اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الشعور بالدوار عند الانحناء هو أمر شائع، يمكن أن يحدث لأي شخص في بعض الأحيان. ومع ذلك، إذا تكرر هذا الشعور أو ترافق مع أعراض أخرى مثل الصداع أو الغثيان، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم وعلاج. فالدوار هو شعور بفقدان التوازن أو الإحساس بأن الشخص أو المحيط به يدور أو يتحرك. في العادة، يشعر الشخص بالدوار عند تغير وضع الجسم بشكل مفاجئ، مثل الانحناء أو الوقوف السريع بعد الجلوس لفترة طويلة. يمكن أن يكون هذا الشعور مؤقتًا وعابرًا، ولكن إذا استمر أو زادت حدته، قد يكون ذلك دليلًا على مشكلة صحية يجب الانتباه إليها.

إنّ أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للشعور بالدوار عند الانحناء هو التغير المفاجئ في ضغط الدم، خاصة إذا كان الشخص يعاني من انخفاض ضغط الدم الانتصابي. يحدث هذا عندما ينهض الشخص بسرعة بعد الجلوس أو الانحناء، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم. نتيجة لذلك، لا يحصل الدم بشكل كافٍ على الدماغ، مما يسبب الشعور بالدوار أو حتى الإغماء في بعض الحالات. هذا التغير في الضغط يحدث بسبب انخفاض القدرة على تنظيم الأوعية الدموية في الجسم، ما يؤدي إلى تدفق غير كافٍ للدم إلى الدماغ.

هذا وتعتبر الأذن الداخلية مسؤولة عن الحفاظ على توازن الجسم، وأي اضطراب في هذه المنطقة قد يؤدي إلى الدوار. عندما يتحرك الشخص بسرعة أو ينحني، قد يؤدي تحرك السوائل في الأذن الداخلية إلى تأثيرات تؤدي إلى الإحساس بالدوار. الحالات مثل الدوار الوضعي الانتيابي الحميد هي أحد الأسباب الرئيسية التي تسبب الدوار عند تغيير الوضعية فجأة. في هذه الحالة، يحدث اضطراب في حركة الحبيبات الدقيقة في الأذن الداخلية، مما يسبب إحساسًا بالدوار عند الانحناء أو التحرك في أوضاع معينة.

من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الشعور بالدوار عند الانحناء هي مشكلات في العنق أو العمود الفقري. يمكن أن تؤدي التشنجات العضلية أو اضطرابات في الفقرات العنقية إلى الضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم. هذا الضغط قد يعيق تدفق الدم ويؤدي إلى الشعور بالدوار عند الانحناء أو تحريك الرأس بشكل مفاجئ. مشاكل مثل الديسك العنقي أو التهاب المفاصل في الرقبة يمكن أن تساهم في هذه المشكلة.

كما يمكن أن يكون نقص مستويات السكر في الدم سببًا آخر للشعور بالدوار عند الانحناء. عندما ينخفض مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، قد يتأثر الدماغ بسبب نقص الطاقة اللازمة لعمله بشكل سليم. هذا قد يؤدي إلى الشعور بالدوار أو الضعف العام. الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غير متوازن قد يكونون أكثر عرضة لتقلبات مستويات السكر في الدم.

وأيضاً، تلعب العوامل النفسية مثل التوتر والقلق دورًا في الشعور بالدوار. عند التوتر الشديد، يفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين التي يمكن أن تؤثر على الدورة الدموية وتسبب زيادة في ضربات القلب أو تقلبات في ضغط الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار. بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب القلق الشعور بالدوار كجزء من استجابة الجسم للضغوط النفسية.

بالإضافة إلى بعض الأدوية التي قد تسبب الشعور بالدوار عند الانحناء، خاصة إذا كانت تؤثر على ضغط الدم أو تدفق الدم إلى الدماغ. الأدوية مثل مدرات البول، مضادات الاكتئاب، أو الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات القلب قد تكون من بين الأسباب المحتملة التي تزيد من الشعور بالدوار عند تغيير وضع الجسم فجأة. إذا كان الشخص يتناول أدوية معينة ويشعر بالدوار بشكل متكرر، يجب عليه استشارة الطبيب لمراجعة الأدوية وجرعاتها.

ختاماً، إنّ الشعور بالدوار عند الانحناء هو عرض شائع يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب صحية، مثل التغيرات المفاجئة في ضغط الدم، اضطرابات الأذن الداخلية، مشاكل العنق أو العمود الفقري، نقص السكر في الدم، التوتر، أو الآثار الجانبية للأدوية. في حالة تكرار الشعور بالدوار أو ترافقه مع أعراض أخرى مثل الصداع أو الغثيان، من المهم استشارة الطبيب لتشخيص السبب الدقيق ووضع خطة علاجية مناسبة.

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار