اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعدّ الالتهابات المعوية من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تتراوح حدتها من أعراض بسيطة مثل الإسهال والانزعاج البطني إلى حالات خطيرة قد تؤدي إلى الجفاف أو مضاعفات تهدد الحياة. تحدث هذه الالتهابات نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية، وغالبًا ما ترتبط بنمط الحياة، ومستوى النظافة الشخصية، وجودة التغذية المتبعة. وقد ساهمت عوامل مثل التغيرات الغذائية الحديثة، وزيادة الاعتماد على الأطعمة المصنعة، وتراجع النشاط البدني، في ارتفاع معدلات الإصابة بالتهابات الأمعاء في مختلف أنحاء العالم. لذلك، فإن تبني نظام غذائي صحي ومتوازن يُعتبر من أهم أساليب الوقاية الفعالة، إذ يسهم في تقوية الجهاز المناعي وتحسين أداء الجهاز الهضمي بشكل عام، مما يقلل من فرص التعرض للالتهابات المعوية ومضاعفاتها.

يعتمد النظام الغذائي الوقائي بالدرجة الأولى على تناول أطعمة طبيعية غنية بالألياف مثل الخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ والجرجير، والفواكه الطازجة بأنواعها خاصة التفاح والتوت والكمثرى، إضافة إلى الحبوب الكاملة كالشوفان والكينوا والشعير. تلعب الألياف دورًا جوهريًا في تعزيز حركة الأمعاء الطبيعية، وتسريع عملية الإخراج، وتحفيز نمو البكتيريا المفيدة، مما يحول دون تراكم السموم أو نمو الكائنات الممرضة. ومن جهة أخرى، تُعتبر الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك أساسية لصحة الأمعاء؛ مثل الزبادي الطبيعي والكفير والمأكولات المخمرة كالملفوف المخلل، حيث تساهم هذه الأطعمة في إعادة التوازن الحيوي للفلورا المعوية، مما يقوي الدفاعات الطبيعية للجسم ضد العدوى.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب الأطعمة المضادة للالتهابات دورًا داعمًا في الوقاية. فمركب الكركمين الموجود في الكركم، والمواد الفعالة في الزنجبيل وزيت الزيتون البكر، وأحماض أوميغا-3 الدهنية الموجودة بوفرة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، جميعها تسهم في الحد من الالتهابات المزمنة داخل الأمعاء وتعزيز مقاومة الأنسجة المعوية للأضرار. ولضمان بيئة هضمية صحية، لا بد من دعم النظام الغذائي بوفرة الماء، إذ يساعد شرب كميات كافية يوميًا في تسهيل عمليات الهضم، وتنظيف الجهاز الهضمي، ومنع تراكم الفضلات الضارة التي قد تشجع على الالتهاب.

في المقابل، ينبغي تجنب بعض العادات الغذائية الضارة التي تضعف المناعة وتزيد القابلية للعدوى، مثل الإفراط في تناول الأطعمة الجاهزة والمقلية والغنية بالدهون المشبعة والسكريات المكررة، والتي تضعف دفاعات الأمعاء وتزيد من فرص حدوث الالتهابات. كما أن تناول الكحول بكثرة والتدخين يساهمان أيضًا في إضعاف بطانة الأمعاء ويجعلان الجسم أكثر عرضة للعدوى المعوية.

وعلى الرغم من أن جميع الأفراد قد يتعرضون للالتهابات المعوية، إلا أن بعض الفئات تعتبر أكثر عرضة للإصابة والمضاعفات. من أبرز هذه الفئات الأطفال الصغار الذين لا يزال جهازهم المناعي قيد التطور، وكبار السن الذين يعانون من ضعف تدريجي في قدراتهم المناعية مع التقدم في العمر. كذلك، يُعد مرضى السكري، ومرضى الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والكلى، والأشخاص الذين يخضعون لعلاجات مثبطة للمناعة كالعلاج الكيماوي أو تناول الكورتيزون، من الفئات الأكثر هشاشة. ولا يجب أن نغفل عن المسافرين إلى مناطق ينتشر فيها تلوث المياه أو الغذاء، إذ يكونون أكثر عرضة للتعرض لمصادر عدوى جديدة قد لا يكون جسمهم معتادًا على مقاومتها.

 

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس