إلتهاب الجهاز التنفسي السفلي: مرض شائع يُهدّد صحّة الأطفال... وطرق الوقاية منه

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعد التهابات الجهاز التنفسي السفلي من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال، وتشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على الأجزاء السفلية من الجهاز التنفسي مثل القصبات الهوائية، والشعب الهوائية، والرئتين. تتراوح هذه الالتهابات من التهابات خفيفة إلى حالات خطيرة قد تهدد الحياة، وتسبب مضاعفات صحية معقدة في بعض الأحيان. وتُعتبر هذه الالتهابات من أهم أسباب الزيارة للمستشفيات للأطفال في مراحلهم العمرية المبكرة، خاصة في الأوقات التي تشهد انتشار الفيروسات التنفسية.

تسبب التهابات الجهاز التنفسي السفلي لدى الأطفال العديد من العوامل، أبرزها الفيروسات والبكتيريا. من أشهر الفيروسات التي تؤدي إلى هذه الالتهابات هي الفيروسات التنفسية مثل فيروس الأنفلونزا، الفيروسات التنفسية المخلويّة، وفيروسات السارس-كوف-2 (المسبب لمرض كوفيد-19). كما يمكن أن تحدث التهابات بسبب العدوى البكتيرية مثل المكورات الرئوية أو المستدمية النزلية، التي تكون أكثر شيوعًا في الأطفال الرضع والذين لم يتلقوا التطعيمات اللازمة بعد.

بالإضافة إلى الفيروسات والبكتيريا، هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي. من هذه العوامل، ضعف جهاز المناعة لدى الأطفال، أو وجود حالات صحية مسبقة مثل الربو، أو تاريخ عائلي من أمراض تنفسية مزمنة. كما أن البيئة الملوثة والتعرض لدخان السجائر قد يزيد من خطر الإصابة، حيث تؤدي هذه العوامل إلى تدهور حالة الرئتين وزيادة احتمالية حدوث التهابات حادة.

تظهر على الأطفال المصابين بالتهاب الجهاز التنفسي السفلي مجموعة من الأعراض التي قد تتفاوت في شدتها حسب نوع المسبب ومدى تطور المرض. من الأعراض الشائعة التي تظهر على الأطفال المصابين هي السعال المستمر، وصعوبة التنفس، وزيادة سرعة التنفس، مع وجود صوت صفير أثناء التنفس (يسمى الأزيز التنفسي). كما قد يعاني الطفل من حمى عالية، وفقدان الشهية، وآلام في الصدر، وتعب شديد.

في الحالات الأكثر شدة، قد يظهر على الطفل علامات الجفاف مثل الفم الجاف، وقلة التبول، وشحوب البشرة. وإذا كان الطفل يعاني من صعوبة شديدة في التنفس، أو إذا ظهرت علامات على أن الطفل لا يستطيع الحصول على ما يكفي من الأوكسجين، فإنه يتطلب رعاية طبية فورية. من المهم أن يُستشار الطبيب عند ظهور أي من هذه الأعراض لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب.

إنّ تشخيص التهابات الجهاز التنفسي السفلي لدى الأطفال يتطلب فحصًا دقيقًا من قبل الطبيب. في البداية، يقوم الطبيب بجمع تاريخ المرض الطبي للطفل وفحص الأعراض السريرية. قد يتطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات المخبرية مثل تحليل الدم، واختبارات الأوكسجين في الدم، وأحيانًا الأشعة السينية للصدر للكشف عن التهابات أو مشاكل في الرئتين.

أما بالنسبة للعلاج، فيعتمد بشكل رئيسي على سبب الإصابة. إذا كانت العدوى بكتيرية، فقد يتم إعطاء الطفل مضادات حيوية للسيطرة على العدوى. وفي حال كانت العدوى فيروسية، فإن العلاج يركز بشكل أساسي على تخفيف الأعراض ومساعدة الجسم على محاربة الفيروس بشكل طبيعي. في بعض الحالات الشديدة، قد يحتاج الطفل إلى الأوكسجين الإضافي أو العلاج في وحدة العناية المركزة للأطفال.

كما يُعتبر الترطيب الجيد وتقديم سوائل كافية من أهم جوانب العلاج، حيث يساعدان في تقليل الأعراض مثل الجفاف والتعب. كما أن استخدام الأدوية المساعدة مثل موسعات الشعب الهوائية قد يكون ضروريًا لتحسين التنفس وتخفيف الأزيز.

إلى ذلك، تعتبر التهابات الجهاز التنفسي السفلي لدى الأطفال من الأمراض التي تحتاج إلى وعي واهتمام خاص من الآباء والأطباء على حد سواء. من خلال الوقاية المبكرة، والتشخيص السليم، والعلاج المناسب، يمكن الحد من تأثيرات هذه الالتهابات على صحة الأطفال وحمايتهم من المضاعفات الخطيرة. الاهتمام بصحة الجهاز التنفسي للأطفال وتعزيز مناعتهم من خلال التغذية السليمة والتطعيمات، بالإضافة إلى تفعيل الإجراءات الوقائية في المنازل والمدارس، يظل السبيل الأمثل للحفاظ على صحة الأطفال وتجنب الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي.