مرونة في بعبدا وبكركي تجاه السلاح وانفتاح على الحوار
الخنسا بعد زيارته الراعي لـ"الديار": لمعالجة الأمور بعيداً من التشنجات الإعلاميّة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

رغم الضجيج الداخلي من بعض القوى السياسية والمسيحية، وعلى رأسهم "القوات اللبنانية"، خصوصاً في ملف سلاح حزب الله والذهاب بعيداً الى حد المطالبة بنزعه بالقوة، وتحديد سقف زمني له، يقارب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الامر من "زاوية واقعية"، ويتعاطى بـ "براغماتية واعية" مع هذا الملف الشائك، خصوصاً ان توقيت طرح السلاح يتزامن مع هجمة اميركية وصهيونية عليه. كما يتزامن ذلك في ظل الاعتداءات والاغتيالات والقصف العدواني اليومي، وايضاً استمرار الاحتلال الصهيوني لمناطق خمس في الجنوب، بالاضافة الى 13 نقطة يتحفظ عنها لبنان، وليس انتهاء بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقسم من الغجر.

واذا كانت المارونية في شقها السياسي ومتمثلة برئاسة الجمهورية واقعية ومرنة، فإن بكركي وعلى لسان سيدها تبدو ايضاً مرنة وواقعية، حيث اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في اكثر من مناسبة وخصوصاً في 3 نيسان الجاري، امام مجلس نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي، أنّ نزع سلاح حزب الله "ليس سهلاً"، مشدّداً على "ضرورة التوصل إلى حلول ديبلوماسية لا عسكريّة".

هذه الاجواء هي محل نقاش داخلي في اروقة حزب الله والمعنية بملف العلاقات المسيحية، وعلى رأسهم ابو سعيد محمد الخنسا، الذي اتصل مهنئاً الراعي بالسلامة، بعد الحادثة المؤسفة التي تعرض لها خلال قداس الفصح.

ويكشف مطلعون على هذه الاجواء لـ "الديار"، ان حزب الله يتلقف بإيجابية تصريحات رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي، ويقابل التحية بأحسن منها، والمرونة والواقعية بمرونة وايجابية اكثر.

ويؤكد حزب الله ان تمسكه بالحوار والتواصل مع مختلف القوى اللبنانية، باستثناء القوى التي تتبنى الخطاب الاميركي- "الاسرائيلي"، امر مبدئي واساسي ونهائي، وهو لا يمانع ان يطرح كل الموضوعات على الطاولة، ولكن من دون احكام او شروط مسبقة او محاولة لتعطيل الحوار واخذه حجة لتبرير وسائل وطرق اخرى!

ويشير المطلعون على اجواء حزب الله، الى انه مع حصر السلاح بيد الدولة، وهو لا يمانع ذلك وخصوصاً السلاح المتفلت وبقاء سلاح الدولة الداخلي، الذي يحمي الامن الداخلي ويحفظ امن الناس ويمنع الفوضى. اما سلاح المقاومة والمخصص للدفاع عن لبنان وردع العدو، فهو مطروح للنقاش من ضمن استراتيجية دفاعية للحماية وصد العدوان، وهذه الاستراتيجية لا تعني نزع سلاح المقاومة لا بالتراضي ولا بالقوة. وهل يعقل ان يفرط المرء بنقاط القوة التي لديه مجاناً إرضاء للاميركي و"الاسرائيلي"؟

ويكشف هؤلاء ان حزب الله يؤكد ان بقاء السلاح مرتبط بتحرير الارض وخروج الاحتلال من كل الاراضي اللبنانية ومنع الاعتداءات "الاسرائيلية"، وهذا الامر غير قابل للتحقق راهناً.

وعن العلاقة مع بكركي، يكشف المطلعون على اجواء حزب الله عن لقاء قد يكون قريباً للجنة المشتركة بين حزب الله وبكركي، وقد تكون مناسبة الفصح والوضع الصحي للبطريرك الراعي من العوامل التي تُسرّع هذا اللقاء، والذي لم ينعقد منذ اكثر من 6 اشهر، مع بقاء التواصل الهاتفي وفي المناسبات الاجتماعية. ويضيف  هؤلاء رغم انه قد سجل  تواصل مباشر في منتصف شباط لدعوة الراعي الى تشييع السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 شباط الماضي.

وفي سياق التواصل المباشر بين حزب الله والبطريرك الراعي، زار وفد من حزب الله رفيع المستوى البطريرك الراعي مهنئاً بالسلامة في مستشفى "اوتيل ديو" ظهر امس، وكان الوفد مشتركا بين المجلس السياسي وكتلة الوفاء للمقاومة وممثل للعلماء وهو الشيخ عمرو، وضم مسؤول ملف العلاقات المسيحية في المجلس السياسي ابو سعيد محمد الخنسا، ومعاونه الدكتور عبد الله زيعور، وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب امين شري ومسؤول منطقة جبل لبنان الشيخ محمد عمرو،  وحمل الوفد تمنيات قيادة حزب الله للبطريرك بالشفاء العاجل، وكان مناسبة للاطمئنان على صحته. وقدم الوفد التعازي للبطريرك برحيل البابا فرنسيس.

 ووصف الخنسا في اتصال مع "الديار" اللقاء بالايجابي والجيد. وقال :" دعونا الى معالجة  هادئة للامور بعيداً من التشجنات الاعلامية بين الفئات الاعلامية، واحترام التوجهات السياسية لكل الجهات اللبنانية".

بدوره، أكد الراعي للوفد حرصه على الوحدة الداخلية. وشدد على "ضرورة الانسحاب "الاسرائيلي" من النقاط الخمس التي يحتلها في الجنوب وترك الامور للجيش اللبناني". كما شدد على "التنسيق الدائم مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون".