اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الملح عنصر أساسي في النظام الغذائي البشري، إذ يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن السوائل، وتنظيم ضغط الدم، ودعم وظائف العضلات والأعصاب. وعلى الرغم من التحذيرات المستمرة بشأن مخاطر الإفراط في استهلاك الملح، إلا أن التقليل الشديد من تناوله قد يترتب عليه آثار سلبية على الصحة، مما يجعل التوازن في استهلاك الصوديوم أمرًا ضروريًا.

يُعد الصوديوم، المكوّن الرئيسي للملح، عنصرًا أساسيًا في تنظيم توازن السوائل في الجسم. وعند خفض استهلاك الملح بشدة، قد يؤدي ذلك إلى نقص الصوديوم في الدم، وهي حالة تُعرف باسم نقص صوديوم الدم، والتي قد تتسبب في الشعور بالإرهاق، الدوخة، الارتباك، وقد تصل إلى حد التسبب في التشنجات أو الغيبوبة في الحالات الشديدة.

على الرغم من أن تناول كميات كبيرة من الملح يرتبط بارتفاع ضغط الدم، إلا أن خفضه إلى مستويات منخفضة جدًا قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل مفرط، مما قد يسبب الدوخة والإغماء، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض طبيعي في ضغط الدم. كما أظهرت بعض الدراسات أن نقص الصوديوم قد يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين، مما قد يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.

أشارت بعض الأبحاث إلى أن الحدّ المفرط من تناول الصوديوم قد يكون له تأثير غير متوقع على حساسية الجسم للأنسولين. حيث وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الصوديوم بشكل مبالغ فيه قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

هذا وتلعب الكلى دورًا رئيسيًا في تنظيم مستويات الصوديوم في الجسم. وعندما يتم تقليل تناول الملح إلى مستويات منخفضة جدًا، قد يؤدي ذلك إلى إفراز كميات أكبر من هرمون الرينين والألدوستيرون، وهما هرمونان مسؤولان عن تنظيم ضغط الدم وتوازن السوائل. قد يؤدي ذلك إلى إجهاد الكلى وزيادة خطر الاصابة باضطرابات في وظائفها على المدى الطويل.

كما يُعتبر الصوديوم عنصرًا أساسيًا في عملية نقل الإشارات العصبية بين خلايا الدماغ. وعند نقصه، قد يشعر الشخص بالضعف العقلي، الارتباك، وضعف التركيز، وقد يصل الأمر إلى حالات أكثر خطورة مثل التشنجات أو الغيبوبة. كما تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين النظام الغذائي منخفض الصوديوم والاكتئاب والاضطرابات المزاجية، بسبب تأثيره على النواقل العصبية في الدماغ.

في حين أن تقليل استهلاك الملح قد يكون ضروريًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، إلا أن التقليل المفرط قد يكون له آثار جانبية خطيرة على الصحة. لذلك، يُنصح باتباع نهج متوازن، يعتمد على استهلاك الملح بكميات معتدلة تتناسب مع احتياجات الجسم الفردية، بدلاً من اتباع أنظمة غذائية صارمة قد تؤدي إلى أضرار صحية غير متوقعة.

 

الأكثر قراءة

المعادلة «الاسرائيلية»: التطبيع مع الطوائف اذا فشل مع الدولتين اللبنانية والسورية «أم المعارك» على قانون الانتخابات والاتجاه لصوتين تفضيليين الاستعدادات اكتملت في المختارة لإحياء ذكرى 16 اذار