مما لا شك فيه أن إطلاق الصواريخ بالأمس على مستعمرة المطلة في شمال إسرائيل، قد رفع مستوى التوتر على الجبهة الجنوبية، وحبس أنفاس اللبنانيين بشكل عام، والجنوبيين بشكل خاص من عودة شبح الحرب من جديد، لا سيما إثر التهديدات التي كان قد أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، والتي تحدّث فيها عن ردّ عنيف وقاسٍ، وعن معادلة "بيروت مقابل المطلّة".
وعلى الرغم من نفي "حزب الله" ضلوعه بعملية إطلاق الصواريخ، فإن هذه العملية ستجعل من لبنان ساحة مستباحة من جديد أمام العمليات الإنتقامية الإسرائيلية، ما يوحي بأننا دخلنا مرحلة جديدة قد تعطِّل الديبلوماسية لصالح الميدان. وقد اعتبر نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي، تعليقاً على إطلاق الصواريخ، إن "إمكانية وإرادة لبنان لأن يطبّق ما ورد في خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية حول القرار 1701 وسلاح حزب الله قائمة، ولكن على مستوى ما حصل بالأمس من تصعيد في الجنوب، فمن المحتمل جداً أن إسرائيل قد تكون ارتكبت ما ارتكبه هتلر بالهجوم على بولندا، عندما أرسل الجيش إلى خلف الحدود وأطلق النار على الجيش الألماني ليبرِّر الهجوم، لأنه من الواضح أن هناك رغبة إسرائيلية بجرّ البلد إلى اصطدام على الساحة اللبنانية".
ورداً على سؤال ذكّر الفرزلي بأن "رئيس الجمهورية كان قد قال أنه لا يوجد حلول صدامية لمسألة السلاح، بل هناك حلول وفاقية يجب التوصل إليها، إذ هناك اعتراض على هذا المسار، في ظل المناخ الضاغط للتنصّل من تنفيذ مفاعيل القرار 1701".
وحول إمكانية تدهور الوضع واندلاع حرب جديدة، يقول الرئيس الفرزلي، إن "اندلاع أي حرب ليس في تلك السهولة، ولكن يجب أن لا نلغي احتمال حصول حرب، لكنني أرى أنها ليست بتلك السهولة".
وهل هذا يعني أنها غير سهلة أيضاً على الطرف الإسرائيلي، لا سيما وأنه قادر على ذلك، يجيب الفرزلي، إن "المسألة ليست مسألة عسكرية، بل هي قضية التطورات التي ستترتّب على هكذا حرب في حال اندلاعها والنتائج التي قد تسفر عنها".
وعن الواقع الحكومي وخلفيات فشل الحكومة في تعيين حاكم المصرف المركزي في الجلسة الوزارية الأخيرة، رأى الفرزلي، أن ذلك "عائد إلى صراع المصالح الأجنبية".
وحول ما إذا كان ذلك يعود إلى تجاذبات حاصلة بين الرئاستين الأولى والثالثة، أشار الرئيس الفرزلي إلى أن "عملية تعيين حاكم المصرف المركزي ليست مرتبطة فقط بالإرادة المحلية، إنما العامل الخارجي له تأثيراته أيضاً".
وبالنسبة لإمكانية تحقيق استقلالية القضاء التي يجري الحديث عنها، شدّد الرئيس الفرزلي، على أن "هذه هي القضية المركزية والقضية الأم التي يجب التركيز عليها، فهذه المسألة يجب أن تكون هي موضوع إجماع من كل اللبنانيين، لأنهم أصحاب مصلحة في تأييد هذه الإستقلالية، ويجب أن تحصل بسهولة تامة كاملة"، وسأل "هل مَن يتجرأ من السياسيين القول أنني أريد أن يكون أحد المدّعين العامين مزرعجي عندي"؟
وحول رؤيته إلى المرحلة المقبلة، يؤكد الفرزلي وجود قلق قائم لديه حول القادم من الأيام، لا سيما بالنسبة للكلام الذي يصدر حول شطب أموال المودعين، فهذا كلام في غاية الخطورة، لأنه ليس فقط لا يمكن استيعابه، إنما هو بمثابة جريمة العصر وسرقة العصر، فهذا الأمر لم يحصل في التاريخ، ويجب إيجاد الحلول لهذا الملف في أسرع وقت ممكن".
يتم قراءة الآن
-
أيّ رؤوس تسقط في لبنان؟
-
من الدوحة الى روما... الحرب والسلام على طاولة واحدة 28 نيسان: اجتماع حاسم حول الأجور ونظام التقاعد تحقيق أردني يكشف تدريب خلية إرهابية في لبنان... وبيروت تتعاون زيارة عون لقطر: رسائل إصلاحية وطلب لتوسيع المساعدات
-
اليوم التالي: أين توطين الشيعة؟
-
غموض في مصير لبنان وسط التهديدات «الاسرائيلية» المستمرة لا عودة خليجية بلا استقرار أمني شامل مواجهة صامتة على صلاحيات الحاكم
الأكثر قراءة
-
غموض في مصير لبنان وسط التهديدات «الاسرائيلية» المستمرة لا عودة خليجية بلا استقرار أمني شامل مواجهة صامتة على صلاحيات الحاكم
-
هل ما يدور بين الرئيس عون وحزب الله "حوار طرشان"؟ الإتفاق على العناوين العامة لا يُبدّد الخلاف على التفاصيل - المقاومة واقعيّة وتدرك التحوّلات... لكنها لن تقبل" بالإنتحار" - خطة حزب الله جاهزة للعرض متى بدأ الجدّ!
-
خلافات داخليّة وراء عزوف "المستقبل" بلدياً؟
عاجل 24/7
-
10:27
بدء جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون
-
10:13
تحليق مسيرة "إسرائيلية" في أجواء العاصمة بيروت ومحيطها
-
23:35
فوز الحكمة على المركزية بنتيجة 93-66 ضمن المرحلة الثانية عشرة من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
22:56
"الميادين": إصابة مواطن من جراء عدوان الاحتلال على بلدة الزلوطية
-
22:55
تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي على علو متوسط فوق السلسلة الشرقية في مناطق البقاع الاوسط بدءا من المصنع وصولا الى قرى السلسلة الشرقية شرقي بعلبك
-
22:34
زحمة سير خانقة عند جسر الأولي عند مدخل مدينة صيدا الشمالي ، جراء التدابير الأمنية التي يتخذها الجيش في كافة المناطق اللبنانية.
