يصل رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، اليوم إلى المملكة العربية السعودية في زيارة تحمل دلالات بارزة، وسط ترقّب لمسار العلاقات اللبنانية-السعودية وما قد تحمله من تطورات إيجابية. ورغم أن الزيارة تشكّل خرقًا مهمًا في الشكل، إلا أن الأنظار تتّجه إلى إمكان تحقيق اختراق فعلي في المضمون، خصوصًا في ظل التوجه الدولي الذي يربط أي دعم مالي أو مساعدات للبنان بإصلاحات واضحة وشروط سياسية محددة. وعلى الرغم من عدم توقّع قرارات كبيرة أو توقيع اتفاقيات خلال هذه الزيارة، فإن إشارات إيجابية قد تظهر في الأفق، ما يعزز مناخ التفاؤل بشأن مستقبل العلاقات الثنائية.
أم الصبي
وتقول مصادر وزارية ان «الزيارة بحد ذاتها خرق كبير وانجاز بعد سنوات من انقطاع الزيارات الرسمية بين لبنان والمملكة. فحتى ولو لم تتخللها خطوات كبيرة من الرياض باتجاه بيروت الا ان مجرد فتح صفحة جديدة من العلاقات كاف في هذه المرحلة على ان تتخذ قرارات تباعا تعيد الزخم لهذه العلاقات باعتبار ان المملكة تعتبر نفسها في العهد اللبناني الجديد «أم الصبي» وهي لن توفر جهدا لانجاحه من دون ان يعني ذلك عودة لازمنة سابقة حيث تتدفق المساعدات من دون حسيب او رقيب». وتضيف المصادر لـ «الديار»: «لم يعد خافيا ان القيادة السعودية الجديدة لا تشبه بشيء ما كانت عليه في السنوات الماضية وبالتالي لا احد يتوقع اي اجراءات كبيرة، اقله قبل قيام لبنان بواجباته بالسياسة، والاهم بالاصلاحات المالية والقضائية».
وينتقل عون من السعودية الى مصر حيث يشارك الثلاثاء في القمة العربية المفترض ان تبحث تطورات الوضع في غزة، على ان يكون هناك موقف عربي موحد بما يتعلق بطروحات تهجير اهل القطاع. وتشير المصادر الى جهود لبنانية تبذل كي يتطرق البيان الختامي للقمة الى مواصلة اسرائيل احتلال نقاط استراتيجية جنوب لبنان، على ان تكون هناك دعوة لانسحاب فوري منها والالتزام باتفاق وقف اطلاق النار كاملا.
حزب الله: لن نرفع راية الاستسلام
وفي سلسلة مواقف اطلقها نواب من حزب الله يوم امس، ارسل الحزب مجموعة رسائل للداخل والمجتمع الدولي. فاعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عزالدين ان «المقاومة التي أخرَجت العدوّ من الأرض بالقوة تشكّل عنصر أمن واستقرار لشعبها ولناسها ولمجتمعها»، قائلا:»لا أظنّ أن عاقلاً في لبنان يمكن أن يفرّط بهذه القوة والقدرة التي هي لمصلحة الشعب اللبناني ولمصلحة الوطن ولمصلحة لبنان حتى يبقى سيداً حراً مستقلاً. طالما هناك مقاوم ينبض قلبه فلبنان لن يكون إسرائيليًّا ولن يكون مطبّعًا ولن يرفع راية الاستسلام». وشدد على ان رهان البعض أن «لبنان قد يدخل في العصر الإسرائيلي فهو رهان خاسر وباطل وستبقى المقاومة بقدراتها وقوّتها». وتابع: «نحن نعتبر أن المقاومة من حقّها عندما لا تستطيع الحكومة أو الدولة القيام بواجباتها الوطنية ومسؤولياتها في الدفاع عن الأرض والحفاظ على أمن شعبها وحدودها وسيادتها فالمقاومة سيكون لها الحقّ المشروع والذي تؤكده كلّ الأديان السماوية وكل القوانين الدولية وكل الاعراف والمواثيق وأيضا تؤكده الفطرة الإنسانية عندما يواجه الانسان معتديا، فهو من حقه الدفاع عن نفسه والدفاع عن ارضه وشرفه وكرامته وعرضه وماله».
من جهته، أكد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب الدكتور علي المقداد على ان «حزب الله استعاد عافيته واستكمل كل هيكليته التنظيمية، والعلاقة مع البيئة الشعبية الحاضنة، ازدادت رسوخا وثباتا وتصميما». واذ طالب الدولة بـ «تنفيذ ما تعهّدت به في خطاب القسم والبيان الوزاري، بالدفاع عن لبنان، وإعادة الإعمار»، شدد على «ضرورة أن تتحمل الدولة مسؤولياتها في ملف إعادة الإعمار، وعدم ربطه بأي شروط سياسية أو تمس بالسيادة اللبنانية».
اما عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي، فأشار الى ان «الحكومة التزمت العمل على دحر الاحتلال وتحرير الأرض وإعادة الإعمار ونحن ننتظر الأفعال وليس الأقوال».
واشارت مصادر مطلعة على موقف حزب الله ان وقوف الحزب راهنا خلف الدولة لتحرير الارض لا يعني اطلاقا تسليم السلاح والاستسلام، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «الحزب قالها اكثر من مرة وابلغ المعنيين بذلك لجهة ان ما يقوم به لبنان الرسمي حتى الساعة غير كاف لدحر الاحتلال، ولذلك ستبقي المقاومة يدها على الزناد للتدخل بالوقت المناسب لوضع حد للعربدة الاسرائيلية».
سلاح تجويع غزة... على الطاولة
وعلى خط غزة، واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي سياساته الإجرامية واللاانسانية فأعلن يوم امس تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة، وحذر من «عواقب أخرى» على حركة «حماس» إذا لم تقبل مقترح تمديد مؤقت للهدنة في قطاع غزة.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «قرر رئيس الوزراء بدءاً من صباح اليوم (الأحد)، تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة». وأضاف البيان: «إسرائيل لن تقبل وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح رهائننا. إذا استمرت (حماس) في رفضها، فستكون هناك عواقب أخرى».
بدورها، اعتبرت «حماس» إن قرار نتنياهو وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة «ابتزاز رخيص»، و «جريمة حرب، وانقلاب سافر» على اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع فيما حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من مخاطر قرار الحكومة الإسرائيلية منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقالت إن هذا القرار سيكون له نتائج كارثية في ظل المعاناة الهائلة في القطاع، خصوصاً في شهر رمضان.
ودانت مصر قرار إسرائيل فرض حصار كامل على قطاع غزة، واتهمتها بـ «استخدام التجويع سلاحاً». وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن من المهم تنفيذ بقية التزامات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
ولم تكتف اسرائيل بالتحذيرات، بل واصلت عملياتها العسكرية على الارض. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 4 أشخاص وإصابة 6 آخرين؛ جراء استهداف الجيش الإسرائيلي لمناطق متعددة بالقطاع، الأحد.
وأضافت الوزارة في بيان أن إجمالي عدد القتلى بلغ 116 والمصابين 490 شخصاً منذ إعلان وقف إطلاق النار.
يتم قراءة الآن
-
عون في السعوديّة لفتح صفحة جديدة في العلاقات سلام: لا شروط سياسيّة لإعادة الإعمار... المواجهة بدأت التعيينات بالترتيب: أمنيّة ــ ماليّة ــ ديبلوماسيّة ــ قضائيّة
-
ماذا يفعل ترامب بالقادة العرب ؟
-
عون في الرياض اليوم... ترقّب لاختراق كبير نتنياهو يستخدم سلاح التجويع في غزة خلال رمضان حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
-
إنفجار مرفأ بيروت... معلومات صادمة قد تظهر للعلن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:34
محلقة اسـرائيلية تبث كلمات تهديد وتحريض ضد الأهالي فوق بلدة كفردونين وبير سلاسل واطراف بلدة الشهابية
-
13:28
المفوضية الأوروبية: سنقدم خطة شاملة لدعم أوكرانيا وتعزيز الدفاع الأوروبي
-
13:27
فايننشال تايمز عن مسؤول بريطاني: لم يتم الاتفاق على هدنة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة شهر
-
12:47
منصة إعلامية إسرائيلية: في "الشاباك" ينفون التقرير في "القناة الـ14" بشأن إنهاء رئيس "الشاباك" مهامه الشهر المقبل
-
12:46
"الميادين": الاحتلال يرفع ساتراً ترابياً جديداً على طريق عديسة لمنع الأهالي من الوصول لممتلكاتهم
-
12:46
منصة إعلامية إسرائيلية: رئيس "الشاباك" سينهي مهامه الشهر المقبل
