حملت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية دلالات عديدة، تجاوزت الحلف التاريخي بين الرياض وواشنطن، إذ إن هذه الزيارة حملت في طياتها اعترافاً أميركياً بالدور الأساسي للقيادة السعودية في المنطقة، في ظل التحوّلات الجيو ـ سياسية الكبرى الحاصلة على صعيد العالم ككل.
وفي قراءة هادئة لما شهدته الرياض في اليومين الأخيرين، يقول سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد لـ "الديار"، إنه "مما لا شك فيه أن المملكة تؤدي دوراً أساسياً ومحورياً كبيراً اليوم، وهي كانت بالأصل تؤدي هذا الدور الكبير، إنما هي تمارس حضورها العربي والإقليمي اليوم أكثر من أي يوم مضى، نظراً الى الدعم الذي تلقّته من العرب ومن الولايات المتحدة الأميركية، لا سيما بعد الزيارة التي قام بها بالأمس الرئيس ترامب، والتي أظهرت بكل معنى الكلمة أنها أضحت المرجعية العربية الأساسية في الوقت الحاضر من دون أي شك، وظهرت أيضاً من خلال الدور الذي أدته المملكة بما يتعلق برفع العقوبات عن سورية، وأيضاً في القمة الخليجية ـ الأميركية في حضور جميع أمراء دول الخليج".
وحول تردّدات عملية رفع ترامب العقوبات عن سورية على الداخل اللبناني، يرى أن "الجميع رحّب بهذه المبادرة الأميركية تجاه سورية، ولا بدّ أن يكون لها تردّدات إيجابية وجيدة على لبنان، وخصوصاً أنها تساعد على فتح الباب أمام فرص عمل جديدة إن في سورية أو في لبنان، وأيضاً بالنسبة للتزوّد بالغاز وبالتيار الكهربائي، بحيث لم يكن بإمكاننا الاستحصال عليهما من سورية جراء العقوبات الأميركية المفروضة عليها، فهي باتت اليوم أسهل ومتاحة أمامنا"، مضيفاً أنه لعملية رفع العقوبات "وقعها السياسي الكبير في الداخل السوري، لأن الكل يحتضن سورية اليوم لعدم ذهابها إلى أي خيار أو مكان آخر، وأن تبقى من ضمن البيت العربي، لذا، فإنه ليس من السهل أن يقوم الرئيس ترامب بهكذا خطوة مع المملكة استجابة لرغبة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فوقعها في السياسة كبير جداً، وبالنسبة للبنان هي تريح لبنان إلى أقصى الدرجات، وهذا أمر جيد، لأن المنطقة تغيّرت وأصبحت بوجه جديد، على الجميع أن يدركوا أهميته وينظروا إليه بعين مجرّدة، لأن هذا واضح للجميع، وما حصل خلال زيارة ترامب في هذين اليومين دلّ بشكل واضح على هذا التغيير في المنطقة".
وعن كيفية تعامل إيران مع هذا الواقع الجديد في الشرق الأوسط، يقول "مَن له أذنان سامعتان فليسمع، ومن له عينان فليرَ"، ويضيف أن "إيران واقعية ولا بد أن تتمشى مع هذا الواقع الجديد، أو أنها وفي حال حاولت خربطة ما يحصل، فهي ستقع بمشاكل كبرى، ولا أعتقد أنه بإمكانها اليوم تحمّل مثل هكذا خربطات، لا سيما في ظل ما حصل من تغيير في سورية ولبنان وغزة، لذا علينا أن ننتظر لنرى كيف ستتعاطى إيران مع ما حصل ويحصل في المملكة وفي المنطقة، لكنني لا أرى أنه ليس بإمكانها إلا التعاطي بإيجابية مع ما يحصل".
وبالنسبة لما إذا كانت المملكة ستنجح في فرض حلّ الدولتين، كما حصل مع مسألة رفع العقوبات عن سورية، يعتبر أن هذه المسألة "ليست بسهلة إنما هي ممكنة، والمملكة ستؤدي دوراً كبيراً للتوصّل إلى هذا الحلّ، ولكن هذا الأمر يستلزم بعض الوقت".
الأكثر قراءة
-
الانتخابات النيابية المقبلة ترسم موقع لبنان في التحولات الإقليمية اتصالات بين القوات والتيار في زحلة... وبيروت تفقد المناصفة بغياب المستقبل تشدد واجراءات امنية في ملف الاتصالات بين لبنانيين وعرب الـ 48
-
لمن تقرع طبول العرب؟!
-
تخبّط في زحلة قبل 24 ساعة على المنازلة : "مكره أخوك لا بطل! 50-50 حظوظ تحالفات التيار والتواصل العوني القواتي شمل القيادة!
عاجل 24/7
-
13:12
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من بغداد: آلة الحرب الإسرائيلية لم تترك حجراً على حجر ولم تترك طفلاً ولا شيخاً إلا واستهدفته
-
12:50
خامنئي: إسرائيل ورم سرطاني خطير ومميت في المنطقة ويجب استئصاله
-
12:49
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام القمة العربية في بغداد: نرحّب بالتزام المسؤولين اللبنانيين بحصر السلاح بيد الدولة وسلامة الأراضي اللبنانية يجب أن تحترم
-
12:46
رئيس الوزراء الإسباني: علينا الوصول إلى حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية
-
12:44
رئيس الوزراء الإسباني أمام القمة العربية في بغداد: سنقدّم مشروع قرار للأمم المتحدة لإنهاء الحصار الإنساني على غزة وإعادة رسم الشرق الأوسط بالقوة ستؤدي لكوارث
-
12:33
أبو الغيط: سياسات إسرائيل المتهوّرة في المنطقة تبقينا في دوامة مفتوحة من المواجهة
