اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعَدّ الجماع المؤلم، أو ما يُعرف طبيًا بعسر الجماع، مشكلة شائعة تعاني منها العديد من النساء، حيث يشعرن بألم أثناء أو بعد العلاقة الحميمة. يمكن أن يكون هذا الألم طفيفًا أو شديدًا لدرجة تؤثر على جودة الحياة والعلاقة الزوجية. تتعدد أسباب عسر الجماع بين العوامل الجسدية والنفسية، وتتطلب التشخيص الدقيق والعلاج المناسب لاستعادة الراحة أثناء العلاقة الزوجية.

تتعدد الأسباب الطبية التي قد تؤدي إلى الشعور بالألم أثناء الجماع، ومن أبرزها الجفاف المهبلي، الذي يحدث غالبًا نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، كما هو الحال بعد انقطاع الطمث أو بسبب الرضاعة الطبيعية أو استخدام بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية الحساسية. يؤثر نقص الترطيب على مرونة الأنسجة المهبلية، مما يؤدي إلى الاحتكاك المسبب للألم.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون التهابات المهبل أو التهابات المسالك البولية أحد الأسباب الشائعة لعسر الجماع، حيث تؤدي هذه الالتهابات إلى تهيّج الأنسجة المهبلية وزيادة الحساسية للألم. كما يمكن أن تتسبب الأمراض الجلدية مثل الإكزيما أو الحزاز المتصلب في تهيّج المنطقة التناسلية، مما يؤدي إلى الشعور بالألم أثناء العلاقة الحميمة.

هناك أيضًا حالات طبية أكثر تعقيدًا مثل التهاب بطانة الرحم أو متلازمة تكيس المبايض، حيث تسبب هذه الاضطرابات تهيّج الأنسجة المحيطة بالرحم والمبيض، مما يؤدي إلى الشعور بالألم أثناء الجماع. كما يمكن أن تؤدي الأورام الليفية أو تضيّق المهبل الناتج عن العمليات الجراحية السابقة أو العلاج الإشعاعي إلى عسر الجماع.

هذا ولا تقتصر أسباب الجماع المؤلم على العوامل الجسدية فقط، بل تلعب العوامل النفسية دورًا كبيرًا في ذلك. القلق والتوتر، بالإضافة إلى التجارب السابقة السلبية مثل الاعتداء الجنسي أو الألم المزمن غير المُعالَج، يمكن أن تؤدي إلى تشنج عضلات الحوض بشكل لا إرادي، وهي حالة تُعرف باسم التشنج المهبلي.

كما أن الاكتئاب والمشاكل العاطفية بين الشريكين قد تؤثر على الاستجابة الجنسية، مما يزيد من احتمالية الشعور بالألم أثناء العلاقة. يمكن أن تؤدي التوقعات السلبية أو الخوف من الألم إلى شد عضلات الحوض، مما يزيد من صعوبة الإيلاج ويؤدي إلى زيادة الألم مع مرور الوقت.

عند الشعور بألم متكرر أثناء الجماع، من الضروري استشارة طبيب مختص لإجراء فحوصات تشخيصية تشمل الفحص البدني، وتحليل التاريخ الطبي، وأحيانًا الفحوصات المخبرية أو التصوير بالأشعة للكشف عن أي مشكلات صحية كامنة.

يعتمد العلاج على تحديد السبب الرئيسي للمشكلة، ففي حالة الجفاف المهبلي، قد يوصي الطبيب باستخدام مرطبات ومزلقات طبية أو العلاج بالهرمونات التعويضية عند الضرورة. أما إذا كان السبب هو العدوى أو الالتهابات، فقد يتطلب الأمر تناول المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات للقضاء على المشكلة.

في الحالات التي يكون فيها السبب نفسيًا أو ناتجًا عن التشنج المهبلي، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الجنسي في تحسين الاستجابة النفسية وتقليل الألم. كما يمكن أن تفيد تقنيات الاسترخاء وتمارين قاع الحوض في تحسين مرونة العضلات وتقليل التوتر أثناء العلاقة الحميمة.

إلى ذلك، يُعتبر عسر الجماع مشكلة شائعة ولكنها قابلة للعلاج عند تحديد السبب والتعامل معه بشكل مناسب. من الضروري أن يكون هناك حوار مفتوح بين الشريكين لمعالجة أي مخاوف نفسية أو جسدية، إضافة إلى استشارة طبيب مختص عند الحاجة. الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية يمكن أن يسهم في تحسين جودة الحياة الجنسية وتعزيز العلاقة الزوجية.

 

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار