هل يُمكن أن تتحوّل الشامات الى سرطان الجلد؟ هذه العلامات التحذيريّة!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تُعدّ الشامات من الظواهر الجلدية الشائعة التي تظهر لدى معظم الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم. في حين أن بعضها يكون موجودًا منذ الولادة أو يتطور تدريجيًا مع التقدم في العمر، إلا أن الظهور المفاجئ لشامة جديدة قد يكون مدعاة للقلق، خاصة إذا ترافق مع تغيرات غير طبيعية. فهل تمثل هذه الشامات خطرًا على الصحة؟ وما هي الأمراض التي قد تنجم عنها؟

تحدث الشامات نتيجة لتجمع خلايا الميلانين في الجلد، وهي الصبغة المسؤولة عن لونه. قد يظهر بعضها بشكل طبيعي نتيجة العوامل الوراثية أو تأثير الهرمونات، بينما قد يكون بعضها الآخر ناتجًا عن التعرض المفرط لأشعة الشمس، التي تحفّز إنتاج الميلانين في الجلد. كما أن التغيرات الهرمونية خلال فترات مثل الحمل أو البلوغ قد تؤدي إلى ظهور شامات جديدة.

على الرغم من أن معظم الشامات غير ضارة، إلا أن هناك علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها، والتي قد تشير إلى احتمال تحولها إلى خلايا سرطانية، مثل سرطان الجلد الميلانيني (الميلانوما). ينصح الأطباء بمراقبة أي شامة جديدة أو أي تغيرات في الشامات القديمة من حيث الحجم أو اللون أو الشكل، بالإضافة إلى الشعور بالحكة أو الألم أو حدوث نزيف.

من أبرز الأمراض التي قد تنتج عن الشامات غير الطبيعية هو سرطان الجلد، الذي قد يبدأ بشامة تبدو غير مقلقة في البداية لكنها تتحول إلى شكل غير منتظم بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون بعض الشامات مؤشرًا على اضطرابات جلدية أو مناعية مثل وحمة بيكر، أو حالات جينية نادرة تتطلب متابعة طبية.

هذا وتبدأ الوقاية من مخاطر الشامات المفاجئة باتباع عادات صحية يومية تضمن تقليل التعرض للعوامل التي قد تحفّز ظهورها أو تحولها إلى خلايا سرطانية. يُعتبر التعرض المفرط لأشعة الشمس أحد أهم العوامل التي تزيد من احتمال ظهور شامات جديدة أو تغير الشامات القديمة، لذا يُنصح باستخدام واقي شمس ذو حماية عالية (SPF 30 فما فوق) بشكل يومي، حتى في الأيام الغائمة أو خلال فصل الشتاء، حيث يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تخترق السحب وتؤثر على الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يفضّل ارتداء ملابس واقية، مثل القبعات العريضة والنظارات الشمسية، والحرص على البقاء في الظل خلال ساعات الذروة (بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا).

إلى جانب الحماية من أشعة الشمس، يُوصى بإجراء فحوصات دورية للجلد، سواء من خلال الفحص الذاتي المنتظم أو عبر زيارة طبيب الجلدية. يُمكن أن يساعد الفحص الذاتي على الكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية في الشامات، حيث يُنصح بالبحث عن علامات التحذير مثل تغير اللون، عدم تناسق الحواف، زيادة الحجم، الحكة، النزيف، أو أي شعور بعدم الارتياح في المنطقة المصابة. يفضّل تدوين ملاحظات عن أي شامات مشبوهة ومقارنتها بمرور الوقت لمعرفة ما إذا كانت تتطور بشكل غير طبيعي.

في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء بإزالة الشامات جراحيًا إذا كانت تشكل خطرًا صحيًا، سواء عن طريق الخزعة لتحليلها والتأكد من طبيعتها، أو عبر تقنيات مثل الليزر أو الجراحة البسيطة إذا كان هناك احتمال لتحولها إلى خلايا سرطانية. من المهم تجنب محاولة إزالة الشامات في المنزل، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات أو عدم اكتشاف أي تغيرات غير طبيعية قد تكون موجودة تحت الجلد.

إلى ذلك، يجب مراجعة طبيب الجلدية فورًا إذا ظهرت شامة جديدة بشكل مفاجئ وكانت غير منتظمة في الشكل أو اللون، أو إذا بدأت شامة قديمة في التغير بسرعة. كذلك، إذا أصبحت الشامة نازفة، أو سببت ألمًا، أو ظهر حولها احمرار غير مبرر، فقد يكون ذلك مؤشرًا على مشكلة تستدعي التقييم الطبي العاجل. الكشف المبكر يلعب دورًا أساسيًا في تقليل المخاطر المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الصحة الجلدية، حيث يمكن أن يكون التدخل الطبي السريع حاسمًا في الوقاية من تطور أي مشكلات جلدية خطيرة، مثل سرطان الجلد الميلانيني.

الاهتمام بالوقاية والمراقبة المستمرة للشامات يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الجلد، ويقلل من المخاطر المحتملة التي قد تنتج عن ظهورها المفاجئ. لذا، لا ينبغي التهاون في متابعة أي تغيرات جلدية غير طبيعية، بل يجب التعامل معها بجدية واستشارة المختصين عند الحاجة.