اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي امتثل لرغبة نتنياهو بالانسحاب من اتفاق 2015 مع ايران غير ترامب 2025، فهو اليوم اي ترامب استدعى نتنياهو الى البيت الابيض على وجه السرعه، وذلك للتنبيه والتحذير من اي عمل عسكري اسرائيلي طائش ضد ايران، لان الاخيرة وادارة ترامب قررتا سلوك مسار التفاوض بشأن برنامج ايران النووي.

مجرد الاعلان عن بدء التفاوض الاميركي الايراني، يعني ان نتنياهو قد تلقى لكمة سياسية قويه الامر الذي افقده زمام المبادره وعطل عليه تنفيذ عمل عسكري استباقي ضد ايران، بهدف نسف و الغاء اي تفاوض اميركي ايراني، وبناء عليه يكون نتنياهو قد خسر الجولة الأولى وهو اليوم يفتقد ورقة الدعم الاميركي وصار مكبلاً بقواعد ترامب.

نتنياهو الغاضب من سحب بساط الدعم الاميركي فيما ص الملف الايراني، لم يستسلم و لم يهضم الانتكاسة غير المتوقعة، فهو بزيارته الاخيرة للبيت الابيض تفاجأ بضوء احمر ترامبي، اسهم في ردعه عن مغامرة غير محسوبة ضد ايران، ولم يسمح له حتى في ابداء رأيه ما جعله في موقع التلميذ الذي المشاغب، الامر الذي دفع مدير المدرسة الى اصدار اوامره بوجوب الانضباط والالتزام بالقواعد التي وضعها ترامب.

اذا نتنياهو وجد نفسه مكبلاً بالضوابط الاميركية، وحين تبلغ وجوب اتباع الاجراءات الاميركية الصارمة، انتقل الى محاولة التفاوض على المفاوضات اي الى مسار الابتزاز، فهو بالبداية طلب من الرئيس ترامب ان يشمل التفاوض، اجبار ايران على تفكيك كامل برنامجها النووي، تماماً كما حصل سابقاً في السيناريو الليبي، ليأتيه الجواب بان اميركا لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي العسكري، وان التفاوض معها حول ضبط التخصيب ومراقبته لضمان سلمية برنامجها، بمعنى ان ترامب نفسه قد اعترف باحقية ايران بامتلاك برنامج نووي سلمي، قابلته ايران بايجابية الاعلان عن سلمية البرنامج، و والتشديد على عدم وجود نية ايرانية لامتلاك السلاح النووي، وبذلك يكون نتنياهو قد تلقى اللكمة الاولى.

فشل نتنياهو في محاولته الالتفاف على الضوابط الاميركية من خلال اتباعه مسارات ملغومة، دفعه للانتقال الى الطلب من ترامب بضرورة حصوله على ضمانات تجبر ايران التخلي عن دورها الاقليمي، ولما لم يستجب ترامب لطلب تنتنياهو، حاول الاخير تعطيل المفاوضات من خلال حصوله على ضمانات اميركية بتعطيل الملف الاكثر حساسية للطرف الايراني، الا وهو ملف تصنيع ايران للصواريخ الباليستيه بحجة تهديد الكيان الصهيوني، وامام اصرار الجانبان الايراني والاميركي الاستمرار في جولات التفاوض مزخرة بتصريح ترامب الذي قال فيه انه غير متحمس للعمل العسكري، وهو يفضل مبدأ التفاوض مع ايران مقابل اصرار ايراني على حصر جولات التفاوض حول البرنامج النووي السلمي وفك الحصار والعقوبات الاقتصادية الاميركية المفروضة على ايران، يكون نتنياهو بذلك قد تلقى اللكمة الثانية التي افقدته امكانية المناورة والابتزاز.

فشل نتنياهو في محاولته ابتزاز ترامب، اسهم في تنفيس عضلات نتنياهو، وانهى عملية اسقاط احلامه التوراتية على المنطقة، تمثلت بحرمانه من اي دعم اميركي في العلن او في السر كما جرت العاده للقيام بأي عمل عسكري متفلت من شأنه الاضرار بالمصالح الاميركية في المنطقة، ما اضطره للامتثال للمحظورات الاميركية و الانضباط بقواعد ترامب ولو ادى ذلك الى تحجيم نتنياهو شخصياً.

ما لم يعلن على الملأ قيل لنتنياهو شخصياً في الغرف المغلقة، وخلال جلسة محادثات اميركية اسرائيلية عقدت في البيت الابيض بعيدا عن الاعلام، حيث ابلغ ترامب نتنياهو وبشكل شخصي و مباشر بما يلي:

اننا كاداره نتواصل مع الايرانيين منذ فتره ولقد توصلنا الى اطار تفاهم للحوار بواسطة سلطنة عمان، وامامنا فرصة نادره لابرام اتفاق تاريخي مع ايران وبموافقة معظم دول الخليج وخصوصاً المملكة العربية السعودية، وانني اي ترامب شخصياً سأمنع اي عمل قد يسهم في تعطيل هذا المسار، وبحسب تسريب احد المشاركين من الجانب الاميركي لموقع اكسيوس قال فور سماعي ما ابلغه ترامب لنتنياهو، تقصدت النظر بوجه الاخير، و لم ار وجهاً متجهماً الى هذا الحد في حياتي كوجه نتنياهو.

صحيفة نيويورك تايمزالأميركية المقربه من البيت الابيض اشارت إلى ان ترامب يتجه لإحياء الاتفاق النووي القديم في محادثاته مع إيران، و أنّ إيران والولايات المتحدة حددتا جدول أعمال لمحادثات إضافية خلال الأيام المقبلة، بعد انتهاء الجولة الاخيرة في روما، وتضيف نيويرك تاميز، أنّ المحادثات المقبلة اليوم الاربعاء في سلطنة عمان، ستشمل تفاصيل فنية بشأن تخصيب اليورانيوم، ما يشير وبشكل واضح الى حصول تقدم ملموس نحو الانتقال الى مرحلة التفاوض المباشر بين الحانبين، بهدف وضع حجر الاساس لإنجاز اتفاق تاريخي بين ايران واميركا و بموافقة اوروبا و دول الخليج العربي، ولو طال الامر بعض الشيئ، وهذا المسار سيضمن تلقي نتنياهو اللكمة التي ستنهي احلامه ضد ايران.

ما عزز التفاؤل الايجابي بالوصول لاتفاق ما صرح به الرئيس الايراني بزشكيان من ان ايران على استعداد تام للوصول الى اتفاق ضمن الاطر المرسومة اي البحث في برنامج ايران السلمي فقط و ضمن الاطار المتفق عليه بين الجانبين.

يبقى السؤال و الى حين انجاز هذا الاتفاق التاريخي هل سيبقى نتنياهو ملتزماً بقواعد ترامب ويحصل على حمام بارد كما حصل في واشنطن ، ام انه سيتمرد ويتفلت من الضوابط الاميركية، مفضلاً الحمام الساخن، لن ينأخر الوقت لمعرفة اختيار درجة تخصيب حرارة الحمام القادم لنتنياهو.....

*رئيس ندوة العمل الوطني

الأكثر قراءة

لمن قال مسؤول عربي... اذبحوهم؟؟