قاسم: الإعتداء على الضاحية سياسي وفاقد لأيّ مُبرّر وهدفه تغيير القواعد
واجب الدولة أن تتصدّى وتتحرّك... وليكن هناك إقبال على الإنتخابات البلديّة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

- لبنان سيبقى قوياً بمقاومته وشعبه وجيشه ولن نتخلّى عن قوّتنا

 

- أهمّ أولويّات نهضة لبنان وقف العدوان"الإسـرائيلي"  

والإنسحاب من الجنوب والإفراج عن الأسرى

- يجب أن نحرص على وحدة القرية ووحدة المدينة

وأن يكون لدينا رعاية وأخوّة من الجميع

قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة له مساء أمس، "تعرضت يوم الأحد الضاحية الجنوبية لعدوان "إسرائيلي" بدون أي مبرر، والهدف منه الضغط السياسي. ولكن ميزة هذا الاعتداء أنه بموافقة أميركية وفق كلام العدو".

وأشار "إلى أن بعض المسؤولين يقول للمبعوثين إننا حاضرون لحصر السلاح، في وقت لم يطبق الطرف الآخر ما عليه"، مؤكدًا أن "إسرائيل" تريد السيطرة على لبنان وتريد بناء مستوطنات فيه وتريد إضعافه، ومن لا يؤمن بذلك فليفسر لنا لماذا بقيت "إسرائيل" 18 عاما ولم تخرج إلا بالمقاومة؟"، ومشددًا على أن "لبنان سيبقى قويا بمقاومته وجيشه وشعبه، ولن نتخلى عن قوتنا وقوة لبنان وقوة الجيش اللبناني وقوة الدولة اللبنانية".

وإذ وصف قاسم موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بأنه "موقف جيد"، أكد "أن مسؤولية الدولة الضغط على أميركا وفرنسا والأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف الاعتداءات، والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ناعم وبسيط وهذا أمر غير مقبول.. على الدولة أن تتحرك بشكل فاعل، وأن ترفع شكاوى لمجلس الأمن، وتستدعي السفيرة الأميركية التي تنحاز لـ"إسرائيل" ، وأن تتحرك بشكل أوسع ديبلوماسيا".

وأشار "إلى أن الحكومة تأخرت كثيرا في إعادة الإعمار رغم أن هذا واجبها"، لافتا إلى أنه "إذا عملت الدولة بالتعاون مع كل الأطراف على قاعدة الكرامة والقوة ننجز نهضة البلد".

وفي ملف الانتخابات البلدية والاختيارية، قال قاسم: "أنا أدعوكم إلى أن يكون هناك إقبال كثيف على الانتخابات البلدية، ومَن يريد أن يعمر بلده يجب أن يجتمع مع إخوانه وأحبائه، ويتعاهدوا معا أن يعملوا في التنمية والعمل الاجتماعي".

استهل الأمين العام لحزب الله كلمته بالقول: "أردنا الحديث عن الانتخابات البلدية في إطار التنمية والوفاء بالتعاون المشترك بين حزب الله وحركة أمل، لكن وجدت أن أرضية معينة يجب أن تكون متوفرة على المستوى السياسي لتساعد على إنجاز الانتخابات بطريقة صحيحة، ونتمكن من استثمار هذه الانتخابات في إطار بناء الدولة. لذا سأتحدث عن موضوعين: الاول أولوية نهضة لبنان، والثاني الانتخابات البلدية".

نهضة لبنان

وسأل قاسم: "ما هي الاولويات التي يجب أن تتوفر من أجل أن ينهض لبنان، وأن يتمكن من تحقيق الاستقرار والتقدم والتنمية ومعالجة كل القضايا التي عانيناها في الفترة السابقة، وكذلك لنلبي احتياجات الناس؟ لدينا ثالث أولويات يجب أن نركز عليها لانها تساعد على استقرار لبنان ونهضة لبنان ونمو لبنان".

-الاولوية الاولى: يجب وقف العدوان الاسرائيلي والانسحاب من جنوب لبنان والافراج عن الأسرى. اذا "إسرائيل" لم تنسحب من الجنوب، هناك اتفاق انعقد وبدأ تنفيذه في26تشرين الثاني سنة2024 بين الدولة اللبنانية والكيان "الاسرائيلي" بشكل غير مباشر. هذا الاتفاق اسمه وقف إطلاق النار. التزمنا كحزب الله، كمقاومين من مختلف الفرقاء بكل مندرجات الاتفاق، ومكنا الدولة اللبنانية من أن تنشر الجيش في منطقة جنوب نهر الليطاني"، سائلا: "كيف نواجه هذه الاعتداءات؟ نحن سلمنا للدولة اللبنانية أن تكون هي المفاوض، وهي التي تستخدم الجيش اللبناني من أجل القيام بواجباته في جنوب نهر الليطاني وفي كل لبنان. نحن نعتبر أن الدولة مسؤولة عن المتابعة بالضغط على الدولتين الراعيتين أميركا وفرنسا، وكذلك على الأمم المتحدة ومجلس الامن وقوات الطوارئ الدولية. على الدولة أن تضغط، والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ضغط ناعم وبسيط، لا يرقى إلى أكثر من بعض التحركات وبعض التصريحات. هذا أمر غير مقبول".

أضاف "نحن نطالب الدولة اللبنانية أن تتحرك بشكل أكبر، استدعوا سفراء الدول الخمس الكبرى، ارفعوا شكاوى إلى مجلس الامن، استدعوا السفيرة الاميركية المنحازة إلى "إسرائيل"، ولا تقوم أميركا بدورها في الرعاية. تحركوا بطريقة ديبلوماسية بشكل أوسع. على الحكومة اللبنانية أن تجعل كل جلسة من جلساتها في مقدمتها الحديث عن الخروقات التي ترتكبها، عن خرق وقف إطلاق النار، عن عدم الالتزام".

اضغطوا على أميركا

وقال "حصل اعتداء على الضاحية الجنوبية، وهذا الاعتداء فاقد لاي مبرر حتى ولو كان وهميا. هذا اعتداء سياسي، هذا اعتداء لتغيير القواعد، هذا اعتداء لتثبيت قواعد معينة. يعتقدون أنهم من خلالها يستطيعون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، وأن يحققوا الاهداف التي يريدون. "إسرائيل" قالت إنها أبلغت أميركا، طبعًا أميركا لم تمانع لانه جزء من تحقيق الهدف السياسي في تغيير المعادلة، في وضع معادلات جديدة، في محاولة الضغط السياسي".

وأردف "هذا فضلا عن قتل المدنيين في أعمالهم، في بيوتهم، في سياراتهم، إضافة إلى تدمير المنازل الجاهزة وغير الجاهزة، وتجريف الاراضي. ارفعوا أصواتكم، املأوا الدنيا صراخًا. طبعا موقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة موقف جيد، ونعرف أن رئيس الجمهورية مهتم جدًا ويعمل بشكل دائم، لكن أنا أقول أن المطلوب من الحكومة، من وزارة الخارجية اللبنانية، من كل المعنيين بالمتابعة أن يرفعوا الصوت عاليا، أن يكثفوا الاتصالات. اضغطوا على أميركا، أفهموها بأن لبنان لا ينهض من دون وقف العدوان. ولا أحد يفكر أن أميركا تعمل الان لمصالح لبنان، لا هي لها مصالح من لبنان. الاستقرار هو الذي يؤدي إلى النتيجة التي تنتفع منها لبنان وأيضًا تنتفع منها الاطراف الاخرى".

لا يمكن للبنان أن يدخل في فتنة

وأكد قاسم "واجب الدولة أن تتصدى، وقد أخذت الدولة من الاتفاق كلما تحتاجه لتطبق هذا الاتفاق، أولويتها أن تحقق الامن، وأن تحقق التحرير. ماذا تريد الدولة بعد؟ تقول إنها تريد أن تطبق الاتفاق، تريد أن تنتشر الجيش في جنوب نهر الليطاني، هذا تحقق. المقاومة التزمت 100%. أي أمر آخر يفترض ألا يكون مطروحا الان قبل أن تنفذ "إسرائيل" كل ما عليها، قبل أن تنسحب، قبل أن تفرج عن الاسرى، لا يمكن أن تأخذ شيئًا. أقول: مكنوا أنفسكم بمزيد من التحرك، بالاتصال بالدول المختلفة، بالتعاون مع القوى السياسية الموجودة في لبنان".

أضاف "لا نلاحظ إلا أنه عندما يأتي مبعوث دولي أو مندوب دولي، بسرعة يتصدى بعض اللبنانيين ليقولوا لهم إنهم ملتزمون بالقرار1701، نحن حاضِرون أن نعمل حصر السلاح. لماذا تعطونهم تفاصيل يفترض أن بعضها، قد طبقتموه ولم يطبق الطرف الاخر ما عليه؟ تتحدثون بما يرضيهم! تحدثوا معهم ليعرفوا أن هذا لبنان لا يمكن أن يسير بهذه الطريقة، لا يمكن للبنان أن يدخل في فتنة كما يريدون وكما يريد البعض".

نتنياهو وضعه صعب

وسأل قاسم ايضا: "ما هي أهداف "إسرائيل"؟ "إسرائيل" تريد السيطرة على لبنان، تريد إقامة مستوطنات في لبنان، "إسرائيل" تريد التوطين في لبنان"، مضيفا "هل تظنون أن نتنياهو اليوم مثل نتنياهو قبل سنة وسبعة أشهر عندما بدأت الحرب؟ نتنياهو وضعه صعب، اليوم لايعرف من أين تأتيه الضربات في الداخل، انه حائر لانه لم يحقق الاهداف التي يريدها".

وتابع "الان يأتي بعض اللبنانيين تحت عنوان أننا نريد أن نكف شره، فلنتجاوب، فلنتراجع.لا، عندما كنا في وقت الصعوبة، وقفنا وجمدناه عند حده. كل الفرق التي جمعت75ألف واحد كانوا موجودين على الحدود، ولم يستطيعوا أن يتقدموا، وهذا ما اضطرهم إلى الذهاب إلى وقف إطلاق النار. الان، وبعد أن عجز عن تحقيق الاهداف، يأتي بعض الناس ليقولوا: دعونا نقدم تنازلات. لن نتخلى عن قوتنا، وقوة لبنان، وقوة الجيش اللبناني، وقوة الدولة اللبنانية".

لدينا إمكانات كثيرة... لماذا تتراخون؟

وقال: "لدينا إمكانات كثيرة، لماذا تتراخون إلى هذا الحد؟ ما الذي يضعفكم؟ خائفون من الاميركيين؟ ليكن بعلمكم شيئًا: لبنان يجب أن يكون قويًا وسيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه. لا أحد يظن أن يعمل على موضوع القوة لنصبح ضعفاء، لن نعود إلى ما قبل أربعين سنة، لن نعود حتى تكون "إسرائيل" متحكمة وأميركا متحكمة، ورغما عنها أميركا ستتعامل معنا عندما ترى أننا صامدون".

أولوية إعادة الإعمار

وقال قاسم: "تأخرت الحكومة كثيرا بإعادة الاعمار. تحدثت بالبيان الوزاري أن أولوية إعادة الاعمار. أنا أريد أن أسأل: لماذا لم نبدأ بعملية الاعمار؟ البعض يقول: أن الخارج عنده شروط. الا تستطيع الحكومة تشكيل لجان من أجل الاعمار؟ متى تتصل بالاطراف الاخرى؟ يجب أن تبدأوا، هذا من لوازم تنفيذ الاتفاق. نحن كحزب الله، عملنا على إيواء خمسين ألفا وسبعمائة وخمسة وخمسين من الذين هدمت بيوتهم بالكامل، قمنا بترميم ثالثمائة واثنين وثالثين ألف مواطن. نحن عملناه باللحم الحي. طبعاً، يجب أن نشكر الجمهورية الاسلامية الايرانية، ويجب أن نشكر القائد الامام الخامنئي الذين ساعدونا وأيدونا. لا يستقر البلد الا بكل أبنائه، والبلد لا ينهض إلا إذا تعاونا جميعاً. نحن نمد اليد ونتمنى عليكم أن تتعاونوا للوصول إلى النتيجة المطلوبة".

بناء الدولة

وقال قاسم: "كنا ولا زلنا مع بناء الدولة، أثبتنا ونحن في قلب الحرب مع بناء الدولة. شاركنا بانتخاب رئيس للجمهورية، بتوافق بيننا وبين حركة أمل حتى يسير البلد. اخترنا الحكومة وأعطيناها الثقة. نحن نعتبر أن بناء الدولة تحتاج لقوانين، تحتاج لتعيينات إدارية، تحتاج إلى إعادة أموال المودعين، تحتاج إلى قوانين إصلاحية للمصارف وأمور كثيرة على المستوى الاقتصادي. يجب العمل على خطة اقتصادية اجتماعية تستطيع أن تنهض بلبنان، ونحن جزء من هذه الخطة".

وختم بالقول: "هذه الاولويات الثالثة لها قواعد، يجب ألا نشغل الناس بمهاترات جانبية.وأنا أقول لكم: هؤلاء دعاة الفتنة لا تردوا عليهم. يريدون أن يصنعوا مشكلة بين المقاومة والجيش. ولكن ليعرفوا أننا لن نسمح لهذه الفتنة أن تمر. أما القرار1701، تفاصيله التي هي بعد اتفاق وقف إطلاق النار والتنفيذ من الجانب الاسرائيلي، عندئذ يأتي وقته".

الانتخابات البلدية والاختيارية

مسؤولية وخدمة

وقال قاسم: "ان الانتخابات البلدية والاختيارية ليست منصبا ولا استثماراً، بل هي مسؤولية وخدمة.هناك أهداف من المشاركة بالانتخابات البلدية:

-الأول: هدف خدمة أهلنا المستضعفين ورعاية مصالحهم وتنمية مناطقهم ورفع الحرمان عنهم والمساهمة في نهوضهم من خلال الامكانات المتوفرة. 

-الهدف الثاني: يجب أن نساهم في إصالح وتحديث إدارة البلديات والاجهزة والمؤسسات الخدماتية والانمائية التابعة لها.

-الهدف الثالث: يجب أن نساهم في تقديم تجربة رائدة في الادارة تشكل نموذجا في الاستفادة من الكفاءة والاستقامة والمصداقية.

أضاف "يجب أن نحرص على وحدة القرية ووحدة المدينة وجوالتفاهم والتآلف والتعاون، وأن يكون لدينا رعاية وأخوة من قبل الجميع. إذا استطعنا أن نصنع ائتالفا ونجمع كل هذه الكفاءات وكل هذه العائلات، ونقدر أن نجمع هذه المكونات السياسية المؤثرة كذلك بنفس الوقت، هكذا ينتج لدينا مجلس بلدي متجانس يتفاهم مع بعضه".

نريد أن نطوّر مبدأ المشاركة

وتابع "عقدنا تحالفا مع حركة أمل لادارة العملية الانتخابية،ً أولأ لنا رصيدا شعبيا كبيرا، نحن والحركة . ثانيا لاننا نستطيع أن ننقل الواقع الموجود من التأزم والخالف إلى موضوع الاتفاق، وًنكون حكما ونساعد. نحن نريد أن نطور مبدأ المشاركة حتى يكون هناك تمثيل شعبي. نريد أن نراعي تمثيل العوائل والعشائر والفئات الاجتماعية، وحتى القوى الحزبية الموجودة، ما الذي يمنع طالما أننا نبتعد عن الخلافات والصراعات؟. وللذين يريدون الترشح يجب أن يكون لديهم مقبولية عند الناس، يجب أن نأتي بخيارات ذات كفاءة ونزاهة. نحن نريد أعضاء يتمتعون بالعصامية، نظفاء الكف، لا يحتاجون إلى أن يمدوا أعينهم إلى أي مكان، أن يكونوا منسجمين مع البيئة التي يعملون بها".

تعازي...وتحيّة

وختم الأمين العام لحزب الله كلمته بالقول: "أريد أن أعزي العالم المسيحي بوفاة قداسة البابا فرنسيس، وإن شاء الله أعماله وأفكاره الايجابية المنطلقة من الانجيل ومن المسيح، تنعكس على القادم، وتنعكس على كل العالم من دون استثناء.

كما أعزي الجمهورية الاسلامية الايرانية، أعزي الامام الخامنئي، ورئيس الجمهورية والحكومة والشعب الايراني، بوفاة هذا العدد الكبير في بندر عباس في ميناء الشهيد رجائي. وإن شاء الله تمر هذه الازمة من دون أي تأثير، وتكون دفع بلاء أكبر".

كما أريد أن أقول أهل غزة: أنتم صابرون وأنتم مضحون. للأسف هذا العالم عالم طاغٍ، عالم مجرم، العالم الغربي، العالم الاميركي، العالم الاسرائيلي. لكن الحمدالله صمودكم الاسطوري يجعل الاهداف تتحقق عند الكيان الاسرائيلي، وبالنهاية هذا الثبات بحد ذاته هو مقدمات للنصر الاكيد.

وسأكرر التحية لليمن،  يواجه العدو الاميركي- "الاسرائيلي"- البريطاني، لا لشيء إلا ألانهم يريدون نصرة فلسطين والقدس. هذا شرف أنتم تتميزون به على كل العالم. أسأل الله أن يحقق النصر والتوفيق، وأن يخرجنا من هذه الأزمات".