حين يحل عيد الأم، يتسابق الأبناء ليحيطوا أمهاتهم بالحب، يعبّرون عن امتنانهم، يقدمون الهدايا، وتعلو الضحكات في البيوت. لكنه في بلادنا، وبينكن أنتن، أمهات الشهداء، يأخذ العيد معنى آخر، معنى أعمق من كل احتفالات الدنيا. هنا، عيد الأم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو ذكرى نضال، حكاية صبر، ومسيرة وجع تحمله القلوب بفخر لا ينكسر.
كيف نهنئكن، وقد قدمتن فلذات أكبادكن قرابين للحرية، ليحيا الوطن ونحيا نحن بعزة؟ كيف نقول "عيد سعيد"، وأي سعادة تكتمل بعد فراق من كانوا نور بيوتكن، وسند أيامكن، وضحكاتكن التي كان لها نغم الشرف والمقاومة؟
في العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان، سالت دماء شبابنا لتكتب فجرًا جديدًا، دماءٌ كانت عنوان الكرامة في وجه الطغيان. لم يكونوا مجرد أبناء، كانوا رجالًا حملوا في صدورهم الإيمان بقضيتهم، ومضوا إلى الميدان لا يهابون الموت، لأنهم كانوا يعلمون أن شهادتهم حياة لنا جميعًا. مضوا، لكنهم لم يرحلوا، فهم في كل زاوية من أرضنا، في هواء بلادنا، في نبض قلوبنا، في حكايات مجدنا، وفي عيونكن التي ما انكسرت يومًا.
يا أمهات الأبطال، يا من صنعتم لنا رجالًا علمونا معنى البطولة والإباء، يا من علمتمونا أن دمعة الحزن يمكن أن تمتزج بالفخر، وأن لوعة الفقد قد تتحول إلى وقود لمواصلة الطريق. ما أعظمكن! كيف احتملتن هذا الوجع؟ كيف حملتن على أكتافكن نعوش أبنائكن، لكن رؤوسكن بقيت مرفوعة لا تنحني إلا لله؟ كيف مسحتم دموعكن بآيات الصبر واليقين، وأقسمتن أن هذه الدماء لن تذهب هدرًا؟
في عيدكن، نقف نحن المخجلون أمام تضحياتكن، نحني رؤوسنا إكرامًا لصبركن، نقبل التراب تحت أقدامكن، لأنكن أنتن الأمهات الحقيقيات للوطن كله. أنتن من ربيتن رجالًا عشقوا الأرض حتى وهبوها أرواحهم. أنتن من صنعتم لنا أبطالًا نقشوا أسماءهم بدمائهم الطاهرة في سجل المجد.
كل عام وأنتن صانعات الفجر، كل عام وأنتن رمز التضحية، كل عام وأنتن من يجعل للأمومة معنى أسمى من كل كلمات الأرض. في عيدكن، لا نملك إلا أن نقول: سلام عليكن، وسلام على من رحلوا ليبقى الوطن.
يتم قراءة الآن
-
مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»... وواشنطن على حافة التدخّل! سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير
-
الذين يُريدون تغيير شكل ... الله
-
ما بعد الحرب على إيران: هل يتحوّل العرب الى دافعي جزية؟
-
هل استخلصت ايران العبر من الحرب "الاسرائيلية" على حزب الله؟
الأكثر قراءة
-
أبواب جهنم تُفتح ببطء... نتنياهو يفشل في تدمير المنشآت النووية الأساسية ماكرون: لا لإسقاط النظام الإيراني... فـوضى العراق لن تتكرر بقاء اليونيفيل جنوب لبنان: لمنع سقوط الخط الازرق
-
خطف نساء الساحل السوري: كرة النار تتدحرج والشارع يغلي!
-
قاصرات في دوامة "فتيات الهوى": ظاهرة إجتماعيّة خطرة تهدّد الأحياء الشعبيّة! مصدر أمني يكشف عن تكثيف الدوريّات ... "الشؤون" تتحرّك... ونقيب مُستشاري الذات يُحذّر!
عاجل 24/7
-
23:55
بطولة لبنان في كرة السلة: فوز الرياضي على الحكمة (105-97)، ضمن المرحلة 22 الأخيرة من الدور الأول.
-
23:52
وكالة فارس: المسيرات الإيرانية ذات الرؤوس الخارقة للتحصينات وجهت ضربات لأهداف في الكيان الصهيوني اليوم.
-
23:52
وسائل إعلام "إسرائيلية": حجم الأضرار المادية الناجمة عن إطلاق الصواريخ الإيرانية يقدر بنحو ملياري شيكل.
-
23:22
المفوضية الأوروبية: إجلاء مئات الأوروبيين من "إسرائيل" عبر الأردن ومصر.
-
23:03
القناة 12 "الإسرائيلية": 20 برجا سكنيا سيتم هدمها في مدينة بات يام بعد تعرضها لصاروخ باليستي إيراني، و1500 شخص يسكنون هذه الأبراج في بات يام أصبحوا بلا مأوى.
-
23:03
رويترز عن دبلوماسي ألماني: وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سيجرون محادثات نووية مع إيران الجمعة في جنيف.
