اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعتبر الشعر من العناصر الأساسية التي تعكس صحة الجسم، حيث يمكن أن يكون مؤشرا على توازن العناصر الغذائية والحالة الصحية العامة. وعلى الرغم من أن تساقط الشعر قد يكون طبيعيا في بعض الحالات، إلا أن هناك العديد من الأسباب المرضية التي قد تؤدي إلى فقدانه بشكل مفرط، مما يجعله عرضًا لمشاكل صحية أعمق.

يرتبط تساقط الشعر بالعديد من الحالات المرضية، ومن أبرزها اضطرابات الغدة الدرقية، حيث يؤدي فرط نشاط الغدة أو قصورها إلى خلل في نمو الشعر وتساقطه بشكل ملحوظ. كما يرتبط نقص الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والبيوتين والزنك بضعف بصيلات الشعر وتكسرها، مما يؤدي إلى تساقطه. إضافةً إلى ذلك، تُعتبر الأمراض المناعية مثل الثعلبة البقعية من الحالات الشائعة التي تهاجم فيها خلايا المناعة بصيلات الشعر، مما يتسبب في فقدان الشعر في مناطق معينة من فروة الرأس أو الجسم.

كما تلعب العوامل الهرمونية دورا محوريا في صحة الشعر، حيث تؤثر التغيرات الهرمونية بشكل مباشر على دورة نمو الشعر وقوته. عند النساء، يُعتبر الحمل من الفترات التي تشهد تغيرات هرمونية كبيرة، حيث ترتفع مستويات هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى إطالة مرحلة نمو الشعر وتقليل تساقطه. ومع ذلك، بعد الولادة، تنخفض مستويات الإستروجين بشكل حاد، مما يسبب تساقطًا ملحوظًا للشعر يُعرف بـ "تساقط ما بعد الولادة"، وهو أمر مؤقت لكنه قد يستمر لعدة أشهر قبل أن يعود الشعر إلى طبيعته.

أما خلال مرحلة انقطاع الطمث، فإن انخفاض مستويات الإستروجين والبروجستيرون يؤثر سلبًا على كثافة الشعر، حيث تصبح البصيلات أضعف وتنخفض قدرتها على إنبات شعر جديد. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ارتفاع نسبة هرمون الأندروجين عند بعض النساء إلى ترقق الشعر وتساقطه بطريقة تشبه الصلع الذكوري، خاصة في مقدمة الرأس.

عند الرجال، يرتبط تساقط الشعر الوراثي، المعروف بـ "الصلع الذكوري"، بتأثير هرمون الديهدروتستوستيرون (DHT)، وهو مشتق من هرمون التستوستيرون. يؤدي هذا الهرمون إلى تقلص بصيلات الشعر تدريجيًا، مما يقلل من قدرتها على إنبات شعر جديد ويجعل الشعر أضعف وأرق حتى يتوقف عن النمو تمامًا. هذا النوع من التساقط عادةً ما يبدأ في مقدمة الرأس أو أعلى فروة الرأس، وقد يصبح أكثر وضوحًا مع التقدم في العمر.

أما الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتساقط الشعر المرضي، فتشمل النساء أكثر من الرجال، وذلك بسبب العوامل الهرمونية المتقلبة التي تؤثر على دورة نمو الشعر. كما أن الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم أو سوء التغذية يكونون أكثر عرضة لتساقط الشعر، نظرًا لنقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد، والزنك، والبيوتين، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في دعم صحة الشعر وتقوية البصيلات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التوتر والإجهاد المزمن يُعدان من العوامل الرئيسية التي تؤثر على صحة الشعر، حيث يؤدي الإجهاد إلى اضطراب في دورة نمو الشعر، مما يؤدي إلى زيادة تساقطه بشكل مفاجئ. في بعض الحالات، قد يتسبب التوتر في حالة تُعرف باسم "تساقط الشعر الكربي"، حيث ينتقل عدد كبير من بصيلات الشعر إلى مرحلة التساقط بشكل أسرع من المعتاد، مما يؤدي إلى فقدان الشعر بكثافة في فترة قصيرة.

وبالتالي، فإن العوامل الهرمونية إلى جانب التغذية والتوتر تلعب دورًا حاسمًا في صحة الشعر، مما يجعل العناية المتوازنة بالجسم من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وإدارة التوتر، ومراقبة التغيرات الهرمونية أمرًا ضروريًا للحفاظ على شعر قوي وصحي.

في الختام، يعد تساقط الشعر مؤشرًا مهمًا على صحة الجسم، وقد يكون ناتجًا عن حالات مرضية تحتاج إلى تشخيص وعلاج. لذلك، فإن استشارة الطبيب عند ملاحظة فقدان الشعر بشكل غير طبيعي تعد خطوة ضرورية لتحديد السبب الأساسي واتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على صحة الشعر واستعادة نموه.

 

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار