بتوقيت لافت، وبعد اتصال مفاجئ ، حزم رئيس الحكومة نواف سلام امتعته واقلع على متن طائرة ملكية سعودية باتجاه الرياض ، قُبلة العواصم العربية التي لطالما انتظر رؤساء حكومات اشارة منها او رسالة تصلهم ان لم يكن عبر تواصل مباشر،اقله عبر البحار او الجو ، والهدف : تأدية صلاة العيد في مكّة المكرمة الى جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
بالشكل ، لا يمكن المرور عند هكذا زيارة وكأنها امر عادي، فهي بلا شك تكتسب طابعا استثنائيا بعد سنوات انقطاع سعودي طويل عن الاجواء اللبنانية، فاداة صلاة العيد الى جانب ولي العهد ، امتياز وتكريم لم يلقاه الا رؤساء حكومات قليلون جدا. فحفاوة الاستقبال التي حظي بها سلام لدى وصوله ومشاركته الصلاة وتعميم صورته بين المسؤولين العرب إلى جانب وليّ العهد ، وبعدها استقبال المهنئين كما حضوره فطورا موسعا ايضا الى جانب ولي العهد وصولا للقاء الموسع وبعده المغلق الذي عقد بين الطرفين، واصدار بيان مشترك، كلها مؤشرات تحمل في طياتها اكثر من رسالة سياسية لمن يعنيهم الامر. تقول مصادر مطلعة للديار.
اما في التوقيت، فكان لافتا ان الزيارة اتت بعيد جلسة حامية شهدت على كباش سياسي اول بين رئيس الجمهورية جوزيف عون الرئيس سلام على خلفية تعيين حاكم للمركزي انتهى بتسجيل عون "انتصارا" سياسيا مع فوز كريم سعيد بعد شهر سلاح التصويت على الطاولة الحكومية فاصر سلام على موقفه المتحفظ على الاسم مغادرا بعدها الجلسة ومصرحا :" تحفظت على تعيين سعيد ومن المعروف أنه لم يكن مرشّحي لعدد من الأسباب في ظلّ حرصي على استعادة اموال المودعين والحفاظ على اصول الدولة"...
بعدها بساعات قليلة طار سلام الى المملكة العربية السعودية برسالة قرأت فيها مصادر مطلعة على الاجواء الخليجية ، دعما سعوديا لسلام واحتضانا له كرئيس للحكومة ولاسيما ان الاجواء تشير الى ان الرياض لم تتدخل مباشرة باسم حاكم المركزي لكنها كانت تتمنى التوصل الى توافق حول الاسم وتجنب معركة سياسية الا ان الامر فشل بعدما التصويت لصالح سعيد.
وكشفت المصادر ان اللقاء الذي حصل وخرج ببيان شهد على تأكيد الجانب السعودي على الالتزام باتفاق الطائف والا غلبة لسلطة على أخرى ، علما ان معلومات الديار تؤكد بان هذا الموضوع لم يفاتح به سلام خلال زيارته الرياض اذ لم يتم التطرق خلال المحادثات لهذا الملف لا من بعيد ولا من قريب.
يبقى مضمون الزيارة، الذي يشكل الطبق الادسم ، فهنا ايضا دلائل كثيرة ، اذ كشفت المصادر ان المحادثات بين الجانبين اللبناني والسعودي، اكدت على تأييد سعودي كامل لمسيرة الحكومة كما العهد بتنفيذ الاصلاحات كما على ضروة العمل على بسط سلطة الدولة على كامل اراضيها.
واشارت المصادر الى ان الرياض تحدثت عن وجود فرص لا يجب على لبنان ان يضيّعها وان يسارع للالتحاق بالدول الناهضة والخروج من الازمات التي تراكمت على مر السنوات.
وردا على سؤال عما اذا كان النقاش السعودي اللبناني تطرق لامكان رفع حظر سفر السعوديين الى لبنان، اشارت المصادر الى انه كان هناك في هذا الاطار، اشارة ايجابية لما تقوم به الحكومة سواء في الجنوب او من خلال منع قطع طريق مطار بيروت وتوقيف الفاعلين، كما العمل على ملاحقة مطلقي الصواريخ "اللقيطة" ، معتبرة ان هذه المسائل اساسية وهي تشكل مدخلا لتثبيت الاستقرار في البلاد وعودة الاستثمار في لبنان.
