المنطقة كلها على فوهة بركان وليس لبنان فقط، و«إسرائيل» بغطاء أميركي «تسرح وتمرح» في لبنان وسوريا والضفة والقطاع، وصولا الى فرض مخططاتها في العراق، والعمل على تهجير الفلسطينيين الى الأردن ومصر والسعودية، من دون اي رد فعل عربي، ولم يظهر العرب في هذه الصورة من السوء والرضوخ كما يظهرون الآن، وهم يستعدون لعقد قمة عربية في القاهرة اواخر شباط، والاكتفاء ببيان ختامي رافض لخطوات التهجير الاميركية، من دون اي خطوات ملموسة، على ان يسبقه لقاء خماسي في الرياض في20 شباط، وسيدفعون في النهاية اثمانا كبيرة، جراء عدم وقوفهم مع المقاومين في غزة ولبنان، وتركهم لعام ونصف تحت نيران الاميركيين و«الاسرائيليين»، وعدم الاستفادة من قوة المقاومة لتحسين شروطهم التفاوضية، لاعتقادهم ان عصرا جديدا ينتظرهم، مع الضربات التي وجهت الى محور المقاومة و تراجع الدور الإيراني، والتنظير لمرحلة جديدة في المنطقة بقيادتهم، عنوانها السلام مع «اسرائيل» تحت شعارات «تعبنا وبدنا نرتاح»، وتسفيه كل قيم النضال والشهادة، حتى جاءت قرارات ترامب الاخيرة .
الحرب على حزب الله بأشكال مختلفة
وحسب مصادر متابعة لتطورات المرحلة الماضية منذ طوفان الاقصى، فان «اسرائيل» تريد اتفاقا مع لبنان مشابها لـ17 ايار، واثمانا لدورها في ضرب حزب الله وحماس، وتريد ابعد بكثير من البقاء في النقاط الخمس في جنوب لبنان، وصولا الى اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، وحرية الحركة برا وبحرا وجوا، وفرض حصار مطبق على حزب الله، عبر تجفيف كل منابعه المالية، وخصوصا من ايران والمغتربين الشيعة، والضغط على الدولة اللبنانية لإلغاء القرض الحسن، ومراقبة الجمعيات الدينية الشيعية، وفرض قانون للانتخابات يحد من حصة الثنائي النيابية، والتحضير لشخصية شيعية من خارج «امل» وحزب الله لتولي رئاسة المجلس النيابي بعد الانتخابات النيابية العام المقبل . واكدت المصادر ان الحملات الاخيرة على الرئيس نبيه بري تأتي في هذا الاطار، وسترتفع في المرحلة المقبلة.
الطائرة الإيرانية
وحسب المصادر نفسها، فان التعامل الرسمي ليس على مستوى التحديات الخطرة التي يتعرض لها البلد مطلقا، ومن يتعامل مع المرحلة على اساس هزيمة الثنائي، عليه ان يتواضع وينتظر 23 شباط ومدى الولاء الشعبي والوطني لحزب الله في كل لبنان، وعليه ان ينظر ايضا لرد فعل الاهالي على طريق المطار، وكيف تصاعدت الاحتجاجات وتوسعت ولم تتوقف، الا بعد اقتراح بري بنقل المواطنين العالقين في مطار طهران الى بيروت بطائرة تابعة للميدل ايست، ولم ينجز الموضوع بعد، بسبب الرفض الاميركي – «الاسرائيلي». علما ان بعض «الفيديوهات» التي وزعت عن تعامل الجيش مع المحتجين على طريق المطار رفع من مستوى الاحتجاجات، وهذا ما يعرّض الاستقرار المغطى «بكومة قش» الى عواقب وخيمة.
