اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تؤدي الغدة الدرقية دورًا أساسيًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك عملية التمثيل الغذائي، وتنظيم درجة الحرارة، والتحكم في مستوى الطاقة. ومن أجل الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام، يجب أن تعمل هذه الغدة بشكل سليم. ولكن عندما يحدث خلل في وظائف الغدة الدرقية، سواء كانت زيادة في نشاطها (فرط الدرقية) أو نقصًا في نشاطها (قصور الدرقية)، فإن ذلك قد يؤثر بشكل كبير في العديد من الجوانب الصحية، من بينها القدرة على الإنجاب. يعد اضطراب الغدة الدرقية أحد العوامل المجهولة التي يمكن أن تؤثر في خصوبة المرأة، لذلك من المهم فهم كيف يمكن أن يتداخل هذا الاضطراب مع عملية الحمل.

فرط نشاط الغدة الدرقية، أو زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية التي تعيق الحمل. تؤدي هذه الزيادة إلى تسريع العمليات الأيضية في الجسم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية. النساء المصابات بفرط الدرقية قد يعانين من فترات غير منتظمة أو غياب الدورة الشهرية تمامًا. إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، فإن فرص التبويض تقل بشكل كبير، مما يزيد من صعوبة الحمل. كما أن فرط الدرقية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الرحم مثل انقباضات الرحم التي تعيق وصول البويضة الملقحة إلى جدار الرحم.

من المعروف أيضًا أن فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يؤثر في مستويات هرمونات أخرى في الجسم مثل البرولاكتين، وهو الهرمون الذي يؤدي دورًا في إنتاج الحليب ولكن أيضًا يؤثر في القدرة على الإباضة. في بعض الحالات، قد يتسبب فرط نشاط الغدة الدرقية بإفراز غير طبيعي للبرولاكتين، مما يؤدي إلى انخفاض فرص الحمل.

على الجانب الآخر، يعد قصور الغدة الدرقية (أي نقص إفراز هرمونات الغدة الدرقية) أيضًا من العوامل التي تؤثر سلبًا في الخصوبة. في هذا الاضطراب، لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات اللازمة لعمليات الجسم الطبيعية. نتيجة لذلك، تتأثر الدورة الشهرية أيضًا، مما يؤدي إلى تأخر الإباضة أو غيابها. هذا يعني أن المرأة قد تواجه صعوبة في حدوث الحمل، خاصة إذا كان القصور في الغدة الدرقية غير معالج أو غير مُشخص بشكل مبكر.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي القصور الدرقية إلى ضعف جودة البويضات، ما قد يؤثر في نجاح الإخصاب. كما أن انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية يمكن أن يتسبب  بصعوبة في نمو بطانة الرحم بالشكل الذي يسمح للجنين بالانغراس بشكل صحيح، مما يزيد من احتمالية حدوث إجهاض في مراحل الحمل المبكرة.

هذا وتشير الدراسات إلى أن النساء المصابات باضطرابات في الغدة الدرقية، سواء فرط النشاط أو قصوره، قد يكن أكثر عرضة للإجهاض المتكرر. في حالة قصور الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي نقص الهرمونات الدرقية إلى حدوث مشاكل في تكوين الجنين أو في عملية انغراس الجنين في الرحم، مما قد يؤدي إلى الإجهاض. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي فرط النشاط إلى تشوهات في تطور الجنين، مما يزيد من خطر الإجهاض أيضًا. لهذا السبب، يُنصح النساء اللواتي يعانين من اضطرابات في الغدة الدرقية بمحاولة الحفاظ على مستويات هرمون الغدة الدرقية ضمن المعدلات الطبيعية قبل التخطيط للحمل.

من المهم أن يتم تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية بشكل دقيق في أقرب وقت ممكن، خاصة إذا كانت المرأة تخطط للحمل أو تعاني من صعوبة في الإنجاب. يمكن للأطباء إجراء اختبارات دم لقياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية، مثل TSH (الهرمون المنشط للغدة الدرقية) وT4 الحر وT3 الحر. إذا تبين أن المرأة تعاني من اضطراب في الغدة الدرقية، قد يُوصى بتلقي العلاج الذي يشمل تناول الأدوية التي تساعد على تنظيم مستويات الهرمونات.

إذا كان الشخص يعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية، يمكن أن يتم علاجه باستخدام الأدوية المضادة للغدة الدرقية أو العلاج باليود المشع. أما في حالة قصور الغدة الدرقية، فإن العلاج يتطلب غالبًا تناول هرمون الغدة الدرقية الصناعي. يمكن أن تساعد هذه العلاجات في استعادة توازن الهرمونات في الجسم، مما يعزز فرص الحمل.

عند علاج اضطراب الغدة الدرقية، من المهم أن تتابع المرأة حالتها بشكل مستمر مع الطبيب المختص لضمان أن مستويات الهرمونات تبقى ضمن الحدود الطبيعية. هذا يساهم في تحسين فرص الحمل ويقلل من احتمالية حدوث مضاعفات خلال فترة الحمل.

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار