اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعرف انخفاض ضغط الدم الموضعي، أو ما يُطلق عليه أيضًا انخفاض الضغط الانتصابي، بأنه هبوط مفاجئ في ضغط الدم عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف. يحدث هذا الانخفاض نتيجة لعدم قدرة الجهاز الدوري على التأقلم بسرعة مع تغير الوضعية، مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى الدماغ والشعور بالدوار أو الإغماء. يُعد هذا الاضطراب شائعًا لدى بعض الفئات، وقد يكون عابرًا أو مؤشرًا على مشكلة صحية كامنة.

تتنوع أسباب انخفاض ضغط الدم الموضعي بين الأسباب الفسيولوجية والحالات المرضية. أحد العوامل الشائعة هو الجفاف، حيث يؤدي نقص السوائل في الجسم إلى انخفاض حجم الدم، مما يقلل من قدرته على الحفاظ على ضغط مستقر عند تغيير الوضعية. كما أن الوقوف المفاجئ بعد فترة طويلة من الراحة أو النوم يمكن أن يُحدث اضطرابًا في توزيع الدم داخل الجسم.

هناك أيضا حالات مرضية قد تؤدي إلى هذه المشكلة، مثل اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي التي تؤثر على تنظيم ضغط الدم، ومرض السكري الذي يمكن أن يُسبب تلف الأعصاب المسؤولة عن التحكم في الأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأدوية مثل مدرات البول وأدوية ارتفاع ضغط الدم ومضادات الاكتئاب قد تساهم في حدوث انخفاض الضغط عند الوقوف.

هذا ولا يُعتبر انخفاض ضغط الدم الموضعي خطرا في جميع الحالات، لكنه قد يكون مزعجا ويتسبب في أعراض غير مريحة. من أبرز الأعراض الدوخة، عدم الاتزان، تشوش الرؤية، والإغماء، والتي قد تؤدي إلى زيادة خطر السقوط والإصابات، خصوصًا لدى كبار السن. في بعض الحالات، قد يشير الانخفاض المتكرر لضغط الدم إلى اضطراب في القلب أو الأوعية الدموية، ما يستدعي مراجعة الطبيب لتحديد السبب الأساسي وعلاجه.

في الحالات الأكثر خطورة، قد يؤدي انخفاض الضغط الموضعي إلى نقص تدفق الدم إلى الدماغ بشكل متكرر، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو ضعف الإدراك، خاصة لدى كبار السن أو المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.

إلى ذلك، تتعدد الفئات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بانخفاض ضغط الدم الموضعي، وأبرزها كبار السن، إذ تقل كفاءة الجهاز العصبي القادر على تنظيم ضغط الدم مع التقدم في العمر. كما أن مرضى السكري والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، مثل ضعف عضلة القلب أو اضطرابات صمامات القلب، يكونون أكثر عرضة لهذا النوع من الانخفاض.

النساء الحوامل أيضًا قد يعانين من انخفاض الضغط نتيجة التغيرات الهرمونية وزيادة حجم الدم، ما قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ عند الوقوف بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الرياضيين الذين يتعرضون للإجهاد الحراري أو الجفاف بسبب التمارين المكثفة قد يعانون من انخفاض ضغط الدم عند تغيير وضعية الجسم.

يمكن الوقاية من انخفاض ضغط الدم الموضعي عبر اتخاذ بعض التدابير البسيطة، مثل تجنب الوقوف المفاجئ، خاصة عند الاستيقاظ من النوم، وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم. كما يُنصح بارتداء الجوارب الضاغطة التي تساعد على تحسين تدفق الدم إلى القلب، وتناول وجبات صغيرة ومتكررة للحفاظ على استقرار ضغط الدم.

أما بالنسبة للعلاج، فإنه يعتمد على السبب الكامن وراء الحالة. في الحالات البسيطة، قد يكون تعديل نمط الحياة كافيًا لتجنب الأعراض، لكن في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يصف الطبيب أدوية تساهم في رفع ضغط الدم أو تحسين استجابة الجهاز العصبي لتنظيمه.

أخيراً، ُيعد انخفاض ضغط الدم الموضعي حالة شائعة لكنها قد تكون مزعجة أو حتى خطيرة لدى بعض الفئات. كبار السن، مرضى السكري، الحوامل، والأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية، هم الأكثر عرضة للإصابة به. من خلال اتباع عادات صحية مناسبة، يمكن التخفيف من الأعراض وتقليل المخاطر المرتبطة بهذه الحالة. وفي حال تكررت الأعراض أو أصبحت أكثر حدة.

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار