اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

أحدث مستشفى أوتيل ديو دو فرانس (HDF) في لبنان تحوّلًا كبيرًا في مجال الرعاية الصحية، عندما أعلن عن إدخال أول وأحدث نظام "روبوت" جراحي فيرسيوس (Versius) من كامبريدج ميديكال روبوتيكس (CMR) في لبنان، في خطوة تهدف إلى تحسين فعالية العمليات الجراحية ، وتقديم رعاية طبية فائقة للمرضى. وتُعتبر هذه الخطوة من أهم التحولات في قطاع الجراحة "الروبوتية" في المنطقة، حيث يتسم النظام الجديد بمرونته العالية وقدرته على العمل في مجالات متعددة مثل الجراحة النسائية، والصدرية، والمسالك البولية، والجراحة العامة.

هل لبنان حقًا في طليعة الجراحة "الروبوتية"؟

يُعتبر هذا النظام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية الحديثة في مجال الجراحة، ويهدف إلى تحسين الدقة وتقليل أوقات التعافي للمرضى، مما يُحسن تجربة العلاج بشكل عام. يتضمن النظام الجديد ميزات متقدمة مثل القدرة على التحكم الحساس والدقيق في الأدوات الجراحية، مما يقلل من التدخل البشري ، ويزيد من فرص نجاح العمليات بشكل عام.

لكن، على الرغم من الاحتفاء الواسع بهذا الإنجاز في وسائل الإعلام، لا يمكننا تجاهل الحقيقة بأن هذا الإنجاز ليس "الإنجاز الأول" في لبنان، كما يُروج له في بعض الأوساط الإعلامية، بل إن لبنان قد شهد العديد من التطورات المماثلة في السنوات الماضية، والتي ساهمت في توطين التقنيات الجراحية المتقدمة في البلاد، مما يثبت أن لبنان كان دائمًا في طليعة التطور في هذا المجال.

من 2017 الى 2020: "روبوتات"

 لبنانية تُغيّر مستقبل الجراحة!

في عام 2017، كانت الجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC) أول مستشفى في لبنان والمنطقة، التي استخدمت "الروبوت" الجراحي، لإجراء عملية استئصال ورم خبيث من الكلية مع الحفاظ عليها، وهو ما يُعتبر إنجازا كبيرا في ذلك الوقت. عملت هذه التقنية على دمج الواقع المعزز مع الجراحة "الروبوتية"، مما جعل العملية أكثر دقة وأقل خطرا على المرضى، وأدى إلى تقليل مدة التعافي بشكل كبير.

ثم جاء عام 2020 ليشهد العديد من الإنجازات التي كانت سباقة في استخدام "الروبوتات" في لبنان. فقد أطلق مستشفى المشرق الفرنسي روبوتا جراحيا جديدا يُدعى VINCI Xi da، الذي يُستخدم في العديد من العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة. وفي نفس العام، تم استخدام الذكاء الاصطناعي في مستشفى الفقيه لإجراء عملية جراحية معقدة في الجنوب اللبناني، ما يعكس التقدم التكنولوجي المستمر في القطاع الطبي اللبناني.

من المهندس الشاب الى الثورة الطبية...

 "روبوتات" لبنانية كافحت كورونا

أيضا، لم يقتصر الإبداع اللبناني على المستشفيات الكبرى فقط، بل استطاع المهندس الشاب طوني جورج أيوب في عام 2020 تصنيع "روبوتين" اصطناعيين لدعم مستشفى رفيق الحريري في مواجهة جائحة كورونا. أحد "الروبوتات" كان مخصصا لتعقيم غرف المرضى، بينما كان الآخر يُستخدم لفحص الخزعات، مما أضاف قيمة كبيرة في تعزيز سلامة المرضى، في فترة كانت فيها الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم تواجه تحديات غير مسبوقة.

من خلال هذه الإنجازات العديدة، نجد أن لبنان لم يكن غريبا عن تطور الجراحة "الروبوتية" والتقنيات الحديثة في مجال الرعاية الصحية، بل كان في طليعة الدول التي تبنّت هذه التقنيات في وقت مبكر. ولهذا، يُعتبر الترويج لهذا الإنجاز في مستشفى أوتيل ديو كـ "الأول" في لبنان أمرا مغلوطا إلى حد ما، ويُغفل دور العديد من المبادرات التي تم تنفيذها من قبل فرق طبية لبنانية، تعمل على إدخال هذه التقنيات في العديد من المستشفيات.

هل الجراحة "الروبوتية" بداية حقبة جديدة ؟

في النهاية، تُعتبر خطوة مستشفى "أوتيل ديو" خطوة هامة نحو تعزيز قدرات القطاع الطبي اللبناني، حيث يساهم النظام "الروبوتي" الجديد في تحسين جودة الرعاية الصحية، ويُعد بمثابة فرصة لتطوير الأبحاث والتدريب في هذا المجال. ومع ذلك، من المهم أن نُثني على الإنجازات السابقة التي كانت قد أُجريت في لبنان وتقدّمها في هذا المجال، حيث يستحق كل عامل في القطاع الطبي اللبناني التقدير على ما حققه من خطوات جريئة ومؤثرة، في تحسين جودة الرعاية الصحية في لبنان والمنطقة.

الأكثر قراءة

انجاز التعيينات الامنية الخميس... «تسوية» شقير وعبدالله أنقذتها؟ بري للخماسية: «وطني معاقب» واوتاغوس: مفاوضات الحدود قريبا الحجار يكسر الجمود... والبيطار على مشارف قرارات حاسمة!