وفهم في هذا السياق، بان المملكة وقبل اتخاذ قرارها برفع حظر سفر السعوديين تريد ان تضمن امن مواطنيها ولاسيما على طريق المطار التي تتشدد بالطلب بان يتم ضبطها ومنع اقفالها مرة جديدة. وبانتظار تطبيق الدولة اللبنانية للمطلوب منها ضمانا للامن، كشفت اوساط بارزة عبر الديار باننا قد نشهد بالمرحلة المقبلة انطلاقا لمساع حثيثة باتجاه العمل على رفع حظر سفر السعوديين الى لبنان كما الصادرات السعودية وذلك بناء على استكمال العمل على هذا الموضوع عبر لجان مشتركة بين البلدين.
يبقى السؤال الاساس عما اذا كانت الرياض قد فاتحت رئيس الحكومة بالمواقف التي اطلقها الرئيس عون من باريس والتي ازعجت الخارج مع اعلانه بمؤتمر مشترك مع ماكرون بان حزب الله لم يطلق الصواريخ والدلائل تشير لذلك، كما نيته العمل على طاولة حوار لمعالجة مسألة السلاح تطرح استراتيجية الامن الوطني ، لكن المصادر جزمت بان اي تعليق لم يسمعه سلام حول هذا الموضوع اذ ان النقاش لم يقارب ابدا هذه المسألة.
بالمحصلة، وبانتظار الخطوات التي قد يقوم بها لبنان تمهيدا لاتخاذ الرياض قرارا برفع حظر سفر السعوديين الى بيروت، وغيرها من الخطوات التي يعوّل عليها لبنان لعودة الاستثمارات السعودية الى البلاد، يختم مصدر موثوق عبر الديار بالقول : " زيارة سلام بالشكل والمضمون من شأنها ان تؤسس لمرحلة جديدة في البلاد ليس من باب الحكومة فحسب انما حتى لما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.
واللبيب من الاشارة يفهم ، يختم المصدر.
يتم قراءة الآن
-
ابعد من الدعم...زيارة سلام للسعودية تؤسس لما بعد انتخابات 2026؟ هذا المطلوب لرفع حظر سفر السعوديين ومساع حثيثة تنطلق قريبا!
-
صورة بمعاني مهمة وراء الشيخ نعيم قاسم
-
هل عادت الكلمة للشارع... من طريق المطار الى ساحة الشهداء الحريري يكسب الرهان الشعبي... والحزب "يهز العصا"
-
كوريا الشمالية: على أميركا التخلي عن تهديداتها العسكرية إذا كان لديها مخاوف بشأن سلامة أراضيها
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:59
فوز بيروت على الحكمة بنتيجة 93-84 ضمن المرحلة العاشرة من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
22:10
رويترز: رسوم ترامب الجمركية على السيارات بنسبة 25% ستدخل حيز التنفيذ في 3 نيسان، وإدارته تدرس إلغاء الإعفاءات الجمركية على الشحنات الرخيصة من الصين.
-
22:09
وسائل إعلام تابعة للحوثيين: عدوان أميركي يستهدف بغارة رأس عيسى بالصليف في الحديدة غربي اليمن.
-
22:08
القناة 12 "الإسرائيلية": اعتراض صاروخين أطلقا من جباليا باتجاه غلاف غزة الشمالي.
-
22:07
عضو المكتب السياسي لحركة "حـماس" سهيل الهندي: جاهزون لإطلاق سراح الأسرى بشرط وقف الحـرب وفتح المعابر وإعادة إعمار غـزة.
-
21:50
وسائل إعلام سورية: دوي انفجارات في محيط مطار "تي فور" العسكري في ريف حمص، وغارات للطيران "الإسرائيلي" استهدفت محيط مدينة حماة.
