اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الماء عنصر أساسي للحياة، وهو ضروري للحفاظ على وظائف الجسم الحيوية، من ترطيب الخلايا إلى تنظيم درجة الحرارة والتخلص من السموم. ومع ذلك، فإن توقيت تناول الماء وكميته قد يكون لهما تأثيرات غير متوقعة في جودة النوم والصحة العامة. وبينما ينصح بشرب الماء بانتظام طوال اليوم، فإن الإفراط في تناوله قبل النوم قد يتسبب ببعض المشكلات الصحية التي تؤثر في الراحة الليلية وأداء الجسم.

فالإفراط في شرب الماء قبل النوم يؤدي إلى امتلاء المثانة بسرعة، مما يجبر الشخص على الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل للتبول، وهي حالة تُعرف باسم التبول الليلي. هذا الاضطراب يؤدي إلى تقطع النوم، مما يمنع الجسم من الدخول في مراحل النوم العميق الضرورية لاستعادة الطاقة وتعزيز صحة الدماغ والجهاز المناعي.

النوم المتقطع الناتج من كثرة الاستيقاظ لدخول الحمام يمكن أن يسبب الإرهاق والتوتر واضطرابات المزاج. فعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤثر سلبًا في التركيز والذاكرة، ويزيد من خطر القلق والاكتئاب. كما أن الاستمرار في هذه العادة قد يؤدي إلى ضعف الأداء اليومي وزيادة الشعور بالخمول والتعب المستمر.

إنّ الكلى تعمل بشكل مستمر لتصفية السوائل والسموم من الجسم، ولكن شرب كميات كبيرة من الماء في وقت متأخر من اليوم قد يزيد العبء عليها، خاصة خلال الليل عندما يكون نشاط الجسم أقل. وعلى المدى الطويل، قد يؤدي هذا الضغط المتكرر إلى إرهاق الكلى وزيادة خطر اضطرابات الكلى والتهابات المسالك البولية.

الإفراط في تناول الماء يمكن أن يؤدي إلى انخفاض تركيز الصوديوم في الدم، وهي حالة تُعرف باسم نقص صوديوم الدم . هذه الحالة قد تسبب أعراضًا مثل الدوخة، الغثيان، الصداع، وفي الحالات الشديدة قد تؤدي إلى تشنجات واضطرابات خطرة في وظائف الدماغ. تناول الماء بكثرة قبل النوم يزيد من خطر هذه الحالة، خاصة لدى الأشخاص الذين يتبعون حمية منخفضة الصوديوم.

كما أنّ الأشخاص الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي قد يجدون أن شرب الماء بكميات كبيرة قبل النوم يزيد من أعراضهم، حيث يؤدي امتلاء المعدة بالسوائل إلى زيادة الضغط على الصمام الفاصل بين المعدة والمريء، مما يسهل عودة الأحماض المعدية إلى المريء، وبالتالي يسبب الحرقة وعدم الراحة أثناء النوم.

للحفاظ على ترطيب الجسم دون التأثير سلبًا في النوم، يُنصح بتوزيع كمية الماء على مدار اليوم، والتركيز على شربه خلال ساعات النهار. كما يُفضل تقليل استهلاك الماء قبل النوم بساعتين على الأقل، مما يمنح الجسم الوقت الكافي للتخلص من السوائل الزائدة قبل الاستلقاء للنوم.

على الرغم من أهمية شرب الماء للحفاظ على صحة الجسم، إلا أن توقيت تناوله يؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق الفوائد المرجوة منه. الإكثار من شرب الماء قبل النوم قد يؤدي إلى اضطرابات النوم، زيادة العبء على الكلى، اختلال توازن المعادن في الجسم، وزيادة أعراض الارتجاع المعدي. لذا، يُنصح بتنظيم شرب الماء خلال اليوم والتقليل منه في فترة المساء لضمان نوم هادئ وصحي.

 

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار