اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



نامت رئيسة بلدية بكفيا المحيدثة نيكول الجميل على رقم ١٧ لمصلحتها و١٦ لمنافستها رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر، واستفاقت على ٢٢ صوتا للمر مقابل ١١ صوتا ، اي بثلثي أصوات رؤساء بلديات المتن كما قال الوزير السابق الياس المر. هذا الرقم صدم الرأي العام المتني وأربك حزب "الكتائب"، الذي كان يستعد للاحتفال على مسافة أمتار قليلة من مكان الانتخاب، في "بيت الكتائب" في ساحة الجديدة، فتم سريعا إزالة المظاهر الاحتفالية والانسحاب من المكان.

وقع "الصدمة الكتائبية" كان كبيرا، فكل المؤشرات كانت تدل على فوز رئيسة بلدية بكفيا، بناء على معلومات، واستنادا الى تصريح نيكول الجميل قبل ساعة من التصويت حسم النتيجة لها، فكيف تبدلت المعطيات؟ وما هي العوامل التي حسمت الاتحاد لميرنا المر مجددا؟

لا تخفي مصادر "كتائبية" وقع المفاجأة التي أتت من خارج الحسابات والتوقعات، خصوصا ان الحزب تبلغ في الاتصالات ان التصويت لمصلحة مرشحته، الى ان اتضح ان ستة رؤساء بلدية أخلوا بالتزامهم لتنقلب الأمور. وتؤكد المصادر ان تحديد من لم يلتزم بالتصويت أمر معقد، لكن يمكن وضع تصور واشتباه في من أخلّ بالالتزام تحت وطأة الضغوط.

بالمقابل، تؤكد مصادر متتية ان حزب "الكتائب" بنى آمالا على ربح معركة الاتحادات، مستندا الى وعود ومعطيات غير صحيحة، فيما البحث في التفاصيل وما احاط بالعملية الانتخابية، يؤكد ان الامور كان متوقعا لها ان تسلك هذا المنحى. ووفق المصادر فان تصويت "القوات" والتزامها لم يحسم في لقاء معراب، وما جرى في لقاء الجميل - جعجع ان رئيسة بلدية بكفيا قدمت مؤشرات فوزها، وأكدت حصولها على ١٦ صوتا ، مما يشير الى حسابات خاطئة.

بالمقابل، تؤكد مصادر مقربة من عائلة المر ان التحالف بين "القوات" و "الكتائب" لم يكن هشا، بل بالعكس فان معراب تابعت الاتصالات، لكن الحقيقة ان حصة "الكتائب" و "القوات" كانت ضعيفة.

وترد مصادر المر النتيجة الى ضعف التأثير الحزبي في العائلات في المتن، وطبيعة المتنيين الرافضة للاحزاب، فالذاكرة الجماعية لا تريد ان يحل القسم الحزبي مكانا او ممرًا إلزاميًا للوصول الى المؤسسات.

بالمحصلة، فان حزب "الكتائب" خرج بانتكاسة كبرى، ربما لأنه كبّر حجمه البلدي او لأنه استند الى حسابات غير واقعية، الا ان معركة اتحاد البلديات في المتن الشمالي لم تكن انتخابات عادية، فقد تحولت الى معركة سياسية بين آل الجميل والمر، ومن هذه النقطة بالذات يمكن الانطلاق للجزم ان إعادة ترشيح ميرنا المر مرة جديدة، والذي يتردد في المتن انه جاء بناء على اصرار الوزير السابق الياس المر وتدخله المباشر، كان موفقا ومدروسا بعناية ومقدرا ان يتحقق ربح المعركة استنادا الى ما يأتي:

- حسابات آل المر وتجربتهم في الاتحاد والبلديات.

- الحملة الانتخابية التي قامت بها نيكول الجميل بالمحاسبة والاصلاح، خلقت ارباكا لدى عدد من رؤساء البلديات الجدد، لناحية التصويت وعدم الخروج عن الاعراف المتنية والصلة الإنمائية والخدماتية مع عائلة المر، وبالتالي ليس سهلا على هؤلاء تخطي الحيثية المتنية.

- عدم احتساب الأصوات جيدا، وفشل استقطاب رؤساء بلديات من محور سياسي معين .

يتحدث العارفون في الشأن المتني عن عدم وضوح الصورة الانتخابية نهائيا بعد، لكن المؤكد ان البلديات "المرية" التقليدية بايعت المر مجددا، فيما لم ينجح "النفس التغييري" في احراز تقدم او نقاط رابحة.

الأكثر قراءة

قبل المخيمات: العيون العربية على سلاح حزب الله هل يُشعل نتنياهو المنطقة لعرقلة الاتفاق الأميركي ــ الإيراني و«الدولة الفلسطينية»؟