اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في السنوات الأخيرة، ازدادت الاعتمادية على طاقة الرياح كمصدر مستدام ونظيف للطاقة، حيث تُعتبر توربينات الرياح بديلاً بيئيًا عن الوقود الأحفوري، مما يساهم في تقليل انبعاثات الكربون وحماية البيئة. ومع ذلك، ظهرت مخاوف متزايدة بشأن الآثار الصحية المحتملة التي قد تسببها هذه التوربينات للأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها، وهو ما يُعرف باسم "متلازمة توربينات الرياح". ورغم أن هذه الحالة لا تزال موضع جدل بين الباحثين، إلا أن العديد من الأشخاص أبلغوا عن أعراض جسدية ونفسية ترتبط بالتعرض المستمر لهذه التوربينات.

متلازمة توربينات الرياح هي مصطلح غير طبي رسميًا، لكنه يُستخدم لوصف مجموعة من الأعراض الصحية، التي يُعتقد أنها ناجمة عن التعرّض المستمر لصوت وضغط الهواء المنخفض الصادر عن توربينات الرياح. يشير البعض إلى أن الضوضاء المنخفضة التردد والاهتزازات الناتجة عن هذه التوربينات، يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي والسمعي، مما يؤدي إلى ظهور مشاكل صحية لدى الأفراد القاطنين بالقرب من مزارع الرياح.

تختلف الأعراض التي يُبلغ عنها الأفراد المتأثرون بهذه الظاهرة، ولكنها غالبًا ما تشمل:

- اضطرابات النوم: يُعاني الكثيرون من صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل بسبب الضوضاء الصادرة عن التوربينات، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب المزمن.

- الصداع المزمن: الإحساس بصداع متكرر قد يكون نتيجة التعرض المستمر للموجات الصوتية ذات التردد المنخفض.

- الدوار وفقدان التوازن: بعض الأشخاص يُصابون بالدوخة أو الشعور بعدم التوازن، مما يؤثر على قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية.

- الغثيان ومشاكل الجهاز الهضمي: هناك تقارير تشير إلى أن التعرض المستمر لتوربينات الرياح قد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والقيء.

- القلق والتوتر: تؤدي الضوضاء المستمرة إلى زيادة مستويات التوتر والقلق لدى بعض الأفراد، مما قد يفاقم مشكلات الصحة العقلية.

- طنين الأذن: يُشير بعض الأفراد إلى أنهم يعانون من أصوات طنين مزعجة في الأذن، قد تكون ناجمة عن الضوضاء غير المسموعة الناتجة عن التوربينات.

رغم أن بعض الدراسات لم تجد أدلة علمية قاطعة تثبت العلاقة المباشرة بين توربينات الرياح وهذه الأعراض، إلا أن الأبحاث المستمرة تشير إلى احتمال تأثيرها على الصحة العامة، خاصة فيما يتعلق بالنوم والصحة النفسية. فقد يؤدي التعرض المزمن للضوضاء والاهتزازات إلى تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة الإجهاد المستمر وارتفاع ضغط الدم.

هذا ولايزال المجتمع العلمي منقسمًا حول ما إذا كانت متلازمة توربينات الرياح تمثل حالة طبية فعلية أم أنها نتيجة لعوامل نفسية وتأثيرات بيئية أخرى. بعض الباحثين يعتقدون أن الأعراض قد تكون نتيجة "تأثير النوسيبو"، أي أن الأفراد الذين يعتقدون أنهم سيتأثرون سلبيًا بتوربينات الرياح قد يبدأون في الشعور بالأعراض بسبب توقعاتهم المسبقة وليس بسبب التوربينات نفسها. ومع ذلك، هناك دراسات أخرى تشير إلى أن الضوضاء المنخفضة التردد يمكن أن تؤثر بالفعل على وظائف الأذن الداخلية والجهاز العصبي.

مع أن متلازمة توربينات الرياح لا تزال مثار جدل في الأوساط العلمية، فإن العديد من التقارير تشير إلى وجود أعراض حقيقية تؤثر على حياة الأفراد القاطنين بالقرب من مزارع الرياح. وبينما تستمر الأبحاث في محاولة فهم العلاقة بين التوربينات والصحة، يبقى الحل الأمثل هو اتباع سياسات تضمن التوازن بين الحاجة إلى الطاقة النظيفة والحفاظ على صحة السكان، من خلال تحسين تصميم التوربينات ووضع معايير أكثر صرامة لإنشائها في المناطق السكنية.

 

الأكثر قراءة

انجاز التعيينات الامنية الخميس... «تسوية» شقير وعبدالله أنقذتها؟ بري للخماسية: «وطني معاقب» واوتاغوس: مفاوضات الحدود قريبا الحجار يكسر الجمود... والبيطار على مشارف قرارات حاسمة!