تأثير التهاب الجفن على صحّة العين... وكيفيّة الوقاية منه!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يصنّف التهاب الجفن من بين المشكلات الشائعة التي تؤثر على صحة العين، حيث يتميز بحدوث تهيج أو التهاب في الجفون، وقد يصيب الجزء الداخلي للجفن أو الجفن الخارجي. يمكن أن يكون التهاب الجفن مشكلة مؤقتة أو مزمنة، ويؤدي إلى الشعور بالضيق والإزعاج للشخص المصاب. يحدث التهاب الجفن نتيجة للعديد من الأسباب التي تؤثر على الجفن بشكل مباشر أو غير مباشر. من أبرز الأسباب المعروفة لهذه الحالة هي العدوى البكتيرية أو الفيروسية، التي قد تحدث بسبب تراكم الجراثيم على الجفن نتيجة لتراكم الدهون أو الأوساخ. كما يُعتبر انسداد الغدد الدهنية التي توجد في الجفن من الأسباب الشائعة لالتهاب الجفن، حيث يؤدي انسداد هذه الغدد إلى احتباس الزيت داخل الجفن، مما يسبب تهيجًا.

من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الجفن، تفاعلات تحسسية ناتجة عن العوامل البيئية مثل الغبار، حبوب اللقاح، أو المواد الكيميائية التي توجد في مستحضرات التجميل. كما أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية مثل الوردية أو التهاب الجلد الدهني هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجفن. بعض الأمراض المزمنة مثل السكري يمكن أن تساهم في زيادة احتمالية حدوث هذه الحالة، كما أن الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجفن.

هذا وتتفاوت أعراض التهاب الجفن من شخص لآخر وقد تشمل مجموعة من الأعراض التي قد تكون مزعجة للغاية. أحد الأعراض الرئيسية التي يشكو منها المرضى هو الشعور بالحكة أو الحرقة في الجفن، بالإضافة إلى الاحمرار والتورم. قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الجفن من إفرازات دهنية أو مائية قد تخرج من العين بشكل غير طبيعي، كما قد يشعرون بثقل أو إزعاج في الجفن. في الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب التهاب الجفن ألمًا شديدًا حول منطقة العين.

أعراض أخرى قد تشمل تقرحات أو قشور على حافة الجفن، والتي قد تؤدي إلى التصاق الرموش أو تكتلها. بعض المرضى قد يعانون من تهيج العين بشكل عام، وقد يصبحون أكثر حساسية للضوء، مما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة عند التواجد في أماكن مضيئة.

يتطلب تشخيص التهاب الجفن زيارة الطبيب المختص، الذي يمكنه تشخيص الحالة من خلال فحص العين والجفن. قد يستخدم الطبيب فحصًا دقيقًا للتحقق من وجود أي إفرازات غير طبيعية أو تورم في الجفن. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية مثل فحص للغدد الدهنية في الجفن أو اختبار لحساسية العين لتحديد ما إذا كان السبب وراء التهاب الجفن هو تحسس أو عدوى بكتيرية.

إلى ذلك، تتعدد الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج التهاب الجفن، حيث يعتمد العلاج بشكل أساسي على السبب وراء الحالة. في حالات التهاب الجفن الناتج عن العدوى البكتيرية، يتم وصف مضادات حيوية مثل المراهم أو القطرة العينية للمساعدة في القضاء على العدوى. أما إذا كان التهاب الجفن ناتجًا عن انسداد الغدد الدهنية، فيمكن أن يوصي الطبيب بتطبيق كمادات دافئة على الجفن للمساعدة في إزالة التراكمات الدهنية من الغدد.

في حالات التهاب الجفن الناتج عن التحسس، يتم علاج الحالة من خلال تجنب المثيرات التي تسبب الحساسية، مثل الغبار أو المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل. قد ينصح الطبيب باستخدام الأدوية المضادة للهيستامين أو قطرة العين التي تحتوي على مواد مهدئة للحد من الالتهاب والتحسس.

بالإضافة إلى العلاج الطبي، يمكن أن يساعد الحفاظ على نظافة العين والجفن في تقليل الأعراض. ينصح الأطباء في كثير من الأحيان بتنظيف الجفن بلطف باستخدام ماء دافئ أو غسولات خاصة بالعيون للتخلص من القشور أو الإفرازات المتراكمة. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام مرطبات للعين لتحسين حالة العين والجفن.

على الرغم من أن التهاب الجفن قد يكون ناتجًا عن عوامل غير قابلة للتحكم مثل الأمراض الجلدية أو الحالات الطبية المزمنة، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية للحد من الإصابة بالتهاب الجفن. من أهم الإجراءات الوقائية هو الحفاظ على نظافة العين والجفن بشكل منتظم. ينصح بعدم لمس العينين أو الجفن بأيدٍ غير نظيفة، وكذلك تجنب استخدام مستحضرات التجميل الملوثة أو القديمة.

إذا كنت تعاني من جفاف العين، قد يساعد استخدام قطرات مرطبة بانتظام في الوقاية من التهاب الجفن. كما أن التحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري قد يقلل من خطر الإصابة بالتهاب الجفن.