اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


السكري الكاذب هو حالة طبية نادرة تصيب الأفراد، بسبب خلل في تنظيم إفراز البول في الجسم، ويشترك في بعض الأعراض مع مرض السكري، ولكن مع اختلافات جوهرية. على الرغم من تشابه الأسماء، فإن السكري الكاذب ليس له أي علاقة بداء السكري، الذي يؤثر على مستويات السكر في الدم. بدلاً من ذلك، يسبب السكري الكاذب إفراز كميات كبيرة من البول، وهو ما يؤدي إلى شعور مستمر بالعطش. كما أن المريض يعاني من زيادة ملحوظة في كمية البول، لكن البول يكون خفيفًا من حيث التركيز، ويغلب عليه الشفافية وعدم وجود رائحة.

هناك نوعان رئيسيان من السكري الكاذب:

- السكري الكاذب المركزي: هو الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما تتعرض الغدة النخامية للإصابة أو التلف، مما يؤدي إلى عجزها عن إفراز هرمون "أرجينين فاسوبريسين" بشكل كافٍ، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم إفراز البول.

- السكري الكلوي الكاذب: يحدث عندما تكون الكلى غير قادرة على الاستجابة بشكل صحيح لهذا الهرمون، مما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من البول غير المركّز.

أما النوع الثالث، السكري الكاذب الحملي، فيحدث أثناء الحمل عندما تقوم المشيمة بإنتاج إنزيم يدمر هذا الهرمون. ويعتبر هذا النوع نادر الحدوث.

يعود سبب السكري الكاذب إلى نقص في إنتاج هرمون "أرجينين فاسوبريسين" أو عدم قدرة الكلى على الاستجابة له بشكل صحيح. هرمون فاسوبريسين يتم إفرازه من الغدة النخامية ويعمل على تنظيم حجم السوائل في الجسم والتحكم في توازن الماء. قد يكون سبب هذا النقص خللًا وراثيًا أو قد ينجم عن عوامل مكتسبة مثل الإصابات أو الأورام التي تصيب الغدة النخامية أو مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم هذا الهرمون.

هذا توجد عدة عوامل قد تزيد من احتمال الإصابة بالسكري الكاذب، حيث يمكن أن تؤدي العدوى التي تؤثر على الغدة النخامية أو الدماغ إلى خلل في إنتاج الهرمونات المسؤولة عن تنظيم توازن السوائل في الجسم. كما أن أورام الدماغ قد تتسبب في الضغط على الغدة النخامية، مما يؤدي إلى اضطرابات هرمونية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التهابات الدماغ قد تؤثر على الأنسجة المسؤولة عن إنتاج الهرمونات الضرورية. كما أن الإصابات في الرأس، خاصة تلك التي تؤدي إلى تلف في الغدة النخامية، قد تكون من العوامل المسببة للسكري الكاذب. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تؤثر بعض الأدوية، مثل الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب ثنائي القطب، على قدرة الجسم في إنتاج أو استخدام الهرمونات بشكل صحيح، مما يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة.

أما الأعراض الرئيسية للسكري الكاذب، فتتمثل في الشعور بالعطش الشديد وزيادة كمية البول الذي يكون خفيفًا أو غير مركّز. ويلاحظ أيضًا حدوث التبول الليلي بكثرة، مما قد يؤثر على جودة النوم. في حالة الأطفال والرضع، قد تكون الأعراض أكثر وضوحًا، حيث تشمل البكاء المستمر دون سبب واضح، صعوبة في النوم، ارتفاع درجة الحرارة، القيء والإسهال، بالإضافة إلى تأخر في النمو وفقدان الوزن بشكل غير طبيعي.

من الضروري زيارة الطبيب فورًا إذا كان الشخص يعاني من شعور دائم بالعطش أو جفاف شديد، فقد تكون هذه الأعراض مرتبطة بحالة السكري الكاذب أو بحالات أخرى تستدعي التشخيص والعلاج المبكر. فكلما تم التشخيص في وقت مبكر، زادت فرص التحكم في الأعراض وتجنب المضاعفات الخطرة.

وفي حال عدم التحكم في السكري الكاذب بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدة مضاعفات صحية، مثل الجفاف الشديد الذي يهدد الحياة، ونقص الأملاح في الجسم، مما قد يؤدي إلى تشنجات عضلية خطرة، بل وقد تتطور الحالة إلى الغيبوبة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.

 

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار