اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُصنّف سرطان القولون ضمن أكثر أنواع السرطانات انتشارًا حول العالم، حيث يُشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة. لكن الأبحاث العلمية الحديثة تشير إلى أن الكالسيوم قد يلعب دورًا مهمًا في الوقاية من هذا المرض، مما يسلط الضوء على أهمية هذا المعدن في النظام الغذائي اليومي.

يُعتبر الكالسيوم عنصرًا أساسيًا لصحة العظام والأسنان، لكن فوائده تتجاوز ذلك بكثير، حيث أظهرت دراسات علمية أن زيادة استهلاك الكالسيوم قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون. يُعتقد أن الكالسيوم يعمل عن طريق الارتباط بالأحماض الصفراوية والمواد الدهنية في الجهاز الهضمي، مما يقلل من تأثيراتها الضارة على بطانة القولون، وبالتالي يُقلل من احتمالية تطور الخلايا السرطانية.

يلعب الكالسيوم دورًا حاسمًا في تنظيم نمو الخلايا وانقسامها، وهو ما يساعد في الحد من تكاثر الخلايا غير الطبيعية التي قد تؤدي إلى تكون الأورام. أظهرت بعض الدراسات أن المستويات الكافية من الكالسيوم في الجسم تعزز آليات الإصلاح الطبيعي للخلايا، مما يمنع تحولها إلى خلايا سرطانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكالسيوم يساهم في تعزيز عملية "الموت المبرمج للخلايا" (Apoptosis)، وهي عملية طبيعية يقوم فيها الجسم بالتخلص من الخلايا التالفة قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.

للحصول على الفوائد الوقائية للكالسيوم، يجب إدراجه ضمن نظام غذائي متوازن. ومن أفضل مصادر الكالسيوم الطبيعية:

- منتجات الألبان مثل الحليب، واللبن، والجبن، حيث تُعد من أغنى المصادر بالكالسيوم.

- الخضروات الورقية مثل السبانخ، والبروكلي، والكرنب، والتي تحتوي على نسب جيدة من الكالسيوم.

- المكسرات والبذور مثل اللوز، وبذور السمسم، والشيا، التي توفر كميات معتدلة من الكالسيوم.

- الأسماك مثل السردين والسلمون، حيث تحتوي على الكالسيوم خاصة في العظام القابلة للأكل.

هذا وتوصي المؤسسات الصحية العالمية البالغين بتناول حوالى 1000 إلى 1200 ملغ من الكالسيوم يوميًا للحفاظ على صحة العظام والمساهمة في الوقاية من السرطان. يمكن تحقيق ذلك من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم أو عبر المكملات الغذائية عند الضرورة، ولكن تحت إشراف طبي.

على الرغم من الفوائد العديدة للكالسيوم، إلا أن استهلاكه بكميات زائدة قد يؤدي إلى بعض المشكلات الصحية، مثل تكوّن حصوات الكلى أو التأثير على امتصاص معادن أخرى مثل الحديد والمغنيسيوم. لذلك، من الضروري التوازن في تناوله للحصول على فوائده دون التعرض لآثاره الجانبية.

هذا ولا يمكن الاعتماد على الكالسيوم وحده للوقاية من سرطان القولون، بل يجب اتباع نظام غذائي صحي متكامل يشمل الألياف الغذائية، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات الضرورية، مثل فيتامين D الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم بكفاءة. كما أن تقليل تناول الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء والدهون المشبعة يُساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.

أخيراً، يلعب الكالسيوم دورًا رئيسيًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون من خلال آليات متعددة تشمل الحد من التأثيرات الضارة للأحماض الصفراوية، وتعزيز صحة الخلايا، ودعم عمليات الإصلاح الطبيعي للجسم. ومع ذلك، فإن الحفاظ على توازن صحي بين الكالسيوم والعناصر الغذائية الأخرى، إلى جانب اتباع نمط حياة صحي، يُعد من أهم الاستراتيجيات الفعالة للوقاية من سرطان القولون وتعزيز الصحة العامة.

الأكثر قراءة

التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ... والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار بيروت بلا ضامن للشراكة... وفي زغرتا وطرابلس تحالفات تُشعل المعركة