بالمقابل، تم تسريب معلومات بان قصر بعبدا تبلغ قرارا اميركيا بان «اسرائيل» ستقصف مطار بيروت في حال سمح لرحلتين ايرانيتين بالهبوط في المطار، على اثر ذلك اتخذ قرار رسمي اعلنه وزير الاشغال فايز رسامني بمنع هبوط الطائرتين، فيما قال السفير الإيراني مجتبى امادي عن الموضوع «الحكومة اللبنانية طلبت استبدال الطائرة الإيرانية باخرى، ونحن نرحب باقامة رحلات للخطوط اللبنانية، ولكن ليس على حساب الغاء الرحلات الإيرانية، نحن نوافق على طلبات الحكومة اللبنانية، شرط الا تقوم بوضع عوائق امام الرحلات الإيرانية، ونحن نعمل جاهدين على اعادة الرحلات الجوية كما كانت في السابق.
وعصر امس، جرى قطع طريق المطار بالاطارات المشتعلة، بسبب استمرار ازمة اللبنانيين العالقين في مطار طهران، وكذلك طريق صيدا القديمة عند محطة الريشاني في الشويفات، وكانت ايران رفضت هبوط طائرة «الميدل ايست» في مطار الامام الخميني ردا على رفض لبنان منح الاذن بهبوط الطائرتين إلايرانيتين، واعلن الوزير رسامني انه يمكن للراغبين في العودة استخدام اي بلد مجاور وقفا للظروف المتاحة، دون أن يتحملوا اي تكاليف اضافية.
وتسال المصادر، هل يمكن قطع العلاقات الدينية بين شيعة لبنان ومراجعهم الدينية في قم ومشهد وطهران وغيرها كما يتصور البعض؟ هذا من رابع المستحيلات، ولن يتم القبول به مهما كانت الظروف. كما سألت المصادر مَن يعمل على شيطنة الجمهور الشيعي، ودفعه الى الشارع والفوضى؟ من له مصلحة في عرقلة اعادة الاعمار في الضاحية والجنوب وبعلبك، من خلال منع المساعدات الإيرانية؟ فان حجم المساعدات التي وزعها حزب الله على المتضررين لاستئجار منازل وعمليات ترميم جزئي فاقت الـ 700 مليون دولار، وسهلت اوضاع العيش لاهالي الضاحية والجنوب والبقاع، وصرفت كل الأموال في الأسواق الداخلية وحركت الجمود.
إصابة نائب رئيس «اليونيفيل» باعتداء على طريق المطار
تعرض موكب نائب رئيس «اليونيفيل» ارولدو لازارو لاعتداء خلال مروره على طريق المطار ليلا، وتحدثت المعلومات عن إصابته بجروح واحراق آلية لليونيفيل، كما اصيب عناصر الموكب بجروح جراء تعرضهم للضرب، كما تم مصادرة أجهزتهم الخلوية.وتدخلت فرقة من المغاوير لتهدئة الاوضاع وقامت بمداهمات.
وكانت طريق المطار وعدة طرق في محيط الضاحية الجنوبية، شهدت احتجاجات وحرق دواليب، رفضا لاستمرار اهاليهم عالقين في مطار العاصمة الإيرانية طهران، بعد منع الرحلة الإيرانية الهبوط في مطار بيروت.
بيان قيادة الجيش اللبناني
ومساء، صدر بيان عاجل من قيادة الجيش جاء فيه: «تشهد عدة مناطق ولا سيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب، بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش، ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ومحاولة إغلاق طريق المطار. تحذّر قيادة الجيش المواطنين من مواصلة هذه الممارسات التي من شأنها خلق توتر داخلي لا تحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد».
الانسحاب «الاسرائيلي»
وتتابع المصادر، من يعتقد من اللبنانيين ان أهالي الجنوب سيرضخون لوجود الجيش «الاسرائيلي» في النقاط الخمس من دون مقاومة، هم مخطئون وواهمون، والاهالي لن يوقفوا انتفاضاتهم الشعبية اليومية ضد الاحتلال. وسألت المصادر من يستطيع التحكم بمسار الامور في الجنوب بعد اشهر؟ ومن يمنع عودة عمليات المقاومة اذا واصلت «اسرائيل» اعتداءاتها؟ فبقاء الاحتلال يعني بقاء التهجير، وتعطيل حركة العمران، ومنع الحياة في شريط عازل يمتد مسافة 3 كيلومترات، وهذا سينعكس على كل لبنان.
وكلام الرئيس بري للعدو «الأيام بيننا» في حال عدم انسحابه، اكبر دليل عما ينتظره لبنان، وبشكل اوضح، فان بقاء «اسرائيل» في الجنوب ينسف كل الكلام على مرحلة جديدة وعهد جديد، فبقاء الاحتلال معناه، ربط لبنان بمشاكل المنطقة، وما يخطط له نتنياهو وترامب، وعلى لبنان الانتظار حتى انقشاع صورة المنطقة.
ويبقى السؤال : كيف سيتعاطى لبنان مع الضغوط «الاسرائيلية»؟ كيف سيتصرف؟ والمندوبة الاميركية مورغان اورتاغوس ستبلغ لبنان الأحد الموافقة الاميركية على بقاء «اسرائيل» في النقاط الخمس. في حين تؤكد المصادر، ان اورتاغورس لم تتحدث عن أي انتشار اميركي او دولي في النقاط الخمس، بل عن بقاء «اسرائيل» فيها، وسط تشكيك بقدرة الجيش على بسط سيطرته والانتشار في الجنوب، وعقدت لهذه الغاية اجتماعات فنية للجنة اتفاق وقف النار في رأس الناقورة، للتنسيق على الأرض قبل 18 شباط، ورفضت «اسرائيل» مقترحا فرنسيا لنشر قوات فرنسية في المواقع الخمسة، التي ترفض «اسرائيل» الانسحاب منها، فيما جرى تخطيط لاكمال نقل كل القرى الى سيطرة الجيش اللبناني قبل 18 شباط.
الحدود اللبنانية - السورية
وتؤكد المصادر نفسها، ان ما يجري على الحدود اللبنانية - السورية ليس بريئا، وهدفه نشر القوات الدولية على الحدود السورية - اللبنانية وتهجير المواطنين الشيعة الموجودين داخل الاراضي السورية، والموزعين على عشرات القرى، ومن شأن سيطرة مقاتلي «هيئة تحرير الشام» على هذه القرى والحدود، ارباك حزب الله وقطع الطريق عليه للوصول الى جبل الشيخ، و ضرب القوات «الإسرائيلية» في المنطقة.
يتم قراءة الآن
-
المنطقة ولبنان على فوهة بركان... وأزمة الطائرة الإيرانيّة تتفاعل ما الهدف من شيطنة الجمهور الشيعي؟ والجنوبيّون لن يوقفوا تحرّكاتهم
-
واشنطن تشرّع الإحتلال... وإشكالات بشأن حركة المطار بري يتبلّغ رفض «اسرائيل» الإنسحاب: الأيام بيننا غضب واحتجاجات في الضاحية... والمستقبل» يعود اليوم
-
حريريّون ضدّ الحريريّة
-
قمّة السعوديّة لتغيير العالم؟!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:14
قيادة الجيش: بتاريخ 15/2/2025، ما بين الساعة 13.00 والساعة 17.00، ستقوم وحدة من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة في منطقة الخيام - مرجعيون وحقل الجميجمة - جزين.
-
13:13
يترأس رئيس الحكومة نواف سلام في هذه الأثناء اجتماعا يحضره وزراء المال ياسين جابر، الدفاع العميد ميشال منسى، الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، العدل عادل نصار، الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى والامين العام لرئ
-
12:34
تشييد نقطة مراقبة جديدة لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب برج الزراعة في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي في الجولان السوري المحتل.
-
12:34
الأهالي في رام الله يستقبلون الأسرى المحررين: ثابتون في أرضنا ولا هجرة إلا إلى القدس.
-
12:33
جيش الاحتلال يحرق عدداً من المنازل في بلدة كفركلا بجنوب لبنان.
-
11:43
مكتب نتنياهو: ننسق مع الولايات المتحدة لإنقاذ جميع رهائننا في أسرع وقت ممكن ونستعد بكل قوتنا لمواصلة المهمة.
![](https://static.addiyar.com/css/images/whatsapp_banner_new.jpg)