اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعد الأحماض الدهنية أوميغا 3 من العناصر الغذائية الأساسية التي تؤدي دورًا محوريًا في صحة الجسم، ولا يستطيع الجسم إنتاجها ذاتيًا، مما يستوجب الحصول عليها من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية. وتكمن أهميتها بشكل خاص للنساء، حيث تؤثر في صحة القلب، والدماغ، والبشرة، والعظام، وحتى التوازن الهرموني. إلا أن نقصها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تنعكس على الصحة الجسدية والعقلية، ما يجعل تعويض هذا النقص ضرورة ملحة.

يرتبط انخفاض مستويات أوميغا 3 في الجسم بشكل وثيق بتدهور الصحة النفسية وزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق، خاصةً لدى النساء. تلعب هذه الأحماض الدهنية دورًا حاسمًا في دعم وظائف الدماغ، وتحسين التواصل العصبي، وتقليل الالتهابات المرتبطة بالاضطرابات النفسية. وقد أظهرت الدراسات أن نقص أوميغا 3 قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة، وزيادة مشاعر التوتر، وحتى تفاقم أعراض متلازمة ما قبل الطمث (PMS)، مما يجعل الحصول على كميات كافية منها أمرًا ضروريًا للحفاظ على توازن المزاج.

تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بعد انقطاع الطمث نتيجة انخفاض مستويات الإستروجين، مما يجعل أوميغا 3 عنصرًا هامًا للحماية القلبية. فهذه الأحماض تساعد في تقليل الالتهابات، وخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. كما تساهم في تنظيم ضغط الدم وتحسين سيولة الدم، ما يقلل من احتمالية تشكل الجلطات الدموية.

من أبرز العواقب التي قد تواجهها المرأة عند نقص أوميغا 3 هي جفاف البشرة وفقدان نضارتها، حيث تلعب هذه الأحماض الدهنية دورًا أساسيًا في الحفاظ على ترطيب الجلد وحمايته من الالتهابات. يؤدي النقص إلى تفاقم مشاكل مثل الأكزيما، والاحمرار، وحب الشباب، إضافةً إلى تسريع ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة المبكرة. أما بالنسبة للشعر، فقد يتسبب نقص أوميغا 3 في تساقطه وضعفه وتقصفه نتيجة فقدان الفروة للتغذية اللازمة.

تؤثر أوميغا 3 بشكل مباشر على توازن الهرمونات في جسم المرأة، لا سيما خلال فترات الدورة الشهرية، الحمل، وانقطاع الطمث. تساهم هذه الأحماض في تقليل الالتهابات وتنظيم إنتاج الهرمونات، مما يساعد في تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الطمث، وتقليل آلام الدورة الشهرية، ودعم صحة المرأة الحامل من خلال تحسين تطور دماغ الجنين. كما أن نقصها قد يزيد من حدة الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والتقلبات المزاجية.

مع تقدم العمر، تصبح النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام والتهابات المفاصل نتيجة فقدان الكالسيوم وانخفاض كثافة العظام. تساعد أوميغا 3 في تعزيز امتصاص الكالسيوم، وتقليل فقدان العظام، والحد من التهابات المفاصل، مما يخفف من آلام المفاصل ويقلل من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وبالتالي، فإن نقصها قد يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بآلام العظام وتدهور صحة المفاصل.

هذا ويؤثر نقص أوميغا 3 سلبًا على كفاءة جهاز المناعة، مما يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات المزمنة. تلعب هذه الأحماض دورًا أساسيًا في دعم الجهاز المناعي عبر تقليل الالتهابات وتعزيز الاستجابة المناعية للجسم. وقد يؤدي النقص إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي، وأمراض المناعة الذاتية، وحتى السرطان.

كما لا يمكن التغاضي عن أهمية أوميغا 3 في الحفاظ على صحة المرأة، إذ أن نقصه قد يؤدي إلى تداعيات صحية خطيرة تمتد من التأثير على الصحة العقلية، إلى صحة القلب، البشرة، العظام، والجهاز المناعي. ولتعويض هذا النقص، يُنصح بتناول مصادر غنية بـأوميغا 3 مثل الأسماك الدهنية (السلمون، التونة، والسردين)، المكسرات (الجوز، اللوز)، والبذور (بذور الكتان والشيا)، أو اللجوء إلى المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب. إن الاهتمام بتوازن أوميغا 3 في الجسم ليس مجرد خيار صحي، بل ضرورة للحفاظ على صحة المرأة وجودة حياتها.

 

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار