أي أوراق في يد لبنان لمواجهة التطبيع مع "اسرائيل"؟ كل أوراقنا احترقت كوننا الدمى في الصراعات الاقليمية والدولية. مورغان أورتاغوس قالت لأحد الساسة "ثمة وزراء في حكومتكم كانوا على اتصال مع "الاسرائيليين" بحكم عملهم في مؤسسات دولية. لا عوائق سياسية ولا عوائق سيكولوجية". ما يستخلص من كلام ستيفن ريتكوف لقناة "فوكس نيوز"، "لنعطي للبناننين بعض الوقت لكي يدفنوا موتاهم". وفي أحاديث الظل رهان صندوق النقد الدولي على الصلح بين لبنان و"اسرائيل"، لفتح أبواب القروض والاستثمارات أمامه.
ريتكوف لا يعتقد بوجود أي حجة منطقية لحالة العداء بين البلدين. لبنان عبارة عن أقليات طائفية مركبة بطريقة سريالية، و"اسرائيل" عبارة عن أقلية دينية يمكنها أن تشكل كتلة متراصة مع تلك الأقليات، بدل أن تبقى رهينة جيوسياسية في يد القوى الخارجية. في نظره أن كل التجارب الدموية التي شهدها لبنان، ناتجة من ايعاز أو عن تدخل خارجي.
ولكن اذا كانت "اسرائيل" تدّعي ان لا مصلحة استراتيجية لها في احتواء لبنان، وهذا ادعاء ساذج وخادع، ماذا عن المصلحة الايديولوجية حين يرى أركان الائتلاف أن ساعة "اسرائيل الكبرى" قد أزفت؟ لنعد الى تصريحات ايتامار بن غفير، حين كان عضواً مؤثراً في حركة "كاخ" برئاسة "الحاخام" مئير كاهانا. الرجل اعتبر أن الدولة اليهودية لا بد أن تزول اذا لم تأخذ مداها التوراتي. بالفم الملآن قال بنيامين نتياهو أنه ينفذ ما أمره به "رب الجنود" اي يهوه)، دون أن نغفل كلام السفير الأميركي المعين لدى "اسرائيل" مايك هاكابي، حول التغيير في الشرق الأوسط بأبعاد توراتية. الآن بأبعاد تلمودية أيضاً...
على مدى ثلاثة عقود من الاجترار السياسي والطائفي، والذي انتهى بنا الى جهنم (كتبنا ذلك قبل كلام الرئيس ميشال عون)، أين يقف لبنان الآن... بين يدي دونالد ترامب أم بين يدي بنيامين نتنياهو؟ بلغنا كلام أحد وزرائنا لمقربين من أن حاكماً عربياً قال له "بقاؤنا وبقاؤكم رهن ببقاء "اسرائيل"، لأن خرائط كثيرة في المنطقة في طريق التغيير".
الآن ثمة رأس واحد للكوكب هو الرئيس الأميركي ، الذي يتطلع الى ما هو أبعد من جائزة نوبل للسلام. ليس فقط تغيير المعادلات الاستراتيجية التي تحكم العالم، وانما أيضاً تغيير أميركا، ليبقى في البيت الأبيض الى الأبد. حماسه الشديد لانهاء الحرب في أوكرانيا، ليس لكونه ضنيناً بدم الروس أو بدم الأوكرانيين، وهو الذي يتعثر بالجثث في الشرق الأوسط، وانما لاحداث "تغيير في دوران الكرة الأرضية"، لاحظوا تعليقاته بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال في بنسلفانيا. الله تدخّل شخصياً لانقاذه.
"الحاخام" الأميركي شمولي بوتيك (بوطيح) رأى أن موقف ترامب من "اسرائيل"، هو سبب نجاته من الرصاصة التي لامست أذنه. لكنه هو الذي نشر مقالة في الـ "جيروزاليم بوست" بعنوان "هل الله معاد للسامية"؟ جاء فيها "ان السابع من أكتوبر لم يزعزع ايماني بالله، لكنه جعلني أسأل "هل يحب الله اليهود"؟
مشكلة لبنان في التطبيع مع "اسرائيل" فقط، أم في التطبيع مع سورية أيضاً؟ ولكن أي سوريا الآن، بالاعلان الدستوري الذي توّج أحمد الشرع أميراً للمؤمنين، ليرى هيثم المانع أن ما جرى هو الانتقال من الظلام السياسي الى الظلام الايديولوجي. مثلما أناط بشار الأسد بالأجهزة صلاحيات الادارة الوحشية للرعايا، أناط أحمد الشرع بالفصائل صلاحيات الادارة الوحشية للرعايا.
أوساط دولية ترى أن التغيير الذي حصل، انما كان بتنصيب رئيس انتقالي لنظام انتقالي من أجل اعادة تشكيل سورية، لا من أجل اعادة تشكيل النظام. ما نراه على الأرض يثير القلق. ومثلما نسأل أي لبنان يريد بنيامين نتنياهو، لا بد من السؤال الآخر الذي لا يقل هولاً أي سوريا يريد بنيامين نتنياهو، لاسيما بعد الكلام الأخير حول نقل جزء من سكان غزة (وغداً الضفة الغربية) الى سوريا؟ الترحيل بات حتمياً. استئناف القتال والقتل لم يكن البتة لانقاذ الرهائن، وانما من أجل الترحيل، بعدما ترددت معلومات بأن البنتاغون يتخوف من تداعيات الترحيل الى كل من مصر والأردن ، على مصير النظامين في هذين البلدين الحليفين للولايات المتحدة، واللذين تربطهما معاهدات سلام مع "اسرائيل".
الشرع عاتب (أم غاضب؟) على الرئيس جوزف عون والرئيس نواف سلام، الغارقين في الأزمات التي تلتف حول اللبنانيين كما تلتف الثعابين حول الضحايا. الأميركيون والأوروبيون، كذلك السعوديون والاماراتيون، اضافة الى القطريين، في تواصل مكوكي مع دمشق. زميل سوري بات من أهل النظام يسألنا "كان الشبح الأميركي يمنعكم من زيارة دمشق، وبحسب علمنا فان الشبح الايراني لم يعد له من وجود في رؤوسكم، لماذا هذا الجفاء اذاً"؟ الجفاء ممن؟ كنا قد سألنا في مقالة سابقة، اذا كان على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تقديم فروض الطاعة للوالي العثماني؟
مرجع سياسي يتخوف من أن يكون ترسيم الحدود مع سورية الشقيقة، أكثر تعقيداً من ترسيم الحدود مع "اسرائيل" العدوة، لأن خطوط الهدنة واضحة تماماً. الشرع لا يعترف بالحدود الحالية ولا بلبنانية مزارع شبعا، التي (لاحظوا المهزلة) لن تعود لا الى لبنان ولا الى سوريا. ولطالما تمنينا أن نكون في خندق واحد، بدل أن نكون في خندقين متقابلين. والنتيجة أن يذهب البلدان سيراً على الأقدام الى ردهة المفاوضات.
اذاً... لتكن رقصة "الروك اند رول" على قبر يعرب بن قحطان!!
يتم قراءة الآن
-
توجس سعودي من صفقة تركية ـ اسرائيلية
-
هل عادت الكلمة للشارع... من طريق المطار الى ساحة الشهداء الحريري يكسب الرهان الشعبي... والحزب "يهز العصا"
-
ما هي تداعيات وقف المساعدات الأميركية على الاقتصاد اللبناني؟ لبنان كان يتلقى مساعدات بقيمة ٦٤٣ مليون دولار لمختلف القطاعات
-
الدراّج اللبناني رفيق عيد: سأشارك في جميع مراحل بطولة العالم للراليات الصحراوية (باها) للعام الجاري
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:39
التايمز: بريطانيا ستشتري طائرات إف-٣٥ لايتنينغ الأميركية بدلا من طائرات يوروفايتر تايفون الأوروبية الباهظة الثمن.
-
23:39
التايمز: القادة العسكريون واثقون أن بريطانيا التي تنتج 15% من طائرات إف-35 ستكون قادرة على تشغيلها بشكل مستقل.
-
23:38
زيلنسكي: وحشية الضربات الروسية اليومية تظهر مدى عدم اهتمام بوتين بالدبلوماسية، والعقوبات على روسيا ضرورية ونحن بحاجة إلى مزيد من قوات الدفاع الجوي.
-
23:38
التايمز: بريطانيا تعتزم شراء مقاتلات أميركية من طراز إف-٣٥ في صفقة بمليارات الجنيهات الإسترلينية.
-
23:37
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي: منذ أسابيع تلقينا اقتراحا أميركيا بوقف إطلاق نار غير مشروط وكان رد روسيا بالمسيرات والصواريخ والقنابل.
-
23:32
9 شهداء بينهم أطفال ونساء إثر قصف شقة سكنية في مدينة حمد شمالي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
