اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في ظل تزايد الاهتمام بالأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات في السنوات الأخيرة، كشفت دراسة جديدة نتائج مثيرة للقلق تتعلق بتأثير هذه الأنظمة على صحة الأفراد. ففي حين يُشاع أن الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات تساعد في تقليل الوزن وتحسين مستوى السكر في الدم، أظهرت الدراسة روابط بين هذا النوع من الأنظمة الغذائية وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

يعتبر سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تقدم أدلة جديدة حول تأثير النظام الغذائي في الوقاية أو التسبب في الأمراض. فقد أظهرت الأبحاث التي تم نشرها مؤخرًا في مجلات علمية مرموقة أن استهلاك كميات منخفضة من الكربوهيدرات قد يؤثر سلبًا على صحة الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بسرطان القولون.

يرتبط هذا التأثير بتغيير توازن النظام الغذائي، حيث يتسبب تقليل الكربوهيدرات في تقليل تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة. الألياف الغذائية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز صحة الأمعاء وتنظيم حركة الأمعاء، بالإضافة إلى قدرتها على خفض مستويات الكولسترول الضار، مما يقلل من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان. وعندما يتم تقليل هذه الأطعمة الغنية بالألياف في النظام الغذائي، قد يضعف الجسم في محاربة السموم والمواد المسببة للسرطان التي يمكن أن تتراكم في الأمعاء.

من جانب آخر، تشير الدراسة إلى أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تزيد من تناول البروتينات والدهون، خاصة تلك الموجودة في اللحوم الحمراء والمعالجة. تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء أو اللحوم المعالجة مثل السجق والنقانق قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وفقًا للأبحاث السابقة. هذه المواد قد تحتوي على مركبات مسرطنة تتراكم في الأمعاء وتؤدي إلى تلف الخلايا، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأورام.

علاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن الجسم يحتاج إلى توازن غذائي طبيعي لضمان صحة الأمعاء. الأنظمة الغذائية التي تركز بشكل مفرط على تقليل الكربوهيدرات قد تؤثر على توازن الميكروبيوم المعوي، وهو مجموعة من الكائنات الدقيقة التي تعيش في الأمعاء. هذه الكائنات تلعب دورًا حيويًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي والحفاظ على جهاز المناعة. أي اضطراب في هذا التوازن قد يسهم في تطور الأمراض المعوية، بما في ذلك السرطان.

وفي النهاية، على الرغم من أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تكون فعالة في بعض الحالات، مثل خفض الوزن أو تحسين مستويات السكر في الدم، إلا أن الدراسة الجديدة تحذر من أن هذه الأنظمة قد تحمل مخاطر صحية طويلة الأمد. من الأهمية بمكان أن يتبع الأفراد نظامًا غذائيًا متوازنًا يتضمن جميع العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على صحة الجسم والأمعاء، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والدهون الصحية. وبذلك يمكن تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالنظام الغذائي، بما في ذلك خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار