اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

3 أهداف للحرب على غزة حالياً... والحرب على لبنان مسألة وقت... ولا اتفاق نووي مع إيران!

كاتب ومحلل سياسي

هل حان الوقت لتحقق اسرائيل أقصى أحلامها في المنطقة؟! علماً أن هذه اللحظة قد تكون أفضل لحظة في تاريخ <دولة> اسرائيل منذ تأسيس الكيان في العام 1984.

من الأرجح أن تستغل اسرائيل هذه الفرصة لتحقيق ما لم تحلم به من قبل! فالظروف مؤاتية جداً. وليس هناك سوى كفة واحدة في الميزان الدولي في سياسات وموازين القوى في المنطقة.

ولا يعني ذلك أن اسرائيل لن تواجه معارضة أو مقاومة ضد أطماعها. ولكن الظروف ليست في مصلحة معارضيها أو مقاوميها، في هذه الفترة على الأقل.

لم يكن مفاجئاً تهديد وزراء اسرائيل، وقد يكون أكثر من تهديد، بضم غزة بالكامل الى اسرائيل. وما الذي يمنع استكمال هذه الطموحات بترانسفير عملاق لاحق للضفة الغربية؟!

قد يبدو للبعض هذا السيناريو مبالغاً به. ولكن قراءة الظروف تؤشر الى أن كل الأمور ممكنة!

*أهداف الحرب على غزة!*

دخلت اسرائيل مرحلة جديدة في الحرب على غزة. وهدفها اليوم هو تحقيق الأهداف التي لم تنجح في تحقيقها في ردها على 7 أكتوبر أو حتى على حرب الإسناد.

فالحرب التي كانت قد مرت بهدنة تبادل الأسرى في غزة، وهدنة اتفاق وقف إطلاق النار غير المكتملة مع حزب الله في لبنان، أطلت برأسها من جديد بهدف <سحق> أي مخاطر مستقبلية يمكن أن تتهدد اسرائيل. وليس فقط العودة الى ما قبل 7 أكتوبر!

وقد تغيرت المعطيات في الشرق الأوسط كثيراً ما بعد 7 أكتوبر. ولا شك أن عملية طوفان الأقصى قد ساهمت، ولو بشكل محدود، في هذا التغيير. وأبرز هذه التغييرات <الانتداب الأميركي للشرق الأوسط>، ودخول المنطقة في زمن <الأمن الاسرائيلي>.

فالأميركيون، أصبحوا اللاعب الوحيد في المنطقة. وهم يظللون التحركات التركية بعد أن أقصوا الاتحاد الأوروبي عن الساحة وعن المشهد كله. وهم يقومون بالتنسيق مع روسيا في الشؤون كافة بعد تبادل للنفوذ في الشرق الأوسط وأوكرانيا!

وهذا الأمر يُسهل تحقيق الأهداف الاسرائيلية في المنطقة.

أما < النيو» أهداف في الحرب على غزة فهي:

*1 - استعادة ما تبقى من الأسرى لدى حماس بأسرع وقت... أحياء أم أمواتًا.

لا وقف للحرب في غزة قبل عودة الأسرى الاسرائيليين لدى حماس! ولكن عودة الأسرى لا تعني إنهاء الحرب بشكل <سلمي>!

لم تكن عملية تبادل الأسرى مشجعة للجانب الاسرائيلي، لا في عدد الأسرى ولا في عدد الأحياء منهم مع اتهامات اسرائيل لحماس بالغش في رفات القتلى منهم.

ومع ذلك، فإن الأسرى هم نقطة ضعف اسرائيل في هذه الحرب. والضغط الشعبي على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو كبير جداً. وللخروج من هذا المأزق، عاد نتانياهو لاستعمال القصف القاتل والمدمر ضد المدنيين في غزة، على أن يكون هذا الضغط كافياً لاستعادة الأسرى.

وليس بالضرورة بالنسبة لنتانياهو استعادتهم أحياء! بل إخراجهم من قبضة حماس. لأن يوم حماس بعد الأسرى سيكون انتقامياً وقاسياً جداً!

*2 - القضاء على قدرات حماس العسكرية*

أثارت استعراضات حماس العسكرية، والاستعراضية في آن، غضب الاسرائيليين من مختلف انتماءاتهم السياسية، ما أشعرهم أن الحرب لم تضرب قدرات حماس العسكرية كلياً.

وذلك، مع الاشارة الى أن عدداً من الصواريخ، ولو كان غير كبير، استمر في الانطلاق من شمال غزة كما من رفح الى الداخل الاسرائيلي. ما يعني أن اسرائيل لن توقف الحرب في غزة ما دام يمكن لحماس إطلاق صاروخ، ولو صغير يستهدف <أراضيها>!

*3 - تدمير حماس سياسياً وإقصاؤها عن القرار السياسي في غزة*

تريد اسرائيل إزالة حماس عن الخارطة السياسية في فلسطين. وهي لا تنوي إشراك حماس في حل <اليوم التالي> في غزة، أياً يكن هذا الحل!

هذا الحل الذي لا تُدخل فيه اسرائيل حل الدولتين كما تطالب وتحاول معظم دول العالم العربي والغربي معاً.

* لبنان في عين عاصفة الحرب من جديد!*

<بيروت مقابل المطلة>! تهديدات اسرائيلية ضد لبنان بعد 3 صواريخ من لبنان باتجاه مستوطنة المطلة في شمال اسرائيل.

وتعني هذه التهديدات أن الشمال الاسرائيلي ليس بمأمن بعد من جانب حزب الله! وأن 60.000 مستوطن ليسوا قادرين بعد على العودة الى منازلهم. وهي أكبر مشكلة في الداخل الاسرائيلي اليوم بعد الأسرى!

ما يعني أن خيار اسرائيل العسكري تجاه لبنان ما يزال قائماً وجدياً! وهو لن ينتهي بالتأكيد قبل عودة <آمنة> كلياً لهؤلاء المستوطنين الى <قراهم> والى <منازلهم>!

وكذلك، قد تُفجر الضغوط على لبنان الوضع الداخلي فيه. إذ إن ما يُحكى أن ما يطلب منه إن لجهة العمل على نزع سلاح حزب الله أو التطبيع مع اسرائيل، هي أمور لا يمكن للحكومة اللبنانية تحملها!

ومع ذلك، فإن لبنان، كما كل المنطقة في فلسطين وسورية، يعيش في زمن <الأمن الإسرائيلي> الذي يحاول البعض مقاومته أو رفضه أو إنكاره، ولكنه عسكرياً هو الغالب حالياً.

وقد تذهب اسرائيل الى استكمال الحرب التي كانت بدأتها الصيف الماضي، للقضاء على ما تبقى من قدرات حزب الله العسكرية، وإن كان مقاتلو الحزب في قرى الحافة نجحوا في منع الجيش الإسرائيلي من التقدم براً. ولكن اسرائيل قد تعمد الى تفوقها الجوي التدميري، كما فعلت من قبل!

هل يدخل الجيش الاسرائيلي الى دمشق؟!*

يتحرك الجيش الإسرائيلي في سورية كما يشاء!

يرابض الجيش الاسرائيلي على مسافة 16 كم تقريباً من دمشق. وهو لا يتقدم... ولا يتراجع! ولم تتوضح بعد أهداف دخوله الى الأراضي السورية!

ومن غير المعروف بعد ماذا تريد اسرائيل من سورية. إذ يمكنها أن تدخل دمشق حالياً من دون أي مقاومة جدية! والغريب أن اسرائيل لم تدمر الجيش السوري إلا بعد سقوط نظام الأسد وبعد هروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد الى روسيا!

علماً أن الوجود الاسرائيلي غير البعيد عن منطقة المصنع، يمكن أن يؤشر أيضاً الى احتمال الالتفاف على حزب الله من داخل الأراضي السورية!

*اتفاقات ابراهام تطل من جديد بشروط الانتداب الأميركي للشرق الأوسط!*

لن تتأخر محركات اتفاقات أبراهام عن التحرك. فالرئيس الأميركي يعتبرها جزءاً من خياره في صنع السلام في العالم. وهو ما يعني دخول عدد من الدول العربية، بالترغيب أو بالترهيب، في فضاء الاتفاقات، للتفاوض أو للتوقيع.

في اليمن، تقاتل الولايات المتحدة بالنيابة عن اسرائيل. وتقصف قدرات الحوثيين، الذين يستهدفون الأسطول الأميركي في المنطقة. وبمعزل عن إرادة التغيير السياسي في اليمن، فإن الهدف هو تدمير قدرات الحوثيين العسكرية في إطلاق صواريخ تستهدف الأميركيين في البحر أو الاسرائيليين في البر!

أما إيران فستكون على الأرجح هدفاً أساسياً، أقل ما فيه هو تدمير المنشآت النووية. ولن تكتفي الولايات المتحدة باتفاقات نووية معها! فالاتفاق يعني استسلام إيران نووياً وعسكرياً!

يكثر الحديث عن السلام في المنطقة وتكثر التحضيرات للحرب. ولكن طريق الحرب تبدو أقصر وأقرب بكثير! 

الأكثر قراءة

ترقب لمزيد من الضغوط الأميركيّة... أورتاغوس تنتقد الجيش؟! القوانين الانتخابيّة الى «مقبرة اللجان»... والبلديّات في أيار خطة أمنيّة لطرابلس وعكار... ووزير الدفاع في دمشق غداً