة كرة القدم الحظ الأوفر. فبعد جيل فريتز فالتر عام 1954، جاء بعده جيل فرانتس بكنباور وغيرد مولر وأولي هونيس وأوفي زيلر وفولفغانغ أوفيرات وبول برايتنر وسيب ماير وبيرتي فوغتس، وبعده جيل كارل هاينز رومينيغيه وكارل هاينز فورستر وفيليكس ماغات ومانفرد كالتس وهورست هروبيش وأولي شتيليكيه وكلاوس ألوفس وطوني شوماخر وهانز بيتر بريغل وهانزي مولر وبيار ليتبارسكي ، وبعده جيل لوثار ماتيوس ويورغن كلينسمان ورودي فولر ويورغن كولر وكلاوس أوغنتالر وغيدو بوخفالد وتوماس هاسلر وبودو إيلغنر وكارل هاينز ريدله وتوماس برتولد، وأخيراً جيل الالفية الثانية بقيادة مايكل بالاك وباستيان شفاينستايغر وميروسلاف كلوزه ومسعود أوزيل وتوماس مولر، وحالياً جيل المدرب يوليان ناغلسمان الذي يضم مانويل نوير ومارك شتيغن وأنتونيو روديغر، وجوشوا كيميتش وجوناثان تاه وفلوريان فيرتز وجمال موسيالا وباسكال غروس وكاي هافيرتز وليروي ساني ونيكلاس فولكروغ وسيرج غنابري.

وفضلاً عن كرة القدم، أنجبت ألمانيا رياضيين عمالقة آخرين في ألعاب أخرى، أبرزها في التنس. إذ من ينسى البطلة ستيفي غراف التي حطمت الارقام القياسية في الالقاب، خصوصاً في ويمبلدون الانكليزية، وبوريس بيكر.، وبطلة التجذيف بيرغيت فيشر، وبطل السباحة مايكل غراوس، وبطل الغولف بيرنهارد لانغر، وبطلة التزلج روزي ميترماير، وبطل الملاكمة هنري ماسكه، وبطلة الرقص على الجليد كاتارينا فيت، وأخيراً وليس آخراً أسطورة رياضة الفورمولا وان والسيارات بشكل عام مايكل شوماخر، وبعده سيباستيان فيتيل.

رغم الإنجازات الكثيرة للرياضة الالمانية، مرت هذه الرياضة بفترات متقلبة، خصوصاً في التسعينات، حيث تراجع المستوى الرياضي بشكل عام، خصوصاً في كرة القدم، حيث غابت شمس الكرة الالمانية عن الأدوار النهائية لمونديالي 1994 و1998 حيث خرج المانشافت من الدور ربع النهائي. وأدرك الالمان سريعاً "لب المشكلة"، وسرعان ما فرض الاتحاد الالماني على كل ناد يملك رخصة كروية بناء أكاديمية للصغار والناشئين، ومنع أي ناد من ممارسة اللعبة في حال لم يطبق هذا الأمر. فانتشرت المدارس الكروية بمساعدة مالية ومعنوية وتنظيمية من الدولة التي كانت تؤمن مدربين على أعلى مستوى للإشراف أو لمساعدة المدارس على تنمية المواهب، من خلال تحديث طرق التدريب.

ومع بداية الألفية الثانية، استعاد الالمان سمعتهم الكروية ببلوغهم نهائي مونديال 2002، لكنهم خسروه أمام البرازيل (0-2).

لكن هذه الخسارة، لم تؤثر مطلقاً على إنجازات كرة القدم الألمانية، إذ نجحت بفضل جيل كروي مثقف في الوصول الى الدور نصف النهائي في مونديالي 2006 و2010، قبل أن يقطف الألمان ثمرة جهد طويل من التخطيط والتنظيم والدراسة بلقب مونديال 2014 الأسطوري، وبأرقام قياسية لا مثيل لها.

في تاريخ كأس العالم، لم يشهد لألمانيا هذه الكمية من الأرقام الجماعية والفردية، والانتصار المدوي على البرازيل (7-1) في عقر دارها في مونديال 2014، حطم كل المقاييس الرياضية بشكل غير مسبوق.

إلا أن الأمور انقلبت بعد ذلك، رأساً على عقب، إذ اهتزت الكرة الألمانية وشهدت سلسلة هزائم كارثية، فخرجت من الدور الأول في مونديالي 2018 في روسيا، و2022 في قطر، وبنتائج إقل ما يقال عنها بأنها مسيئة لسمعة منتخب ألمانيا.

كل التخطيط السليم، والصدق في التنظيم والادارة، وبناء الحجر والإنسان على حد سواء في الوقت عينه، بات سراباً، وتحولت الكرة الألمانية الى مجرد ممر لعبور المنتخبات الأخرى في كاس العالم.

واللافت في المونديالين الأخيرين، هو أن "المانشافت" خرج من الدور الأول على يد منتخبين آسيويين، هما كوريا الجنوبية واليابان.

ففي مونديال 2018، خسرت ألمانيا أمام كوريا الجنوبية (0-2) بعدما كانت مرشحة لتجاوزها وتخطي الدور الأول.

وفي مونديال قطر 2022، خسرت ألمانيا أمام اليابان (1-2)، لتودع المسابقة من الباب الضيق.

في السنتين الأخيرتين، تحسن مستوى المنتخب الألماني، لكنه لم يصل الى النتائج المرجوة منه، فخرج من الدور ربع النهائي لبطولة أمم أوروبا 2024، بخسارته أمام اسبانيا (1-2)، فيما تأهل الى ربع نهائي مسابقة دوري الأمم الأوروبية، حيث سيحل ضيفاً على نظيره الايطالي في مباراة الذهاب يوم الخميس في 20 آذار المقبل، قبل أن يستضيفه في مباراة الإياب يوم الأحد في 23 آذار المقبل.

الأكثر قراءة

هل يقطع ترامب رأس نتنياهو؟